رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عمق المحبة الأبوية ثم يتابع المسيح حديثه في إنجيل لوقا بهذه الكلمات : " أَلَيْسَتْ خَمْسَةُ عَصَافِيرَ تُبَاعُ بِفَلْسَيْنِ، وَوَاحِدٌ مِنْهَا لَيْسَ مَنْسِيًّا أَمَامَ اللهِ؟...أَنْتُمْ أَفْضَلُ مِنْ عَصَافِيرَ كَثِيرَةٍ!" ( لوقا 6:12-7) في أيام المسيح كان التجار يبيعون العصفورين بفلس، وحين تشتري أربعة عصافير بفلسين يعطونك الخامس مجانًا، "على البيعة" لأن لا قيمة له. ولكن هذا العصفور الخامس الذي لا قيمة له بنظر الناس، يقول عنه المسيح أنه بنظر الله له قيمة عظيمة لأن الرب خلقه. ولكن الرب يقول: أنتم أفضل كثيرًا من هؤلاء بما لا يقارن، لأنكم : "..افْتُدِيتُمْ لاَ بِأَشْيَاءَ تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ، مِنْ سِيرَتِكُمُ الْبَاطِلَةِ ..بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَل بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيحِ،" (1بطرس 18:1-19) ما أحلى هذه الكلمات! إذ يقول المسيح في إنجيل متى : " اُنْظُرُوا إِلَى طُيُورِ السَّمَاءِ: إِنَّهَا لاَ تَزْرَعُ وَلاَ تَحْصُدُ وَلاَ تَجْمَعُ إِلَى مَخَازِنَ، وَأَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ يَقُوتُهَا. أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ بِالْحَرِيِّ أَفْضَلَ مِنْهَا ؟ " (متى 26:6) ثم يقول الكتاب المقدس: "مَنْ يُهَيِّئُ لِلْغُرَابِ صَيْدَهُ،.." (أيوب 41:38)، فإذا كان الرب يهتم بالغراب، ويهتم بطيور السماء، ويهتم بالخليقة كلها، ويشرق شمسه على الأشرار، ألست أنت أفضل من "عصافير كثيرة؟" تقول كلمة الرب في رسالة يوحنا الرسول : "اُنْظُرُوا أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا الآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلاَدَ اللهِ!.." (1يوحنا 1:3 ) فإن كان الرب يهتم بطيور السماء، والغراب، والخليقة، ألا يهتم أكثر بأولاده الذين قبلوا المسيح فاديًا ومخلصًا وسيدًا؟ في وسط الظروف الصعبة والآلام التي تجتازها، خبّئ في قلبك مواعيد الرب، إذ يقول لك في رومية : "مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ؟ أَشِدَّةٌ أَمْ ضِيْقٌ أَمِ اضْطِهَادٌ أَمْ جُوعٌ أَمْ عُرْيٌ أَمْ خَطَرٌ أَمْ سَيْفٌ؟ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «إِنَّنَا مِنْ أَجْلِكَ نُمَاتُ كُلَّ النَّهَارِ. قَدْ حُسِبْنَا مِثْلَ غَنَمٍ لِلذَّبْحِ». وَلكِنَّنَا فِي هذِهِ جَمِيعِهَا يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا. (رومية 35:8-37 ) لا يوجد شيء أو شخص يستطيع أن يفصلك عن هذه المحبة التي تختبرها بغنى بواسطة قبولك المسيح كمخلص وسيد. تأثرتُ كثيرًا بحياة ليليان تراشر المربية الفاضلة التي فعلا قدمت صورة واضحة للأولاد والأطفال المصريين في المياتم والملاجئ عن عمق محبة الرب التي لا تتخلى عن إنسان. في سنة 1911 رحلت الفتاة ليليان من أمريكا إلى مصر، وذهبت لأسيوط وراحت بالإيمان تتبنى الأطفال اليتامى... ابتدأت بطفلة رضيعة اسمها "فريدة"، ثم طفل اسمه "حبيب." لكن حبيب مرض لاحقًا بالطاعون، فطلب منها أن تتخلى عنه لكيلا تصاب هي بالطاعون ولا ينتشر المرض. لكنها قالت: "كيف أتخلى عنه والرب لم يتخلّ عني ولا لحظة؟" وبقيت قريبة منه تهتم به حتى أصابها الطاعون، لكن الرب شفى حبيب وشفاها. كان عشرات الآلاف ينادونها "ماما ليليان"، لأنها أظهرت لهم محبة الرب التي لا تتخلى عن الإنسان، إنها محبة القدوس يهوه الأبوية الضامنة. ليعطنا الرب هذه المحبة التي تجذب الناس إليه. • |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يظهر لنا المحبة الأبوية إذ تٌبناه، لأنه يعرف بأنه جبلنا |
الخدمة المبنية على المحبة لا تسقط أبداً |
المحبة الأبوية |
مفهوم المحبة الأبوية |
المحبة تتأنى وترفق، المحبة لا تحسد، المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ، |