رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
السؤال الذي يُطرَح : هل ما نسمعه في إنجيل عيد الظهور الإلهيّ (متى ٣: ١٣ –١٧) في الكنيسة: «وإذ السموات قد انفتحت له، فرأى روح الله نازلاً مثل حمامةٍ وحالّاً عليه»، يعني أن قبل هذا الحدث لم يكن الروح القدّس حالًا على الرّبّ يسوع؟ قد تكون المغالطة هذه وليدة تفاسير مغلوطة، أو التباس في تفسير فعل "حلّ"، إذ قد تُفهم كلمة «حالّاً» بأنَّ الروح القدس «حلَّ» على الرّبّ يسوع في المعمودية، وأنّه قبلاً لم يكن يسوع يتنعَّم به. - باللغة العربيّة فعل "حلّ" له عدّة اتّجاهات، وفي السياق هنا يعني: "حلَّ المكانَ / حلَّ بالمكان: نزَل، أقام به"، وعكسُه ارْتَحَل. - الترجمة الحرفيّة هي: "وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ، فَرَأَى رُوحَ اللهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِيًا عَلَيْهِ". أي بدل كلمة حلّ تأتي كلمة "أتى." - ولكن أيضًا قد يُطرح هنا السؤال نفسه: هل انحصر نزول الروح القدس على الرّبّ يسوع المسيح ومجيئه ابتداء من المعموديّة فقط، أم هما لم ينفصلا لحظة: قبل والآن ومدى الدهور؟ الرّبّ يسوع المسيح هو الأقنوم الثاني غير المنفصل عن الثالوث القدُّوس الذي هو الآب والابن والروح القدس، وهو الموجود قبل الزمان، ولم تكن لحظةٌ كان فيها أقنومٌ موجودًا دون الآخر. والرب يسوع المسيح إلهٌ كاملٌ وإنسانٌ كاملٌ، بدون انفصال أو اختلاط أو امتزاج أو تشوُّش. وما شاهدناه في مياه الأردنّ هو الله الابن المتجسّد غير المنفصل عن الله الآب والله الروح القدس. فلنلاحظ: "مِثْلَ حَمَامَةٍ". وجود كلمة "مِثْلَ" سببه أن كلَّ المفردات البشريّة عاجزةً عن وصف ما حدث، فكيف بالأحرى جوهر الله الثالوثي الذي يفوق كل وصف محدود وتعبير بشري. وبالعودة إلى الشرح، الإنجيل كُتب باللغة اليونانيّة، فالفعل "نازلاً هو "καταβαῖνον"وفعل "(حالّاً) أتيًّا" هو "ἐρχόμενον". - إذا دقَّقنا في جذور فعل κατεβαίνω الذي يعني «النزول أو الانحدار»، نجد أنّه يحملُ أيضًا في طيَّاته معنى «الوصول» Vaino) βαινω)، من هنا مثلًا فعل الوصول في اللاتينية veni وفي الفرنسية Venir. وهنا يلمع أمامنا جوهر العيد: الحضور الثالوثي الدائم غير المنفصل، فيأتي مجازيًّا: في اللحظة نفسها التي وصلَ فيها الابن، شهد الآب ووصلَ الروح القدس. و"روح الله نازلاً مثل حمامة وآتيًا عليه" كيف لا؟! والكلمة صار جسدًا. إذًا هذا العيد هو كشفٌ إلهيٌ لطبيعة الله الثالوثيّة، بصوت الآب، وشخص الابن، وهيئة الحمامة، ليُصبح العيد عيد «الظهور الإلهي». |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الرسالة النبويّة هي تكليف إلهيّ |
تهجير شعب إسرائيل مرتبط بقرار إلهيّ متّخذ ضدَّه |
القديس يعقوب قبلتَ نعمة الروح كرسول إلهيّ |
ارتفاع حصيلة اشتباكات عباسة ووصول المدرعات |
عاجل ونزول الجيش |