رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العشارون والزوانى يسبقونكم للقس بولس بشاي القس بولس بشاي كاهن بكاتدرائية رئيس الملائكة ميخائيل - أسيوط “الحق اقول لكم ان العشارين و الزوانى يسبقونكم الى ملكوت الله” (مت ٣١: ٢١ ). رغم أن الزنا و السرقة خطايا مكروهة جدا لدى الرب و ان هذه الفئة غير التائبة مرفوضة من الله، “لا تضلوا ، لا زناة…. و لا فاسقون و لا مابونون و لا مضاجعوا ذكور و لا سارقون و لا طماعون……. يرثون ملكوت الله” (١كو ٩:٦ )،فمن هم يا ترى أولئك الذين فاق فجورهم الزواني و العشارين؟ إنهم أولئك الذين استقلوا عن الله و فى تعال ظنوا أنهم شئ من ذواتهم و فى وهم القداسة ظنوا أنهم كفاة من أنفسهم. لذلك وضع الرب أمامهم هذه المقارنة الصارخة و المفارقة العجيبة”العشارين و الزوانى يسبقونكم” و التى أظهر بها رجاء مباركا فى الرب يسوع المسيح لكل فاجر اثيم كما انه التحذير الصارخ لكل بار فى عينى نفسه “لأنك تقول إنى أنا غنى و قد استغنيت و لا حاجة لى الى شىء و لست تعلم انك انت الشقى و البئس و فقير و اعمى و عريان” (رؤ١٧:٣ ). ليست المشكلة فى الانسان المتكبر انه يحاول ان يرفع من شأن نفسه لكن المتكبرهو من لا يعرف نفسه على حقيقتها فيرى فى ذاته انه شىء ” اللهم انا اشكركانى لست مثل باقى الناس” يرى نفسه معظمة فعلى الأقل إن لم ير فى ذاتهخطايا حاضرة فقد نسى تطهير خطاياه السالفة و الماضية صحيح ان العشارين و الزناة تعروا من ثوب البر و لكنهم لم يعرفوا طريق اوراق التين و لم يتستروا بها على آثامهم فمرت بهم النعمة الإلهية فرقت لحالهم “اما ميلادك يوم ولدت …. طرحت على وجه الحقل بكراهة نفسك … فمررت بك و رأيتك و إذا زمنك زمن الحب فبسطت ذيلى عليك و سترت عورتك و حلفت لك و دخلت معك فى عهد يقول السيد الرب فصرت لى” ( حز ١٦ ). إن ما ما يفتح طريق الملكوت أمام هذه النفس التى عض فيها ابليس بأنيابه هو القناعة التامة بدنائة ذاتها. ان الإعتراف سيد الأدلة لإدانة المجرم و الحكم عليه اما عند الله فكشف الذات هوالقربان الكامل و الذبيحة المقبولة . كما يقول المرنم “الذبيحة لله روح منسحق”، صرخ اشعياء النبى “ويل لى انى هلكت لأنى انسان نجس الشفتين و انا ساكن بين شعب نجس الشفتين لأن عينى قد رأتا الملك رب الجنود” ( أش ٥:٦ ) لذلك فى الحال “طار واحد من السرافيم و بيده جمرة قد اخذها بملقط من على المذبح و مس بها فمى وقال إن هذه قد مست شفتيك فانتزع اثمك و كفر عن خطيتك” ( اش٧-٦ : ٦ ). حقا لقد تميز هؤلاء القديسون بالشعور بفداحة الخطية كالسامرية التى خرجت فىالظهيرة لتستقى حتى لا يراها أحد و الخاطئة التى جاءت من ورائه باكية والعشار الذى لم يشأ أن يرفع عينيه الى السماء بل وقف من بعيد. و على نهج هذهالصفوف السائرة فى طريق الملكوت نقف نحن ايضا بين يدى الله الحانية اللهمارحمنى أنا الخاطئ. |
|