أبينا البار استفانوس سراج القسطنطينية الجديد (+912م)
9 كانون الأول شرقي (22 كانون الأول غربي)
ولد في المدينة المتملكة، القسطنطينية. من أبوين تقيّين فاضلين، زكريا وثيوفانو. قيل إن أمه لما كانت حاملة به كانت تكتفي من الطعام بالخبز والماء والخضار. لهذا السبب، كما ورد في سيرته، أبدى استفانوس ميلاً غير عادي إلى الصوم والإمساك. وقد جعل الرب على صدره. منذ الولادة، صليباً مضيئاً، إشارة إلى الصليب الذي كان مزمعاً أن يأخذه على عاتقه في كبره حباً بالرب يسوع المسيح.
حوالي العام 843م رسم البطريرك القسطنطيني مثوديوس زكريا، والد استفانوس، كاهناً على الكنيسة الكبرى، كنيسة الحكمة المقدّسة. واستفانوس نفسه قارئاً. وما أن بلغ قديسنا الثامنة عشرة حتى توفي والده. فما كان من استفانوس سوى أن انكفأ في كنيسة صغيرة على اسم القديس الرسول بطرس ليتفرغ للصوم والسهر والصلاة المتواصلة. وقد أجاد حتى أن الرسول بطرس ظهر له وباركه وعبّر له عن فرحه به. ثم بعد ثلاث سنوات انتقل إلى كنيسة القديس انتيباس. هناك أيضاً أبلى في جهاداته بلاء حسناً وحظي ببركة صاحب الكنيسة شخصياً. في ذلك الوقت كان استفانوس قد امتلأ فضيلة وصار لا يأكل إلا بعض الخضار مرة أو مرتين في الأسبوع. وقد منّ عليه الرب الإله باجتراح عدد كبير من الآيات والعجائب.
بعد ذلك سيم استفانوس كاهناً وبقي مستغرقاً في سكونه. سنة 879م دمّر زلزال كنيسة القديس أنتيباس فاستعاض قديسنا عنها بحفرة رطبة مظلمة تشبه القبر أقام فيها.كان الموضع غير صحي لكن استفانوس لازمه غير مبال فسقط شعره وسقطت أسنانه ويبس جسده. اثنا عشر عاماً قضاها قديسنا في هذا الاستشهاد الطوعي. فلما خرج من هناك لبس الإسكيم الرهباني وتابع جهاداته. لم يعد يقيم الذبيحة الإلهية إلا في الأعياد السيّدية. وقسى على نفسه أيضاً بأصوام إضافية. داوم استفانوس على النسك، على هذا النحو، خمسة وخمسين سنة إلى أن رقد بسلام في الرب سنة 912 عن عمر ناهز الثالثة والسبعين.