رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الزلزلة وقيام الموتى "وَإِذَا حِجَابُ الْهَيْكَلِ قَدِ انْشَقَّ إِلَى اثْنَيْنِ، مِنْ فَوْقُ إِلَى أَسْفَلُ. وَالْأَرْضُ تَزَلْزَلَتْ، وَالصُّخُورُ تَشَقَّقَتْ، وَالْقُبُورُ تَفَتَّحَتْ، وَقَامَ كَثِيرٌ مِنْ أَجْسَادِ الْقِدِّيسِينَ الرَّاقِدِينَ وَخَرَجُوا مِنَ الْقُبُورِ بَعْدَ قِيَامَتِهِ، وَدَخَلُوا الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ، وَظَهَرُوا لِكَثِيرِينَ. وَأَمَّا قَائِدُ الْمِئَةِ وَالَّذِينَ مَعَهُ يَحْرُسُونَ يَسُوعَ فَلَمَّا رَأَوُا الزَّلْزَلَةَ وَمَا كَانَ، خَافُوا جِدّاً وَقَالُوا: "حَقّاً كَانَ هذَا ابْنَ اللّهِ". وَكَانَتْ هُنَاكَ نِسَاءٌ كَثِيرَاتٌ يَنْظُرْنَ مِنْ بَعِيدٍ، وَهُنَّ كُنَّ قَدْ تَبِعْنَ يَسُوعَ مِنَ الْجَلِيلِ يَخْدِمْنَهُ، وَبَيْنَهُنَّ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ، وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَيُوسِي، وَأُمُّ ابْنَيْ زَبْدِي" (متى 27:51-56). عندما سلم المسيح نفسه للموت ارتجفت الطبيعة لموت رب الحياة. قيل إن "الأرض تزلزلت والصخور تشققت والقبور تفتحت". وكان لتفتيح القبور نتيجة عجيبة، إذ قام كثير من أجساد القديسين الراقدين، وخرجوا من القبور بعد قيامته، ودخلوا المدينة المقدسة، وظهروا لكثيرين. فهذه، والمعجزات الأخرى التي حدثت عند خروجه من العالم، تشبه المعجزات التي حدثت عند دخوله إلى العالم في أنه لم تشترك فيها يده أو يدٌ بشرية على الإِطلاق. وهذا ما يزيد كثيراً قوة شهادة هذه المعجزات لشخصه الفريد. شقُّ حجاب الهيكل: كان من جملة نتائج هذه الزلزلة وما تبعها أن حجاب الهيكل انشقَّ من وسطه إلى اثنين من فوق إلى أسفل. كان هذا الحجاب في وضعه الأصلي علامة بأن الرضى الإلهي محجوب عن البشر، حتى عن الكهنة منهم، بسبب خطاياهم. وأن السبيل إلى اللّه مغلق في وجه الجميع. إلا أن رئيس الكهنة استُثني لأنه يمثل الرئيس الأصلي، الابن الحبيب. وكان الحجاب أيضاً رمزاً لطبيعة المسيح البشرية التي كانت تحجب وتعلن طبيعته الإلهية في الوقت الواحد. فبتمزيق جسد المسيح على الصليب انفتح للبشر باب السماء، ولذلك لاق أن يتمزق أيضاً الستار في الهيكل الذي كان يشير إلى ذلك الجسد. وكان لشقِّ الحجاب معنى كبيرٌ يشمل أيضاً زوال النظام الموسوي، وطقوس الهيكل، والكهنوت البشري، والذبائح الحيوانية، والرموز القديمة، بناء على إتمام المرموز إليه في شخص المسيح. حقاً كان هذا ابن اللّه: كان مع الحراس الاثني عشر ضابط برتبة قائد مئة، يدير حركة صَلْب الثلاثة. ولا ريب أنه مع جنوده قد اطَّلع على الظلم في معاقبة المسيح، لذلك كان للمعجزات التي حدثت بسببه كالظلام والزلزلة تأثير عظيم يخيفه، كما يخيف كل من كان مشتركاً في هذه الجريمة. ألا يخشون عقاب اللّه؟ لذلك خافوا جداً. لكن مع خوفهم شعروا بأن يداً إلهية كانت مع المسيح تبرهن أنه ليس كالناس، فمجّدوا اللّه وشهدوا لصلاح المسيح. وفاق رئيسهم في شهادته لأنه فاقهم في إدراكه وقال: "حقاً كان هذا الإنسان ابن اللّه". فصار من الكثيرين الذين قال عنهم المسيح تكراراً في وعظه أنهم "سَيَأْتُونَ مِنَ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ وَيَتَّكِئُونَ مَعَ إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ، وَأَمَّا بَنُو الْمَلَكُوتِ فَيُطْرَحُونَ إِلَى الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ" (متى 8:11 و12). كما أن أفراد الجمهور انصرفوا وهم يقرعون على صدورهم عجباً وتخشُّعاً. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تساعية لجميع الموتى المؤمنين يقع ذكرى الموتى في 2 تشرين الثاني |
السلسلة |
لسقوط وقيام كثيرين |
سقوط وقيام |
سقوط وقيام |