رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الرسالة الحقيقية للكنيسة
رسالة كل عضو في جسد المسيح الرب أيها الإخوة الأشقاء المغروسين في الكرمة الحقيقية لأنكم صرتم أغصانها المثمرة في جسم الكنيسة النابض بالحياة الإلهية، يا من صرتم رعية مع القديسين وأهل بيت الله، لأنكم وأن كنتم غرباء عن هذا العالم، وهو لا يعرفكم ولا يقدر أن يفهم من أنتم، لأنكم لستم محسوبين منه من بعد أن قبلتم الدعوة الإلهية الشريفة للحياة الأبدية، وقد صار لكم طابع جديد بسبب ولادتكم الثانية من فوق، لكنكم لم ولن تكونوا غرباء عن كنيسة الله الحي لأنكم فيها أعضاء مقدسين في الحق تسعوا كسفراء عن المسيح كأن الله يعظ بنا نطلب عن المسيح تصالحوا مع الله (2كورنثوس 5: 20)، فأنتم من تلك المدينة السماوية، تستمدون حياتكم وتتقوى عزائمكم وتشتد عافيتكم من الحضرة الإلهية المجيدة، التي منها يفيض علينا معاً غنى سلام الله القدير ونعمته بالمسيح يسوع ربنا بروح الحياة الساكن فينا والذي يقودنا في كل أيام غربتنا على الأرض، وذلك أن كنا نطيعه (باستمرار ودوام) ونصغي لنداءاته في قلوبنا، لأنه هو من يعلمنا ويذكرنا بكل ما قاله الرب ويشع غيرة نار حبه فينا، ويشرح لنا مقاصده في قلوبنا سراً، فيغيرنا إليه ويطبع صورته فينا لكي نُشابهه كثيراً، فنصير أكثر طاعة لوصاياه محققين كل قصده الخلاصي بوعي أولاد الله الذين يعيشون في الحرية الحقيقية كأبناء الطاعة في الإيمان الحي العامل بالمحبة التي لا تُقبح ولا تظن السوء، وتصدق كل شيء لا من الناس بل من الله. ومن هنا نستطيع أن نُميز ونُفرِّق بين أولاد الحق وأولاد الباطل، لأن من ثمارهم تعرفونهم، فأولاد الحق يحافظون على كلمة سيدهم محفورة بدقة في قلوبهم، عاملين بها في واقعهم اليومي المُعاش، وآلامه الخلاصية – من أجل الجميع – ماثلة أمام أعيُنهم، لذلك يصلون دائماً من أجل الجميع لكي يعرف طريق الحياة الجديدة في المسيح يسوع، وهم – بسبب طبعهم السماوي – لا يجزعون من شيء، ولا يخافون من الذين يقتلون الجسد، ولا يحزنون على أي خسارة في العالم، مهما ما كان ثميناً وحتى لو كانت مباني عبادتهم، بل دائمي الشكر بسرور من يحب إله خلاصه مستودعاً حياته بين يديه، وكل رغبتهم أن يكونوا شهوداً لله في المسيح بأعمال حسنة تمجد أبيهم السماوي من الجميع، لأننا – في واقعنا المسيحي الاختباري – صرنا منظراً أمام الملائكة والناس، وبسبب طاعتنا لروح الله في المسيح، تمتلئ قلوبنا سلاماً عجيباً راسخاً مُدعماً برجاء حي بقيامة يسوع، يُثمر فينا شوق غامر لفعل الخير حسب مسرة مشيئة الله، وحينما نُطيع هذا الشوق المتولد فينا نمتلئ بالروح وتصير إراداتنا دائماً مستقيمة، فنعمل أعمالنا بغيرة حسنة في أمانة التقوى، فنرفع أيدينا نحو القدير بمحبة وشكر ونسأله ان ينظر إلينا بعين رعايته لينقينا أن كان هناك ميلاً باطلاً لا يُرضي صلاحه، وأن يغسلنا من أي خطأ سواء عن عثرة أو بدون قصد أو غفلة أو غفوة أو هفوة أو أي شيء خفي أو ظاهر، لأن صلاتنا إليه دائماً: اختبرني يا الله واعرف قلبي، امتحني واعرف أفكاري. وانظر أن كان في طريقٌ باطلٌ واهدني طريقاً أبدياً (مزمور 139: 23 و24).