|
 |
 |
 |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
28 - 04 - 2017, 08:51 AM
|
|||||||||||
|
|||||||||||
 أمهات كتير عندها نفس المشكلة... وقت النوم بيبقى فعلا معركة يومية الأطفال مش عايزين يناموا.... و الأم بتبدأ أنها تطلب منهم بالذوق و بمنتهى اللطف: وقت النوم يا حلويييين صوت صرصور الحقل..... 😊 أو بمعنى أصح صوت توم و جيرى في الخلفية... مع بعض أصوات السيارات اللعبة في لعبة السباق اللى حليت في عينهم فجأة.... مع بعض التنطيط فوق الكراسى و الكنب.... مشهد جدير بالسيرك القومى! الأم هتصبر عليهم شوية, معلش 10 دقائق كمان مش هيجرا حاجة بتنادى تانى بصوت أوضح: يا ولاد, وقت النوم, يللا نغسل سناننا و نستعد ولا حياة لمن تناااادى الأم هتبدأ تتنرفز و صوتها هيعلى: باقول يللاااااا و الولاد ما شاء الله, قمة الثبات الانفعالى, ولا هم هنا الأم المسكينة هتبدأ تصرخ بصوت عالى ( و للأسف هتقعد بعدها بيومين زورها مجروح), و كمان هتهدد باستخدام بعض الأسلحة المنزلية شائعة الاستعمال زى الحذاء الطائر 😊 و ساعتها هنلاقى الولاد استجابوا و سمعوا الكلام و في خلال ربع ساعة ناموا و البيت بقى هادى أخيرا بس يا خسارة... هي نفسها بقت منهكة و خلاص مفيهاش طاقة تعمل أي حاجة... و مش هتعرف حتى تستمتع بالساعة اللى بتقضيها بهدوء مساءً ده غير المشكلة الأكبر, ان الولاد اتعودوا على كده... اتعودوا ان مفيش سماع كلام إلا لما صوت ماما يجيب آخر الشارع و بالتالى هي كمان اقتنعت بكده: ولادى مش بيسمعوا الكلام إلا لما بازعّق او اضرب! و تقول انها مهما جربت اللين و الهدوء.... مفيييييش فايدة طيب نتوقف هنا عن القصة الأليمة, و نبدأ نحلل فصولها ليه الولاد مابيستجيبوش من الأول؟ ببساطة, لأنهم اتعودوا على كده لأنهم فهموا كويس من تجاربهم ان لما ماما تتكلم بهدوء يبقى قدامنا نصف ساعة كمان نلعب فيها قبل ما نضطر نسمع الكلام... تفكير ذكى, مش كده؟ يعنى الأم في الأول كانت لطيفة و هادية, بس مكانتش حازمة و دى نقطة مهمة جدا... الطفل لما بيعرف أن الأم مش هتصر على تنفيذ طلبها بيتجاهلوه بمنتهى البساطة يبقى أول معلومة مهمة: لازم نبقى حازمين... يعنى ايه؟ يعنى لما أقول كلمة ابقى فعلا منتظرة انهم هيسمعوا الكلام, و معوّداهم انهم لو ماستجابوش فورا باتصرف, مش افضل انادى عليهم نص ساعة و هم مطنشيننى! تانى نقطة, الأم لما لقت انهم ماسمعوش الكلام عملت ايه؟ زعقت و صرخت و اتخانقت... و طبعا ساعات فيه أمهات بتضرب.. كل ده ايه لزمته؟ ده مش حزم, ده عصبية و انفعال... و للأسف بيجيب نتيجة عكسية بس انا باتخدع لما ألاقيهم سمعوا الكلام لحظيا كده, و بافتكر ان هي دى الطريقة اللى بتنفع معاهم, و في الحقيقة الدليل انها ماتنفعش هي انى كل يوم باعيد نفس الفيلم من تانى, يبقى ماتعلموش حاجة, يبقى الطريقة دى مش بتنفع ولا حاجة طيب ايه الصح؟ انى اتصرف لو ماسمعوش الكلام, بس التصرف ده مش معناه انى ازعق... لكن بيختلف حسب الموقف, القاعدة العامة انى هاخد رد فعل حازم يحسسهم انى لن أتنازل و طبعا التفاصيل بتختلف من موقفف للتانى في حالة مشكلة النوم, ممكن يكون رد الفعل الحازم انى هاطفى التليفزيون مثلا, أو أقول : النور هيتطفى كمان 5 دقائق, أو : اللى عايز يسمع الحدوتة ييجى, و اللى هيتأخر ملوش حدوتة .... طيب هل ده كافى انهم يسمعوا الكلام؟ إلى حد كبير, بس مش دايما لأن التربية مش مواقف وحلولها.. التربية عملية متكاملة, داخل فيها عناصر كتير كل ما تبقى التربية متوازنة بيبقى الطفل عنده استعداد يستجيب أكتر و فيه حاجات كمان ممكن نعملها عشان تشجعهم على الاستجابة في الموقف ده, بالذات بالنسبة للصغار, زي الروتين الروتين معناه خطوات محددة وواضحة الطفل بيبقى متعود عليها من صغره, و بتكرر يوميا يعنى من و هو صغير جدا, نبدأ نعمل روتين وقت النوم, مثلا نبدأ بتناول العشاء, ثم غسيل الأسنان, و بعدين اقعد معاه شوية في السرير نقرأ قصة أو احكى له حدوتة... و يبقى كله وقت هادى ولطيف وفيه مرح وحب... بحيث ان الطفل هيتعود عليه ويحبه طيب لما يكبر شوية و يبدأ يتمرد؟ الروتين هيستمر معانا, بس ممكن يتغير قليلا يعنى ممكن الطفل اللى اتعلم القراءة نحط له إضاءة خفيفة جنب سريره و نتركه يستمتع بنصف ساعة من الاسترخاء مع مجلته المفضلة و ممكن نحوّل جدول الروتين للوحة مرسومة و نعلقها على الحائط, و فقط لما ييجى وقت النوم ننبهه للوحة و ممكن نتفق معاهم ان أي وقت هيتأخروا فيه عن الموعد, بكره هيتم تقديم موعد نومهم بنفس الوقت, و طبعا الاتفاق بيبقى في وقت هدوء مش وقت خناق, و بيبقى بموافقتهم و ممكن نفكرهم قبل الموعد بنصف ساعة مثلا, عشان يلحقوا يلعبوا و يعملوا كل اللى في نفسهم, و عادةً الطفل اللى بيتم تأهيله نفسيا قبل حدوث الشىء بيبقى متقبل اكتر المهم أننا نبقى حريصين دايما ان الولاد يستجيبوا بدون إبطاء, و نبقى محضرين أفكار متنوعة, عشان مانلجأش للزعيق, و نتجنب المعركة الليلية اليومية. 
|
|
العرض الشجري