لم تذهب المرأة السامرية لتبحث عن ذلك الرجل القديس الذي يصنع المعجزات ، لم تبحث عنه لتعلن توبتها أو لتشتكي همها، لم تذهب اليه لترتاح من عذاب ضميرها ، لم تذهب اليه لتبكي .
فالمرأة السامرية لم تذهب اليه من الاساس !
بل هو الذي ذهب اليها .
هو .. الرجل العظيم ، النبي المرسل من الله، المخلص، الفيلسوف الذي يحاجج الشيوخ المتعمقين في الدين و يغلب حجتهم ، هو رجل المعجزات ، هو إبن الله بكل معاني الكلمة الروحية !
هو الذي إختلق الفرصة و هيئ الظروف ، وهو من بدأ معها الحوار و أثار فضولها و إجتذب إنتباهها ، وكلمها كأنما هي
الشخص الوحيد الذي لأجله قد جاء .
منحها كل ما تحتاج اليه ، كل إهتمام و عناية و حب .
ثم وفي النهاية أعلن لها عن ذاته و انه هو " المسيح " حتى دون ان تطلب منه ذلك .
ما فعله يسوع مع المرأة هو ما يفعله الله معنا كل يوم ..
وما يتوجب علينا ان نفعل مع كل بعيد أو متباعد عن الله ،
يتوجب علينا ان نستعيد كل إنسان متغرب في منفى الخطية، كل مرذول في المجتمع لانه خاطئ ، كل محتقر ، كل غاضب من الظروف القاسية ، كل ناقم على ضيق العيش ، علينا ان نفكر و نخطط و ندبر لكي نربح على كل حالٍ قوماً.
ان كان الله لا يتركنا في خطايانا علينا ان لا نسمح للخطايا ان تلتهم الاخرين !!!
من أجمل الايات التي قرأتها
“ وَلَا يَنْزِعُ ٱللهُ نَفْسًا بَلْ يُفَكِّرُ أَفْكَارًا حَتَّى لَا يُطْرَدَ عَنْهُ مَنْفِيُّهُ.” ��صَمُوئِيلَ ٱلثَّانِي� �14:14