رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الحياة اﻷبدية وسر التناول "الافخارستيا " كلمة يونانية معناها"شكر "او"تقدمة شكر" ويعرف هذا السر ايضا ب"سر التناول"وقد دعي "سر الشكر" لان السيد المسيح وهو يصنعه "شكر"ونحن اثناء التناول نشكر الله علي عطية جسده ودمه الاقدسين ..ويسمي ايضا العشاء الرباني..العشاء الالهي..مائدة الرب..مائدة المسيح..المائدة المقدسة..المائدة السرية..الخبز السماوي..جسد المسيح....الجسد الرباني..الخلاص المقدس..الذبيحة المقدسة السرية...كما يسمي دم المسيح (الدم المقدس..الدم الكريم..كاس الشركة..كاس الاتحاد...كاس الحياة الخلاصية) الروح القدس يحل علي الخبز والخمر فيستحيلان بطريقة سرية الي جسد الرب ودمه الاقدسين وبهذا يتناول المؤمن جسد المسيح الحقيقي الذي علق علي الصليب ودمه الحقيقي الذي سفك علي الصليب تحت شكلي الخبز والخمر(المادة الظاهرة في السر) *"الخبز" من دقيق القمح(لان السيد المسيح شبه نفسه بحبة الحنطة) ..ولا يضاف اليه الملح (لان الملح يصلح ويحفظ من الفساد وجسد الرب صالح بطبيعته وغير قابل للفساد)..ومختمر (الخمير يشير الي خطايانا التي حملها الرب) ..وطازج( حتي لا يتغير اشارة الي المسيح غير المتغير)..وعلي شكل قرص مستدير( فالمسيح لا بداية ولا نهاية ايام له "سرمدي") *"الخمر" من عصير الكرم (المسيح دعا نفسه بالكرمة الحقيقية وعصيره احمر بلون الدم).. * وعند تقسيم الجسد المقدس وتوزيعه هو والدم علي المؤمنين ليس معناه ان المتناول ينال جزاءا من جسد المسيح ودمه وانما هو ينال جسد المسيح كله ودمه كله... وهذا ليس معناه ايضا تعدد جسد المسيح وانما هو جسد واحد..والمثل في ذلك انه عندما نضع اواني مكشوفة ممتلئة ماء في فضاء تحت السماء فاننا نري قرص الشمس بمحيطه في كل واحد من هذه الاواني العديدة رغم انها شمس واحدة * وتكراراستحالة الخبز والخمر الي جسد الرب ودمه بتكرار القداسات في كنائس العالم المتعددة لا يعني تعدد جسد المسيح ايضا ..كما في المثال (الشمس والاواني) * وتكرار استحالة الخبز والخمرالي جسد المسيح ودمه بتكرار القداسات في الازمنة المتعاقبة لا يعني ايضا تعدد جسد المسيح فذبيحة القداس "واحدة في كل زمان" وهي جسد المسيح الواحد ولكن هذا الجسد الواحد يتكرر اشراقه كاشراق الشمس الواحدة كل يوم (السيد المسيح بدم نفسه دخل مرة واحدة الي الاقداس فوجد فداء ابديا) عب9؛12 *حديث الرب نفسه عن سر الافخارستيا* "الخبز الذي انا اعطي هو جسدي الذي أبذله عن حياة العالم..جسدي مأكل حق ودمي مشرب حق...إن لم تاكلوا جسد إبن الانسان تشربوا دمه فليس لكم حياة فيكم ...من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة ابدية وانا أقيمه في اليوم اﻷخير... من ياكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وانا فيه.."ثم قال "الروح هو الذي يحيي .اما الجسد (لا يقصد جسده) فلا يفيد شيئا .الكلام الذي اكلمكم به هو روح وحياة"..اراد ان يوضح لهم ان كلامه عن جسده ودمه الحقيقيين لن نستطيع ان نفهمه بعقلنا الجسدي وانما نستطيع ان ناخذه بإيماننا الروحي ... * موقف التلاميذ واليهود من حديث الرب.. لقد فهم اليهود والتلاميذ ان الرب يسوع يتكلم عن جسده ودمه بالمعني ( الحرفي وليس المجازي)..