وهو من الستة أسفار التي تسجِّل تاريخ إسرائيل كمملكة: قيامها وانقسامها وزوالها بالسبي (صموئيل والملوك والأخبار).
أحداثه التاريخية وقعت في الفترة مابين 895- 565 ق.م تقريبًا؛ أي أنه يغطّي حوالي 330 سنة من تاريخ إسرائيل.
يشكِّل مع سفر الملوك الأول وحدة واحدة قسمتها الترجمة السبعينية (282 ق.م) لسبب بسيط أن اللغة اليونانية تحتاج لمزيد من المساحة عن اللغة العبرية بمقـدار الثـُلـث، مما كان سيؤدي إلى حجم رهيب للمخطوطة المنسوخة في ذلك الزمان.
كاتب السفر
لم يُذكر الكتاب، على أن التقليد اليهودي يذكر أن كاتب السفرين هو إرميا النبي.
محتوي السفر
فيه يستكمل الكاتب تاريخ المملكة بعد انقسامها إلى مملكتين، مُعطيًا اهتمامًا أكبر لتاريخ المملكة الشمالية التي هي إسرائيل. وهو يبدأ بأخزيا بن أخاب وحتى زوال مملكتهم وسبي الشعب إلى أشور على يد شلمنأسر. ثم يستكمل بعد هذا تاريخ المملكة الجنوبية، يهوذا، حتى زوال مملكتهم وسبي شعبها على يد نبوخذنصر ملك بابل.
موضوع السفر
الموضوع واحد في سفري الملوك، فيهما يرينا الكاتب حجم الشرّ الذي سقط فيه الشعب المختار، صاحب الامتيازات الكثيرة، فعبارة «عمل الشر في عيني الرب» وردت 21مرة (3: 2؛ 8: 18 ، 27؛ 13: 2 ، 11؛
14: 24؛ 15: 9 ،18 ،24 ،28؛ 17: 2 ،17؛ 21: 2 ،6 ،15 ،16 ،20؛ 23: 32 ،37؛ 24: 9 ،19). ويسجِّل بصفة خاصة شر ملوكهم وعبادتهم للأوثان، فالتسعة عشر ملكًا الذين حكموا إسرائيل، كلهم بدون استثناء أشرار! والعشرين الذين حكموا يهوذا منهم 8 فقط عملوا المستقيم (أو الحسن) في عيني الرب (12: 2؛ 14: 3؛ 15: 3 ،34؛ 18: 3؛ 20: 3؛ 22: 2)!! كذلك يرينا نعمة الله لهذا الشعب في كثرة إرسال الأنبياء، والذين برزت بشدّة خدمتهم في هذه الفترة، حتى أن التعبير «رجل الله» يتكرر 36 مرة، وعبارة «كلمة الرب» وما يشبهها تكررت 24مرة! لكنه يرينا أيضًا رفض الأمة لهذه الخدمة، ثم قضاء الله الغاضب والقدوس عليهم في النهاية بالسبي سواء لإسرائيل أو ليهوذا التي لم تتحذر مما أصاب أختها بل سارت في نفس طريق العصيان.
الرسالة الأساسية للسفر
الله أمين جدًا من جهة كلامه، سواء كان وعدًا أم وعيدً. لذلك نرى السفرين يبدآن بالملك داود لكنهما ينتهيان بملك بابل! يبدآن بالهيكل يُبنى لكنهما ينتهيان بالهيكل يُحرَق! يبدأن بأول سليل لداود يجلس على العرش لكنهما ينتهيان بآخر سليل لداود وهو يُطلَق من بيت السجن!
غرض السفر
أن يقودنا لإدراك قداسة الله التي لا تتهاون مع الشر. وفي نفس الوقت يرينا محبة الله وأناته؛ فهو لا يستعجل في القضاء. كذلك ليؤكد لنا فشل الإنسان الأول في المُلك لكي نصرخ جميعًا قائلين «مستحق هو الخروف المذبوح أن يأخذ المُلك».
تمييز السفر
يسجِّل بالتفصيل قصة صعود إيليا النبي إلى السماء (ص2).
يسجِّل خدمة إليشع النبي كاملة (حوالي 66سنة)، وكل المعجزات التي صنعها حوالي 16 معجزة (2: 14 ، 21 ، 24؛ 3: 20؛ 4: 1 ،16 ،17 ،35 ،41 ،43؛ 5: 10 ،27؛ 6: 17 ،18 ،20؛ 13: 21). مما جعله تقريبًا أكثر أسفار العهد القديم نقرأ فيه عن معجزات، ولا سيما معجزات النعمة.
هو السفر الوحيد الذي يشرح لنا أصل السامريين وكيف تكوَّنوا كشعب وكيف نشأت عبادتهم (ص17).
التعبير «رجل الله» ورد في هذا السفر 36 مرة، أكثر من أي سفر أخر، لترينا أن لله شهود أمناء في أصعب الأيام.
يوجد في هذا السفر سجِّل لحوالي 27 ملكًا من ملوك يهوذا وإسرائيل. والفترة التي يسجِّل أحداثها كُتب فيها 12 سفرًا نبويًا هي: هوشع، وعاموس، ويونان؛ لإسرائيل، يوئيل، ميخا، إشعياء، عوبديا، ناحوم، حبقوق، صفنيا، إرميا، ومراثي أرميا؛ ليهوذ. ولذلك يصعب فهم هذه الأسفار النبوية بدون قراءة هذا السفر.
مفتاح السفر
17: 7 ، 20.
أقسام السفر
ينقسم السفر إلى ثلاثة أقسام رئيسة
تاريخ إسرائيل المملكة الشمالية (ص1-10). ويشمل هذا الجزء خدمة إليشع، وينتهي بموت ياهو الملك العاشر لإسرائيل.
تـاريـخ المملـكتين بالتبادل (ص11-17). وينتهي بالسبي الأشوري لإسرائيل. وفي هذه الفترة تنبأ يونان وعاموس وهوشع في إسرائيل.
تاريخ يهوذا المملكة الجنوبية (ص18-25). وينتهي بالسبي البابلي ليهوذ. وفي هذه الفترة تنبأ عوبديا ويوئيل وإشعياء وميخا وناحوم وحبقوق وصفنيا وإرميا في يهوذ.
تواريخ وأرقام
أحداثه تقع ما بين 895 و 565 ق.م. السبي الأشوري 721 ق.م. السبي البابلي 587ق.م.
كلمة «ملك» 340مرة. كلمة «نبي» 31مرة. «عمل الشر في عيني الرب» 21 مرة. «عمل المستقيم في عيني الرب» 8مرات. «رجل الله» 36 مرة. «كلمة الرب» وما يشابهها 24مرة.
السفر يتكون من 25 أصحاحًا 718 عددً. ويمكن قراءته في ساعة ونصف تقريبً.