في المجاعة
ضربت مرة المجاعة تلك النواحي وكان العيد عيد الدخول إلى أورشليم(الشعانين). فأخذ الزوّار يتقاطرون على الدير لا للتبرّك وحسب بل لأنهم كانوا بالأكثر جائعين. وازداد العدد فوق الحد حتى اضطرب الإخوة في الدير وارتخت أيديهم لأنهم قالوا ليس في الدير ما يكفيهم. لذلك ضاقت نفوسهم وأخذوا يبخلون على المحتاجين. فلما درى القديس بالأمر حزن على قلّة إيمان الإخوة وأمر للحال بفتح مداخل غرفة الطعام أمام الجميع وجعل كل ما في المخزن من طعام أمامهم ليأكلوا ملأهم ويتعزّوا. وهكذا كان. ومع أن المؤن الموفورة أصلاً كانت، في تقدير الإخوة غير كافية لمثل هذا الجمع فإن البركة حلّت وتسنّى للآكلين أن يشبعوا ولمّا يبقى أحد منهم إلا امتلأ. فلما انفضّ الجمع خرج الإخوة إلى المخزن ليروا ما يمكن أن يكون قد بقي لحاجاتهم فألفوا المخزن ممتلئاً إلى فوق.