منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 24 - 02 - 2017, 11:00 PM
الصورة الرمزية walaa farouk
 
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  walaa farouk غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 367,952

رسالة ابو مقار: خبرة العلاقة مع الله

1. حينما يبدأ الإنسان يعرف ذاته, و لماذا خلق, ويبحث عن الله خالقه فانه يتوب أولا عن كل ما اقترفه فى زمن توانيه. و هكذا يعطيه الله الروؤف حزنا على خطاياه.

2. ثم يعطيه, بنفس الرأفة, أن يتعب جسده بالأصوام و الأسهار و أن يثابر على الصلاة و يحتقر العالم, كما يمنحه أن يحتمل الإهانات, برضى, ويبغض كل نياح الجسد, و يفضل البكاء على الضحك.

3. ثم يعطيه اشتياقاً للدموع والبكاء ، و مسكنة القلب ، و تواضعاً ، كما يعطيه أن يرى الخشبة فى عينه دون أن يحاول اخراج القذى من عين قريبه ، و أن يردد باستمرار: “انى عارف باثمى وخطيتى امامى فى كل حين” (مز 3:51)، وأن يتفكر فى يوم موته وفى مثوله امام الله ، وأن يتصور الدينونة والعذاب ، وايضاً الاجر والكرامة التى تعطى للقديسين.

4. وحينما يرى الله ان هذه الأشياء تحلو له ، يعرضه للتجربة ، ليراه هل يرفض الشهوات ، وهل يثبت أمام هجمات ولاة هذا العالم الذين غلبوه من قبل ، وامام ملذات الاطعمة المتنوعة التى تضعف القلب. فتصل به الحال (تحت التجربة) الى انه يعجز تقريباً عن الصوم ، ويكاد يستسلم ، منهزماً بضعف الجسد وطول الزمان ، لأن افكاره المعادية تقول له : “كم من الزمان تستطيع ان تحتمل هذه الاتعاب؟” ، وايضاً : “انه لتعب مرير أن تستحق حلول الله ميله ، لاسيما وانك قد اخطأت بهذا المقدار” ثم ايضاً : “هل يستطيع الله ان يغفر لك كل هذه الخطايا؟”.

5. ولكن حينما يتيقن الله أن قلبه ثابتا فى مخافته ، وانه لايترك المكان الذى جاء ليسكن فيه ، بل يقاوم بشدة ، فانه يسمح بأن تأتيه أفكار أخرى توحى له قائلة – وهى متخذة فرصة ببره : “صحيح انك أخطأت” غير انك قدمت توبة ، فقد صرت منذ الآن قديساً” ، وتزكره بخطايا بعض الناس ، الذين لم يتوبوا ، وبذلك تزرع المجد الباطل فى قلبه.

6. ثم أن الأبالسة لا تكتفي بذلك ، بل تجعل ايضاً بعض الناس يمتدحونه بإفراط ، ويدفعونه الى أعمال لا يقدر أن يقوم بها ؛ و توحى له بافكار ، كأن يمتنع عن الأكل او الشراب او يغالى فى السهر ، و بافكار أخرى كثيرة يطول ذكرها ؛ بل وتعطيه سهولة للقيام بها ، محاولة بكافة الوسائل ان نجتذبه اليها مع ان الكتاب يحذر قائلاً: “لاتمل يمنة ولا يسرة بل اسلك فى الطريق المستقيم” (ام 4:26،27).

7. ولكن ان لاحظ الله ان قلبه لم يمل الى اى من هذه التجارب ، التى سبق داود فتكلم عنها قائلاً: “جربت قلبى وافتقدته ليلاً. محصتنى بالنار ولكن لم يوجد فى اثم ” (مز 17 : 3) حينئذ ينظر اليه الله من سمائه المقدسة ويحفظه بلا عيب. ولاحظوا جيداً أن داود لم يقل “نهاراً” بل “ليلاً” ، لان خداعات العدو هى ليل ، كما يقرر ايضاً بولس الطوباوى : اننا لسنا اولاد ظلمة بل اولاد نور. فان ابن الله هو بالحقيقه “تهاراً” بينما يشبه ابليس بــ “الليل”.

8. ومتى تجاوزت النفس كل هذه المحاربات ، فان الافكار المعادية توحى لها بشهوة الزنا (والنجاسة). وفى كل ذلك تشعر النفس بضعفها ، ويزبل القلب ، لدرجة انه يتوهم ان حفظ الطهارة امر يستحيل عليه ؛ فان الافكار ، كما قلت ، تبين له طول الزمان ، من جهة ، وصعوبة الفضائل ، من جهة اخرى ، وكم انها حملها ثقيل لا يحتمل ، وتضيف الى ذلك ايضاً ضعف جسده وهوان طبيعته.

9. وان لم يكل أمام هذه المحاربات ، فان الله الروؤف و الرحوم يرسل له قوة مقدسة ، ويثبت قلبه ، ويعطيه الفرح و النياح والقدرة على ان يقوى على اعدائه ، بحيث ان هجومهم عليه لا يخزيه ، لانهم يخافون القوة الساكنة فيه ، هذه التى قال عنها القديس بولس : “جاهدوا فتنالوا قوة ” (كو 1 : 29) ، والتى تعرض لها ايضاً الطوباوى بطرس فى حديثه عن ” الميراث الذى لا يغنى ولا يتدنس ولا يضمحل ، محفوظ فى السموات لاجلكم ، انتم الذين بقوة الله محرسون بالايمان” (بط 1 : 4-5).

