منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18 - 10 - 2017, 11:27 AM   رقم المشاركة : ( 11 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بستان الرهبان

أخٌ من الإخوةِ سأل شيخاً وقال: «يا أبتِ أعني فقد أهلكتني أفكارُ الزنى؟»، فقال له الشيخُ: «يا ابني، إن كنتَ تستطيع، فلا تترك الفكرَ يسكن عندك»، قال: «وكيف أستطيع ذلك يا أبتِ؟»، قال: «كلما بدأ الفكرُ، فلا تدعه يصعد إلى دماغك، بل ألحقه بذكرِ الموتِ، وخوفِ الله، واذكر نَتنك، وكيف تصيرُ في القبرِ، لأن هذا الفكرَ الرديء، إن غَلب الإنسانَ يقوده إلى قطعِ الرجاءِ واليأس من الخلاصِ، وكمثل السفينةِ التي تصدمها الأمواجُ، والعواصفُ الشديدةُ، وأهوالُ البحرِ، فإن أنزل عنها قدراً من الرملِ أو مما تحملُ ليخفَّ حملها، فإنها لن تعطبَ سريعاً، بل تسبح، وإن انكسرت قربتُها أو شيءٌ منها، فلا زال لها أملٌ صالحٌ في السلامةِ. أما إن أصيبت بثقبٍ من أسفلِها، وامتلأت ماءً، فقد عطبت. هكذا تكون حالُ الراهبِ، فإنه إن توانى قليلاً في بعضِ الأشياءِ، فهو يؤمل أن يغلبَ بالتوبةِ، أما إن سقطَ دفعةً واحدةً في الزنى، فقد عَطِبَ ويوشِكُ أن يُقادَ إلى اليأسِ في هذا الغرقِ».
قال أحدُ الآباءِ: «إن لم تهزّ الريحُ الشجرةَ، فلن تنشأ لها أغصانٌ، ولن تنمو فروعُها، هكذا الراهبُ إن لم تنله محنٌ، فيصبر شاكراً، فلن يصيرَ متجلداً ولا شجاعاً».
سأل أحدُ الإخوةِ شيخاً وقال: «ما هي فِلاحةُ النفسِ؟»، فقال الشيخُ: «إنَّ فِلاحةَ النفسِ هي السكوتُ، وضبطُ الهوى، وشقاءُ الجسدِ، والصلاةُ الكثيرةُ، والامتناعُ عن معاتبةِ زلاتِ الناسِ، وتأمل الإنسان في هفواتهِ وحده، فمتى ثبت الإنسانُ في هذه الفضائل، فإن نفسَه لا تبطئ في النجاحِ والنمو حتى تثمرَ». ثم سأله الأخُ: «وما هو نجاحُ الراهبِ»؟ فقال: «هو التواضع، لأنه بمقدارِ تواضعه كذلك يكون صعوده إلى علو الفضيلةِ». وسأله كذلك: «كيف تقتني النفسُ الفضيلةَ»؟ فقال: «إذا هي اهتمت بزلاتِها وحدها».
قال أنبا مطايوس: «إن الشيطانَ لا يعرفُ في أيِّ الأوجاعِ تنهزمُ النفسُ، ولكنه يزرعُ، ولا يعلم هل سيحصدُ أم لا؛ إنه يزرع زنىً، ودينونةً، ووقيعةً، وقتلاً، وجميعَ الأوجاعِ والشرِ، فأيُّ وجعٍ يرى النفسَ مائلةً إليه، ففيه يشغلها».
قال قائلٌ من الإخوةِ الرهبان لشيخٍ من الشيوخ: «يا أبي، لستُ أجدُ في قلبي قتالاً»، فقال له: «إنك تُشبه القبةَ المرتفعةَ في وسطِ السوقِ، فكلُّ من أرادَ جازَ تحتها، كذلك قلبك؛ أما إن أغلقتَ بابَ قلبك، ولم تدخله الأفكارُ الرديئةُ، لنظرتَ الأعداءَ يقاتلونك قتالاً شديداً».
سُئل شيخٌ من الرهبانِ: «ما هو الاتضاعُ؟»، فقال: «إنه عملٌ كبيرٌ إلهي، وطريقةٌ متعبةٌ للجسدِ، وأن تَعُدَّ نفسَك خاطئاً، وأقلَ الناسِ كلِّهم»، فقال له الأخُ: «وكيف أكونُ أقلَ الناسِ؟»، أجابه الشيخُ: «ذلك بأن لا تنظرَ إلى خطايا غيرك، بل تنظر إلى خطاياك، كما تسأل الله دائماً أن يرحمَك».
  رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
بستان الرهبان كامل مسموع
زهور من بستان - كتاب بستان الرهبان
تحميل كتاب بستان الرهبان كامل مسموع
كتاب بستان الرهبان لبيلاديوس
كتاب بستان الرهبان


الساعة الآن 06:14 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025