والدليل علي ذلكخاصم اليهود بعضهم بعضا قائلين كيف يقدر هذا ان يعطينا "جسده لناكل"...وقال كثيرون من تلاميذه لما سمعوا "هذا الكلام صعب من يقدر ان يسمعه"..ورجع كثيرون من تلاميذه الي الوراء ولم يعودوا يمشون معه)..فقد فهم اليهود والتلاميذ جيدا ان الرب يسوع يقصد في حديثه "ان ياكل ويشرب المؤمنون جسدا ودما حقيقيين وليس كتعبير مجازي بدليل انهم اعتقدوا ان ذلك هو امر غريب وصعب..وخاصم اليهود بعضهم البعض وانصرف عنه كثيرون من تلاميذه (الذين كانوا يتبعونه وليس الاثني عشر)..ووافقهم الرب علي فهمهم هذا لانه كان يقصد "فعلا"جسده ودمه الحقيقيين بدليل انه تركهم علي فهمهم هذا وقال للاثني عشر(ألعلكم أنتم ايضا تريدون أن تمضوا ) ومعني ذلك انه قال الحق بخصوص جسده ودمه وهو متمسك بهذا الحق الي المنتهي ولا يثنيه رجوع كثيرون من تلاميذه ولا حتي رجوع الاثني عشر...قال بطرس نيابة عن التلاميذ (يا رب الي من نذهب كلام الحياة الابدية هو عندك.نحن آمنا وعرفنا أنك أنت المسيح ابن الله الحي.) * كيف ومتي أسس الرب سر الافخارستيا ؟ في يوم خميس العهد وبعد ان غسل السيد المسيح ارجل تلاميذه تمم السيدالمسيح مع تلاميذه (أولا) الفصح اليهودي القديم الذي كان رمزا الي الفصح الجديد "جسده ودمه اﻷقدسين" وذلك تفاديا لاتهامه بانه كاسر للناموس ولينسخه بالفصح الجديد.. "فيما هم ياكلون أخذ يسوع الخبز ..وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي .واخذ الكاس قائلا اشربوا منها كلكم ﻷن هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من اجل كثيرين لمغفرة الخطايا ..ونحن لا نتناول من الاسرار المقدسة بعد الاكل كما عمل الرب مع تلاميذه: لان الرب لم يعط تلاميذه جسده ودمه اﻷقدسين بعد الاكل من الطعام العادي الذي يتغذي به الانسان وانما بعد الفصح وبقصد ابطاله وقد ابطله فعلا... وقد ذكر لوقا ألبشير ( كأسين) :الكاس الاولي هي كأس الفصح اليهودي الذي اتمه اولا مع تلاميذه قبل أن يقدم لهم جسده ودمه .والكأس الثانية هي كأس دم الرب في سر التناول اما متي ومرقص ذكرا الكاس الاهم فقط وهي دم الرب في سر التناول ولم يهتما بالاشارة الي كأس الفصح اليهودي. ولا يستغرب ان يعطي السيد المسيح تلاميذه جسده ودمه وهو واقف امامهم بجسده ودمه لما ياتي: - -السيد المسيح هو الذي قال وفعل هكذا ولابد ان يكون صادقا في قوله وفعله. -هذا السر من اسرار الديانة الكثيرة التي تفوق عقول البشر ولا تستطيع الحواس المادية ان تدركها ولذا يجب تصديقها بالايمان مثل(تجسد المسيح في بطن العذراء وهو الله الذي يملا الكون في نفس الوقت ..وخروجه من القبر وهو مغلق ومختوم) -والطبيعة كلها اسرار تفوق عقولنا البشرية ولا نحسها بحواسنا المادية ومع ذلك نسلم بها مثل( اتحاد النفس بالجسدفي الانسان..نبذر حبة صغيرة وبعد فترة نشاهدها شجرة كبيرة).. اذن السيد المسيح صنع معنا عهدا جديدا وميثاقا ابديا قدم لنا فيه جسده ودمه الاقدسين لذلك سمي ذلك اليوم "خميس العهد"و مضمون هذا العهد الذي قطعه بجسده ودمه هو غفران الخطايا وسبق انه قطع عهد مع نوح وابراهيم وموسي *أدلة علي الاستحالة في سر الافخارستيا * هل الخبز والخمر يستحيلان (يتحولان) الي جسد الرب ودمه؟ "ان الخبز والخمر يستحيلان الي جسد ودم الرب يسوع الحقيقيين اي انهما ليس مجرد(رمز او تذكار او مجاز).