أما أولاد الباطل هم المملوئين من كل وشاية وضغينة يطعنون الناس في شرفهم ويسخرون من تقواهم ويستخفوا إيمانهم ويشهرون بهم في كل مكان، ولا يقبلون الوحدة والاتحاد في المسيح بحجة الغيرة الغاشة على عمل الله الحي والحِفاظ على الإيمان القويم الذي لم يختبروه قوة واقعية في حياتهم، فبكل حيلة وعمى بصيرة أصابهم بها الشيطان يقسمون الجسد الواحد ويجزئونه، ويفرحون حينما ينحاز إليهم الناس ويقبلون آرائهم، وبكل سخط الغيرة المُرة تتقلب نفوسهم في عدم راحة، وتشتعل أحشائهم حقداً على كل من يخالفهم الرأي ويرفض مشورتهم، ويتحوَّلون عن هدوئهم المصطنع ويصيروا مثل الأسود التي تتربص لفرائسها، لينقضوا بلا رحمة ولا شفقة عليهم، ويفتكوا بهم لأنهم يفضحون غيرتهم الغاشة ومكيدتهم ضد كنيسة الله الحي بعدم إيمان بمن جذب إليه الجميع، لذلك فأن خطيئتهم باقية لا تُغفر أمام الله الذي عيناه كلهيب نار تفحصان استار الظلام، لأنها ضد كنيسته التي اشتراها بدمه، وقدسها وبررها وجعلها لحمه وعظمه، لذلك الويل وكل الويل لمن يمس وحدتها ويحاول أن يجرحها موطداً فيها الانقسام ويسعى إليه ويثبته، فأن لم يتب – سريعاً جداً – كل من يفعل هذا بكنيسة الله الحي فهو يدخل نفسه تحت الدينونة والخطية العُظمى لأنه ضد مشيئة الله في أن يكون الجميع واحد. فيا إخوتي الأحباء في كنيسة الله، أعلموا يقيناً أن علامة المؤمن الحي بالله هي في قلبه: بساطة الإيمان في الحق، وعدم الضغينة الظاهر في سرّ المصالحة مع إخوته في كل مكان، وكل ما يزعجه بشدة ويؤرق نفسه جداً ويرعبه هو الانشقاق والانقسام، وما يجرح نفسه هو بُعد الناس عن المخلص وسعيهم نحو الموت سواء عن قصد أو غفلة وعدم وعي، فيذرف الدمع على خطايا قريبه (الذي هو أي إنسان وكل إنسان) ويحسب زلاته هي زلته الخاصة ليقدم صلاة محبة لله في المسيح وباسمه لكي ينال قريبه سرّ المصالحة مع الله الحي، لأن راحة كل من يحيا مع الله بسر المحبة في المصالحة وارتباط الكل بالرأس الواحد شخص ربنا يسوع، لأن بذلك الارتباط سيصير الكل واحد طبيعياً دون جهد، لأن الروح واحد والفكر فكر المسيح الرب الواحد، لأن كل من يرتبط بالرأس طبيعياً سيرتبط بالجسد وبسهولة دون مشقة ولا صراع.لذلك يا إخوتي لا يجب أن يراودنا أي شبه ندم على خير فعلناه أو نفعله بالمحبة مع من هو غير مستحق، بل يجب علينا دائماً أن نضع صليب مخلصنا الصالح أمام أعيننا وننظر لما فعله للبشرية التي جحدته وللناس التي رفضته، وننال من محبته محبة فوق محبة، حتى تصير حياتنا مُزينة بالفضيلة والكرامة، وأعمالنا كلها تصير مُتمَّمة بتقوى الله، ووصايا الرب وأحكامه مدوَّنة على قلوبنا، نتفكر فيها دائماً بأذهاننا المتجددة باستمرار ودوام بسبب إشراق نور