مما سبق نجد أن الكتاب المقدَّس، من ناحية، هو مصدر الليتورجيا في كثير من الطقوس والممارسات والعادات والأعراف والأعياد، كما أنه، من ناحية أخرى، قد كتب في الكنيسة التي كانت تعيش بالروح القدس في الليتورجيا سر المسيح يسوع. فعندما دوِّن الكتاب المقدَّس أتى من هذه الحياة الكنسية، التي تقوم بشكل أساسي على الليتورجيا، في الإفخارستيا (كسر الخبز) والصلاة والصوم وما إلى ذلك. فجاء الكتاب المقدَّس بإلهام الروح القدس من هذه الحياة ومن هذا التعايش، فالليتورجيا والكتاب متداخلين مع بعضهما.
ثالثاً: وهنا نؤكد أن الكتاب المقدَّس محتوى في الليتورجيا. فإذا تأملنا في كتبنا الليتورجية مثل السواعي، والتريودي الذي نستعمله في فترة الصوم، والبنديكستاري الذي نستعمله في الفترة الواقعة بين الفصح والعنصرة، وكتاب المعزي الذي نستعمله من بعد العنصرة وحتى الدخول في الصوم من جديد، وكتاب الميناون الذي يحوي أعياد القديسين، فإننا نراها تحتوي مادة كتابية غنية تحتل حجماً لا يستهان به من مجمل الكتاب.