وادلة ذلك1) السيد المسيح قال"جسدي مأكل حق ودمي مشرب حق"يو6؛55.."خذوا كلواهذا هو جسدي ..هذا هو دمي"مر14؛22،24 فليكن الله صادقا وكل انسان كاذب. (2)بولس الرسول قال"تسلمت من الرب ما سلمتكم ايضا أن الرب يسوع في الليلة التي أسلم فيها أخذ خبزا..وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي المكسور لاجلكم .اصنعوا هذا(ولم يقل مثل هذا او كهذا او شبه هذا بل هذا نفسه)لذكري1كو11؛23 وشرح لنا معني (اصنعوا هذا لذكري) فقال(فانكم كلما اكلتم هذا الخبز وشربتم من هذه الكاس تخبرون بموت الرب الي ان يجيئ )1كو 11؛26..اي ان من يتناول يذكر الرب بمعني انه يعترف بموته وبالفداء الذي صنعه...فالذكري نوعان :ذكري الغائب (هي رمز : مثلا عندما اسافر واعطيك صورتي فحين تشعر انني وحشتك تنظر الي صورتي لانها رمز لي تذكرك بي) والذكري الثانية هي ذكري الحاضر (وهي تذكر :لما ارجع من السفر واجلس معك نتذكر الاشياء الجميلة التي حدثت في الماضي) فهي "ذكري التذكر"وكل الطوائف المسيحيةتؤمن ان المسيح موجود بيننا( حيثما اجتمع اثنين او تلاثة باسمي أكون في وسطهم)فكيف اقول عن قربانة الحمل انها رمز والمسيح في وسطنا قائم..ففي كل مرة نتناول أبونا يحكي لنا قصة الخلاص من بدايتها(قصة حياة المسيح الخلاصية من الميلاد فالخلاص حتي المجئ الثاني "وتذكروني الي ان أجئ" (3) لو كان كلام الرب عن جسده ودمه بصفة مجازية وليس حقيقية : + لما رتب لمن يتناولها مكافآت مثل( الثبات فيه.. والحياة الابدية والاقامة في اليوم الاخير يو6؛54،56 + ولما اعتبر ان الذي لا يتناولهما ميتا (الحق الحق اقول لكم :ان لم تاكلوا جسد ابن اﻹنسان وتشربوا دمه فليس لكم حياة فيكم يو6؛53 + ولكان اوضح لليهود قصده عندما فهموا كلامه بالمعني الحرفي.ولما ترك تلاميذه يرجعون عنه عندما إستصعبوا كلامه ولاوضح لهم ما يقصده بشان جسده ودمه كما كان يصنع معهم عندما يتكلم بأمثاله + ولما رتب بولس الرسول عقوبات لمن يتناولها بغير استحقاق " يكون مجرما في جسد الرب ودمه...ياكل ويشرب دينونة لنفسه...وكثيرون ضعفاء ومرضي ..وكثيرون يرقدون 1كو11؛27،30 + ولا يعقل أن يتكلم الرب بالمجاز والرمز عن جسده ودمه لتلاميذه الذين أحبهم ووعدهم أن"يعرفوا أسرار ملكوت السموات"مت13؛11..وفي آخر فترات حياته علي اﻷرض التي لا يعقل ان يتكلم فيها الا بالصراحة والوضوح . * لماذا يمتنع البعض عن التناول نهائيا من سر الشكر ويزعم انه "نور ونار ..؟ والبعض يؤجل ويقول لما اكون كويس ابقي اتناول اصلح نفسي الاول لاني غير مستحق ؟؟ يوهم عدو الخير الجهلاء روحيا بان التناول سيضرهم حتي وهم علي فراش الموت.وذلك لمنعهم من التناول..والواقع انه(دواء وشفاء وعزاء للنفس المريضة بالخطية التي تتوب عن شرها وتطلب الرحمة والقوة من الله) انه علاج روحي متاح مجانا..نعم انه "نور ونار"فهو نور يضئ قلب الانسان الخاطئ المظلم بالشر والحقد والحسد والكراهية والغيرة القاتلة ويعطي الاستنارة الروحية..وهو ايضا "نار"ولكنها مقدسة ومطهرة للقلب والفكر والجسد والنفس .فهي لا تحرق التائب الحقيقي وانما تحرق الخطايا التي في قلبه وفكره وتصيره قلبا صالحا ومثمرا بالنعمة الغنية..والذين يمتنعون عن التناول بحجة اصلاح نفسهم اولا :يقول لهم السيد المسيح( لا يحتأج الاصحاء الي طبيب بل المرضي .ما جئت لادعوا ابرارا بل خطاة الي التوبة) ..