23 - 12 - 2016, 07:23 PM | رقم المشاركة : ( 21 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القدّيس باسيليوس الكبير رئيس أساقفة قيصرية كبادوكية
باسيليوس هو الكبير، قاعدة الفضيلة للجميع. وهو رجل سخي تخطى جسده قبل أن يترك هذا العالم. غناه كان الاستغناء عن كلّ شيء. كان همه أن يكون حقيقة لا أن يظهر فاضلاً. اختار طريق الفقر والعوز ولم يرغب في الكرامة. ولما فضل طرح كلّ الأشياء التي في حوزته جاز بخفة بحر هذه الحياة. كان يعيش بالقوت الضروري فقط. ولذّته أن يمتع النظر في الزنابق والطيور. يفتخر بثوبه الوحيد وعباءته الوحيدة وافتراشه الأرض وانقطاعه عن الاستحمام. من أكرم البتولية أكثر من باسيليوس ومن سن الشريعة للجسد لا بمثاله فقط بل بجهوده أيضاً؟! عطف الجمال إلى الداخل، من الأمور المنظورة إلى الأمور الغير المنظورة. إي إنسان أكرم الفضيلة وعاقب الرذيلة، وكان عطوفاً مع المستقيمين جافياً مع المنافقين أكثر من باسيليوس، وهو الذي كانت ابتسامته في غالب الأحيان ثناء وسكوته توبيخاً يعذّب الإثم في صميم الضمير؟ أي إنسان كان حلو المجالسة مثل ما عرفت في باسيليوس أنا الذي خدمته أكثر من غيري؟ من كان أرق منه كلّاماً في رواية الأخبار وفي المزاح بأدب والتأنيب بلطف؟ لم يكن ليحول اللوم إلى خشونة ولا الصفح إلى تراخ. من فاقه في تطهير نفسه وتأهيلها للكلّام عن الأمور الإلهية؟ من استنار أكثر منه بنور اعلم فأمعن النظر في أعماق الروح ومع الله استقصى أعمال الله؟ هذّب الأخلاق كلّها وعلم سمو التعاليم فمال بالأنظار عن الحاضرات وصرفها إلى المقبلات. جماله الفضيلة وعظمته التعليم باللاهوت وسيره الحركة المتواصلة المؤدية إلى الله في مصاعدها، وقوته بذر الكلّام وتوزيعه. في اعتقادي أن أقدر الناس كلّاماً من تفرد بحفظ أقوال باسيليوس فحملها على لسانه، وفقه لها الإسماع. وحده من كلّ الذين سبقوه أغنى الراغبين علماً. اقتدى بغيرة بطرس وحمية بولس والصوت الكبير لابني زبدى وببساطة التلاميذ واعتدالهم. |
||||
|