رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس البار ألكسيوس رجل الله (القرن5م( 17 آذار شرقي (30 آذار غربي) ولد القديس ألكسيوس في رومية أيام الامبراطور أركاديوس (395-408). كان أبوه، أوفيميانوس، عضواً في مجلس الشيوخ تقياً، وكان اسم أمه أغلاييس. أبصر النور بعد عقر لازم أحد والديه طويلاً وكان مؤلماً. تلقى نصيباً وافراً من التعليم. فلما بلغ الأشد رتب والداه زواجه من إحدى البنات النبيلات. وليلة عرسه، لما انفرد بعروسه، وقد ملأه الشوق إلى البتولية، همس في أذنها بضع كلمات ثم ردّ لها خاتمه وتوارى. خرج على متن إحدى السفن مسلماً أمره للعناية الإلهية فبلغ لاودكية. هناك انضم إلى قافلة من التجار كانت في طريقها إلى الرها في بلاد ما بين النهرين. وقد دخل، في المدينة، كنيسة مكرسة لوالدة الإله وبقي في النارثكس سبعة عشر عاماً. كانت ثيابه فقيرة ممزقة وكان لا يأكل إلا من حسنات المؤمنين القادمين إلى الكنيسة. في تلك الأثناء أرسل والد القديس خداماً، في كل اتجاه، يبحث عنه فيما لبست أمه المسح وأقامت ساجدة لا تتعزى. بعض خدم أوفيميانوس بلغ الرها ومر بقرب ألكسيوس فلما يلاحظه أحد منهم لآن هيئته كانت قد تغيرت بعدما قسى عليه النسك وسوء المعاملة التي كابدها بصبر عجيب حباً بالله. أخيراً، بعد تلك السنوات الطويلة العجاف، تراءت والدة الإله لخادم الكنيسة وطلبت منه أن يُدخل "رجل الله" إلى الداخل. فلما أدرك ألكسيوس أن أمره انفضح وبات، من الآن فصاعداً، عرضة لكرامات الناس، قام وهرب من جديد على ظهر إحدى السفن المتحهة إلى طرسوس. غير أن الأهوية أتت، بتدبير من الله، مخالفة لقصد الربان، فاندفعت السفينة في اتجاه ميناء رومية. عرف ألكسيوس، في روحه، قصد الله فتوجه إلى منزل العائلة. وما إن بلغه حتى ألفى والده خارجاً. لم يتعرف الأب ولده. فطلب ألكسيوس منه حسنة فرقّ له وقد أضحى منذ فقد ولده أكثر رفقاً بالمساكين والمرضى والضعفاء والغرباء. أمر أوفيميانوس خدامه أن يقدموا للقادم الغريب مأوى وما شاءه من بقايا الموائد ما طاب له المقام عنده. بقي رجل الله عند باب منزل والديه سبعة عشر عاماً آخر يكابد سوء معاملة الخدام وسخريتهم دونما تذمر وحتى بفرح لآنه كان قد بلغ من حب الله مبلغاً عظيماً. فلما درى بقر ب ساعة فراقه طلب ورقاً وحبراً وكتب سيرة حياته ثم أسلم الروح والريشة بعد في يده. في ذلك اليوم عينه، فيما كان أسقف رومية يرأس الخدمة الإلهية في كنيسة القديس بطرس بحضور الامبراطور أونوريوس (395 – 423) وحشد من الناس، إذا بصوت يتردد في الهكل معلناً: "ابحثوا عن رجل الله الذي صلى لأجل المدينة ولأجلكم جميعاً لأنه ها هو قد فارق الحياة: " وإذ أخذ المؤمنون في الصلاة، تردد الصوت من جديد أن رجل الله موجود في منزل أوفيميانوس. فلما انتظم موكب ضم الأسقف والملك والناس وبلغ المنزل وجدوا خادماً كان يعطف على القديس فسألوه عن رجل الله فأجابهم أنه لا يعرف من يقصدون ولكن ثمة فقيراً قائم بالباب منذ سنين وهو يوزع طعامه على من هم أفقر منه مكتفياً أيام الآحاد بقليل من الخبز والماء ويقبل، عن طيب خاطر، ما يسيء به إليه بقية الخدام. فاتجه الحاضرون ناحية الكوخ فوجدوا من فيه ميتاً وفي يده ورقة أخذوها وقرأوها على الملأ فساد المكان صمت مطبق واعترت الجميع دهشة للطريقة العجيبة التي قاوم فيها رجل الله ما هو للناس التماساً لما هو لله. وفيما اختلط الأمر على والدي القديس حزناُ وفرحاً أخذ الجمع يتدافع إلى حيث رقد القديس، فإذا بالعمي يستردون البصر والصم السمع والخرس النطق ويسبحون الله وتهرب الأرواح الخبيثة مذعورة. وأخذوا القديس ليواروه الثرى فزحم الناس الموكب الذي سار على رأسه الأسقف والامبراطور. وقيل أن الملك أخذ يلقي القطع الذهبية في هذا الاتجاه وذاك ليصرف الناس عن جسد القديس فلم يأبه لفعله أحد. وقعُ قداسة القديس في نفوسهم كان أشد من وقع الذهب. أخيراً اُودع كنيسة القديس بطرس أو لعلها كنيسة القديس بونيفاتيوس، في ضريح مذهب مرصع بالحجارة الكريمة. ومن هذا الضريح كانت تفوح رائحة الطيب وتشفي الكثير من العلل والأمراض. طروبارية القديس ألكسيوس باللحن الثامن بك حُفظت الصورة باحتراس وثيق أيها الأب ألكسيوس، لأنك قد حملت الصليب فتبعت المسيح، وعملت وعلَّمت أن يُتغاضى عن الجسد لأنهُ يزول، ويُهتمَّ بأمور النفس غير المائتة. فلذلك أيها البار تبتهج روحك مع الملائكة. قنداق باللحن الرابع في احتفالنا اليوم عن حسنِ عبادة، بعيد ألكسيوس الكلي السعادة، البهيج الموقر، لنمتدحنَّه قائلين: السلامُ عليكَ يا زينةَ الأبرار البهية |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
سيرة القديس ألكسيوس Alexis |
القديس البار جراسيموس الأردني (القرن5م( |
ايقونات نادرة للقديس البار ألكسيوس |
القدّيس ألكسيوس رجل الله البار |
القديس ألكسيوس |