10. ومتى رأى الله الروؤف المتحنن أن قلبه صار اقوى من اعدائه ، فان يسحب عنه بالتدرج القوة التى كانت تسنده ، ويسمح لاعدائه ان يهاجموه بنجاسات الجسد المختلفة وبشهوة المجد الباطل والعظمة ،وبتجارب الخطايا الاخرى التى تجذب الى الهلاك ، حتى انه يكاد يشابه سفينه بلا دفة ، تتخبط من كل ناحية على الصخور.

11. ولكن متى صار قلبه وكأنه قد ذبل ، وكاد ان يكون قد عثر فى كل تجارب العدو ، فان الله محب البشر والمعتنى بخليقته يرسل فيه قوة مقدسة ، ويثبته ، ويخضع قلبه ونفسه وجسده وكل اعضائه الى نير الباراقليط ، لانه هو قد قال : “احملوا نيرى عليكم ، وتعلموا منى ، لانى وديع ومتواضع القلب” (متى 11 : 9).

12. وهكذا يبدأ الله الروؤف ، اخيراً ، يفتح اعين قلب (الانسان) ، لكى يفهم أن (الله) هو الذى يثبته ، وحينئذ يبدأ الانسان يتعلم بالحقيقه كيف يعطى مجداً لله بكل تواضع وانسحاق قلب ، كما يقول داود : “الذبيحه لله روح منسحق” (مز 51 : 17) ، لان من صعوبه ذلك الجهاد ، يتولد التواضع وانسحاق القلب والوداعه.

13. ومتى تجرب بكل هذه الانواع ، فان الروح القدس يبدأ يعلن له الاشياء السمائيه ، اى كل ما يعود بالاستحقاق و العدل على القديسين ، وعلى الذين وضعوا رجاءهم فى رحمته. وحينئذ يتفكر الانسان فى ذاته ويردد قول الرسول “ان الام الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد ان يستعلن فينا ” (رو 8 :18) وايضاً قول داود : “ماذا لى فى السماء ؟ ومعك كم من الاشياء اردت فى الارض ؟” (مز 73 :25) ومعناه : يارب كم اعددت لى فى السماء ؟ وانا كم من الاشياء طلبت معك فى الحياة الفانيه ؟ وهكذا ايضاً تعلن له العذبات التى تنال الخطاة ، واشياء اخرى كثيرة بفهمها كل رجل قديس بدون ان اذكرها.

14. وبعد هذا كله يقطع الباراقليط عهداً مع نقاوة قلبه وثبات نفسه وقداسة جسده وتواضع روحه ، فيجعله يتجاوز كل الخليقة ، ويعمل فيه ، بحيث ان فمه لا يتكلم باعمال الناس ، وانه يرى المستقيم بعينه ، ويضع حارساً لفمه ، ويرسم طريقاً مستقيماً لخطواته ، ويقتنى بر يديه اى (بر) اعماله ، والمثابرة فى الصلاة مع تعب الجسد والسهر المتكرر. ولكن هذه الاشياء يرتبها الباراقليط فيه بقياس وافراز ، وليس بتشويش ، بل بهدوء.

15. ولكن ان تجاسرت روحه فقاومت ترتيب الروح القدس نفسه فان القوة التى وضعت فيه تنسحب ، وبذلك تتولد فى قلبه محاربات واضطرابات ، ثم تضايقه آلام الجسد فى كل لحظه بمهاجمة العدو.

16. ولكن ان تاب قلبه وتمسك بوصايا الروح القدس (من جديد) ، فان معونة الله تكون عليه. وحينئذ يفهم الانسان انه خير له ان يلتصق بالله فى كل حين ، وان حياته هى فى (الله) كما يقول داود : “صرخت اليك فشفيتنى” (مز 30 : 2) وايضاً : “لان عندك ينبوع الحياه” (مز 36 : 9).

17. فمن رأى ، اذن ، ان الإنسان ان كان لا يقتنى تواضعاً كثيراً ، وهو قمة جميع الفضائل ، وان كان لا يضع حارساً لفمه ولا يجعل خوف الله فى قلبه ؛ وان كان لا يمتنع عن تزكية ذاته بسبب الاشياء التى يتوهم فيها انه اصلح من غيره ، وكأنه قد فعل خيراً ما ؛ وان كان لا يحتمل ، برضى ، الإهانات التى تقع عليه ، ولا يقدم الخد الآخر للذى يلطمه ؛ وان كان لا يندفع ، بعزمه ، نحو كل عمل صالح ليقتنيه ؛ وان كان لا يحمل نفسه فى يده كأنه يموت كل يوم ؛ وان كان لا يعتبر كل الاشياء التى ترى تحت الشمس كأنها باطلة ، ولا يردد فى نفسه “لى اشتهاء ان انطلق واكون مع المسيح” (فى 1 : 23). و ايضاً “لى الحياة هى المسيح والموت هو ربح” (فى 1 : 21) ؛ فانه لا يستطيع أن يحفظ وصايا الروح القدس .

آمين
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
هل صراعات العلاقة علامة على أن العلاقة ليست مشيئة الله
الكتاب المقدّس قادر أن يدخل بنا من خبرة إلى خبرة لنتعلّم
رسالة جيالك من الانبا مقار
رسالة خاصة - خبرة أقدمها للجميع
خبرة الطفولة كانت خبرة صلاة


الساعة الآن 03:38 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024