النعمة من وجه المخلِّص الذي يشرق علينا بكلمته في الكتاب المقدس وفي صلواتنا الفردية وايضاً المشتركة الدائمة إليه. إخوتي الأحباء في الله الحي، إن رسالتي إليكم اليوم ليست سوى تحذير لنفسي ولكل من يحب ربنا يسوع في عدم فساد، لئلا نغترّ في أنفسنا ونظن أننا وصلنا إلى الكمال، فنطعن أنفسنا بالأوجاع دون أن ندري، فننتفخ ونقع في أعظم الخطايا شراً ورأسها الذي هو عجرفة الكبرياء، لأن الكبرياء هو الشيطان عينه، أن لبسه أحد فقد قتل نفسه وانتفخ وارتفع فوق وصية الله بغباوة حتى انه يصير مقاوماً لها باسم التقوى كما فعل الشيطان نفسه في التجربة حينما تكلم بكلمة الله لكي بمكر يخدع ربنا يسوع، دون أن يدري أو يعي أنه يقاوم رب الحياة نفسه مصدر الوصية والنبع الحي المتدفق بالحياة الأبدية، هكذا كل من هو من الشرير، يذبح أخاه بالوصية لأنه يغش كلمة الله وبكل مكر يستخدمها حتى أنه يخدع البسطاء فيضلهم عن الحق لمصلحة ذاته، وبذلك يكون قاتل أخاه مشتركاً في جريمة قايين عينها.لذلك يا إخوتي لنحذر من الكبرياء والتعالي على الآخرين، لئلا نُصاب بالعمى ونضل عن الحق، فنطعن أنفسنا بأوجاع كثيرة ويقاومنا الله بشدة لأنه مكتوب: يقاوم الله المستكبرين وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة (يعقوب 4: 6)، فالمسيح الرب هو نصيب النفوس المتضعة الذين لا يتعالون على قطيعة، أو أن يفرقوه بالخصام والعداوة والوقيعة فيما بينهم وبين بعضهم البعض، هذا القطيع الصغير الذي سُرَّ الآب أن يُعطيهم الملكوت. أن كل قلب له آذان مدربة على سماع صوت الروح يستطيع ان يميز أقوال الله ويحيا في سلام، أما من يحور الكلمات لمعاني أُخرى ليعوج الطريق المستقيم لكي تغفو الناس عن خلاصها وتحقق قصد الله الحي، أو لكي يثبت أن الحق يدفعنا أن ننقسم ونحرم بعضنا البعض ليُبرر أفعاله المُشينة التي هي ضد مشيئة الله وتدبيره، فقد تصلف وهو لا يفهم شيئاً لأنه رافضاً أن تعمل فيه محبة الله، لأن الحقد ملأ قلبه حتى أُصيب بالعمى وسار في طريق بلعام الذي وضع معثرة أمام الشعب، فاحذروا الذئاب الذي لهم صورة الحملان وهم خاطفين ومبددين القطيع لأن كل عملهم كالحية الماكرة التي تبث السم بنعومة، إذ بكل حيلة تضل الناس وتسحرهم حتى يقبلوا سمها القاتل الذي يُسكرهم ويخدر كل قواهم فيسيروا في نفس طريق الخطاة الذين صارت خطيئتهم عظيمة لأنهم يفرقون ولا يستطيعوا أن يجمعوا حسب القصد الإلهي.ليهبنا الله جميعاً قوة التمييز والإفراز لكيلا ننخدع بأي فكر باطل يتخذ شكل الحق لكن في باطنه سم الحية القاتل، نعمة ربنا يسوع المسيح معكم ومع كل مختاري الله الذين دعاهم إليه في كل مكان وزمان ليقدسهم مخصصاً إياهم آنية كرامة ومجد لمدح اسمه العظيم القدوس الذي به نرفع لجلاله، بفرح في تواضع ووداعة، المجد والعزة والعظمة والإكرام والمديح الدائم بأناشيد البهجة والخلاص التي لنا، الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين |
|