رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
انتبهوا لهذا السر العظيم الذي للتقوى بمناسبة عيد التجسد الإلهي التجسد الإلهي سر التجديد وحياة التبني في ملء الزمانأتى رب المجد حسب التدبير عاجناً طبعه الخاص بطبعنا، مرتدياً إنسانيتنا بلا خجل، قابلاً أن يتعايش وسطنا مثلنا، ليقترن بنا ويحيا حياتنا، ضارباً بجذوره فينا، حتى بكونه هو الحياة يقضي على موتنا إذ غرس نفسه فينا باتحاد أبدي لا يقبل الافتراق، وبذلك لم يعد للموت سلطاناً علينا لأن الحياة صارت فينا والتي هي نور الناس، فالنور أضاء في الظلمة ليُبددها ويرد للإنسان كرامته المسلوبة، ويعيده لمكانته الأولى، لأن وضعه الطبيعي في الجو الإلهي، في شركة النور، ليحيا بالله وفي الله، لأنه بالتجسد لم يعد يُعرف الله بمعزل عن الإنسان ولا الإنسان بمعزل عن الله لأن الكلمة صار جسداً وحل بيننا وراينا مجده مجد ابن وحيد للآب مملوء نعمة وحق، ومن ملئه نحن جميعاً أخذنا، ونعمة فوق نعمة. فيا إخوتي نحن لا نتأمل في التجسد من بعيد ونضع أفكاراً جميلة عنه، وننقل ما في الكتب من كلام، بل نحن نؤمن لندخل في هذا السر العظيم الذي للتقوى، لأن طبيعة حياتنا أصبحت في شخص المسيح الله الظاهر في الجسد، فصار مقروناً بنا ونحن مرتبطين به ارتباط وثيق مختوم بدم مسفوك حسب تدبير الخلاص، وهذا الختم لا ينحل أبد الدهر. الإيمان بشخص المسيح وحيد الآب،أدخلنا إلى داخل الله بلا خروج، إلا لو كان إيماننا نظري عبثي، لأننا لا نعي هذا السرّ العظيم، لأن سر التجسد هو عينه سرّ التبني، لأننا صرنا أبناء في الابن الوحيد لذلك دُعينا إخوته، لذلك فهو عُين بكر الخليقة الجديدة، لذلك مكتوب: لأن الذين سبق فعرفهم، سبق فعينهم، ليكونوا مشابهين صورة ابنه، ليكون هو بكراً بين إخوة كثيرين، الذي هو صورة الله غير المنظور بكر كل خليقة؛ وهو رأس الجسد الكنيسة، الذي هو البداءة بكر من الأموات لكي يكون هو متقدماً في كل شيء: مع كونه ابنا تعلم الطاعة مما تألم به. وإذ كُمِّلَ صار لجميع الذين يطيعونه سبب خلاص أبدي. مدعواً من الله رئيس كهنة على رتبة ملكي صادق. (رومية 8: 29؛ كولوسي 1: 15؛ 18؛ عبرانيين 5: 8 – 10)فانتبهوا لسرّ التجسد الإلهي، لأن تدبير التجسد ليس من أجل وضع وصايا أخلاقية نتعايش بها في المجتمع مثل باقي الناس، بل لكي نحيا أبناء لله في شخص المسيح، أي يصير لنا طبع جديد سماوي لا حسب الخليقة التي سقطت، بل الخليقة الجديدة في المسيح يسوع، لذلك مكتوب: إذاً أن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة، الأشياء العتيقة قد مضت، هوذا الكل قد صار جديداً (2كورنثوس 5: 17) فهذا هو سر التجسد: سرّ التجديد،لأن معنى إني أؤمن بمسيح الله اللوغوس المتجسد، معناها إني أتبع المسيح الرب في التجديد، بكوني صرت خليقة جديدة فيه، وهو عملياً بروحه الخاص يعجن طبيعته بطبعي فأتغير إليه واتطبع بطباعه السماوية، فرحلتي صارت رحلة مقدسة في النور، والدعوة مفتوحه لملء قامة المسيح، يعني أمامي طريق عظيم مفتوح على المجد الإلهي الفائق المتسع للغاية، فمهما ما غرفت منه وأخذت لن أنتهي أبد الدهر، وهذه هي الأبدية الحقيقية، لذلك تحدث الرسول عن ملء المسيح، لأن ملكوت الله ملكوت أبدي وسلطانه لا يزول، وحياتي صارت فيه وهو الملء الذي يملأ الكل في الكل. فيا إخوتي المسيح الرب صار حياتنا الآن،وينبغي أن نعي مسيحيتنا الحقيقية لأنها الحياة في الله، ومتى خرجنا عن هذا القصد صرنا غير مسيحيين على وجه الإطلاق، لذلك فأن التجسد قاعدة حياتنا وأساسها الثابت الحي الذي لا يتزعزع ابد الدهر، فالمسيح الرب صخر الدهور وحجر الأساس، الذي ينبغي أن نقبله لئلا تنهدم حياتنا كلها، لأن هذا الهدم هو الموت الأبدي عينه، فلا تتركوا الأساس لأنه هو حياتكم الحقيقية، فآمنوا بنور الحياة المشرق كالتدبير لكي تحيوا في النور ويكون لكم حياة هي المسيح فتغلبوا الموت وتمتد حياتكم إلى الأبدية. يا إخوتي الجحيم والموت ليس لكم،ولا الحزن والوجع والتعب أساس تبنوا عليه فكركم المسيحي، لأن لنا فكر المسيح، والمسيح الرب لا يجلس على الأرض الآن بل هو قائم عن يمين العظمة في الأعالي، فارفعوا عين قلبكم حيث المسيح جالس، ولا تطلبوا ما على الأرض كباقي الأمم الغرباء عن الله، بل ما فوق حيث المسيح الرب جالس، لأن صار لكم كل ما هو له كميراث الأبناء. فاليوم ونحن نقترب من الاحتفال بعيد التجسد الإلهي،علينا ان ندخل إليه لنحتفل بشركتنا مع مسيح الله، لأن بدون أن نشترك في هذا السر الفائق للطبيعة بالروح، فأننا لن نستطيع أن نحتفل بالتجسد، لئلا يصير تذكار العيد مثل أعياد المتغربين عن شركة النور، والذين هم أموات بالخطايا والذنوب بعيدين عن سر قوة الحياة الإلهية وتجديد الروح القدس الذي يأخذ من المسيح الرب ويعطينا. وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَسِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ، تَبَرَّرَ فِي الرُّوحِ، تَرَاءَى لِمَلاَئِكَةٍ، كُرِزَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، اومِنَ بِهِ فِي الْعَالَمِ، رُفِعَ فِي الْمَجْدِ (1تيموثاوس 3: 16) |
|