ويقول لنا عن جسده ودمه (يعطي لمغفرة الخطايا ) فدواء السكر مثلا يعطي لمريض السكر فهل يصح ان يقول المريض لما اخف واضبط السكر ابقي أخذ الدواء ؟ ان نعمة المسيح تعمل في الخطاة المتضعين وتبررهم اما الذين يظنون انهم قادرون علي اصلاح انفسهم فهم واهمون ومتكبرون وعندما يقول لك المسيح :انا دمي يطهر من كل خطية ..تقول له :لا .انا جيت لك طاهر انا طهرت تفسي بنفسي..حبيبي ان الاستحقاق (هو الشعور بعدم الاستحقاق ..فلا يوجد اي انسان علي وجه الارض يستحق التناول من جسد الرب ودمه ..فان الملائكة النورانية تشتهي ان تنظر "فقط"تلك العطية ..ونحن جميعا نقول في القداس "اجعلنا مستحقين يا سيدنا ان نتناول من قدساتك طهارة لانفسنا واجسادنا وارواحنا"فهذه كلها حيل من عدو الخير ليمنعنا باي وسيلة من التناول من الاسرار الالهية السمائية.. * متي يتحول الخبز والخمر الي جسد المسيح ودمه ؟ عندما يصلي الكاهن سرا قائلا (ليحل روحك القدوس علينا وعلي هذه القرابين الموضوعة"الخبز والخمر"ويطهرها وينقلها ويظهرها قدسا لقديسيك)..ويرشم القربانة ثلاث مرات وهو يقول بصوت عال(وهذا الخبز يجعله جسدا مقدسا له) ثم يرشم الكأس ثلاثا ويقول(وهذه الكأس ايضا دما كريما لعهده الجديد) ويصيح الشعب في الحالتين قائلين(أؤمن) * هل يوجد في العهد القديم رموز لسر الافخارستيا ؟ + تقدمة ملكي صادق:كانت من خبز وخمر (وان لم تتحول الي جسد الرب ودمه)تك14 + المن: كان يجمع في الصباح.. والمسيح قال(الذين يبكرون الي يجدونني)ام8؛17--المن طعمه حلو..والمسيح"حلقه حلاوة وكله مشتهيات"نش 5؛16--المن لم ياكل منه الا الذين عبروا البحر الاحمر ..وجسد المسيح لا ياكل منه الا الذين نالوا المعمودية.--المن كان لا يبقي منه شيئا الي الصباح..وجسد المسيح لا يبقي منه شيئا بعد القداس--الذي كان يحتقر المن كان الله يضربه ..والذي يتناول جسد المسيح بدون استحقاق يكون مجرما في جسد الرب ودمه وياكل ويشرب دينونة لنفسه.. + جمرة اشعياء: اخذها السيرافيم من علي المذبح ومس بها شفتي اشعياء النبي "فانتزع اثمه وكفر عن خطيته" اشارة الي جسد الرب الذي ينزع الاثم ويكفر عن الخطية اش6؛5-7 ان هذا السر يسمو عن الادراك ونعمه غزيرة لذلك يعمل الشيطان جاهدا ان يحرمنا منه بالافكار الخاطئة والتشكيك فيه ولكن لا تحرم نفسك منه وتذكر قول رجل الصلاة والقداسات البابا الطوباوي البابا كيرلس السادس الذي قال أن حضور القداس الواحد بركته بمائة عظة فكم وكم حضور القداس ومعه التناول من جسد الرب ودمه *"فاذ،لناايها الاخوة ثقة بالدخول الي الاقداس بدم يسوع 'طريقا كرسه لنا حديثا حيا بالحجاب اي جسده وكاهن عظيم علي بيت الله لنتقدم بقلب صادق في يقيين الايمان مرشوشة قلوبنا من ضمير شرير ومغتسلة اجسادنا بماء نقي لنتمسك باقرار الرجاء راسخا لان الذي وعد هو امين"* عب10؛19؛23 الذي له القوة والمجد والبركة والعزة الي الابد امين لا تنسوا حضور القداسات والتناول من جسد الرب ودمه .الرب يبارككم اذكرونا في صلواتكم... |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
من أجنحة الحياة الروحية سر التناول |
اسكتش سر الحياة (سر التناول) |
الابتعاد عن التناول بحجة الخطية - يوسف حبيب |
ممارسة سر التناول أم الحياة في المسيح |
الابتعاد عن التناول بحجة الخطية |