|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التكريس إني أحسب كل شيء أيضاً خسارة من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربي (في3: 8)التكريس المُطلق للرب هو أقوى رباط للقلوب البشرية إذ يخرجها من دائرة الذات ويوّحدها في الفكر والقصد لأن لها جميعها غرضاً واحداً. هل نستطيع أن نقول بأمانة، وأمامنا المجد وأمامنا الرب نفسه « أفعل شيئاً واحدا »؟ إلى أي طريق تتجه عيني؟ وفي أي طريق أسير؟ إنه لا يوجد لله إلا طريق واحد، وهو المسيح. رأى بولس المسيح في الطريق إلى دمشق، فطرح أهمية ذاته جانباً وطرح فريسيته وتعليمه وكل شيء أخر، وهو يحسب كل شيء خسارة لكي يربح المسيح. يتكلم الناس عن التضحيات، ولكني لا أرى تضحية تُذكر في طرح النفاية أو الزبالة. إذا كانت العين مثبتة على المسيح فلا بد أن كل شيء يتضاءل إلى درجة النفاية ومن ثم لا تكون هناك صعوبة في التخلي عنه. لأن الأشياء تُقدّر قيمتها بحسب ما يشغل القلب. أرجو أن يحفظكم الله من كل رباط إلا رُبط المسيح، وأرجو أن يقوّي تلك الرُبط، رُبط الأمان والبهجة أكثر فأكثر. التكريس الحقيقي يجعل المسيح الغرض الأول الذي يهيمن على القلب، وبعده « خاصته الذين في العالم »، ثم إخواننا في الإنسانية- نفوسهم أولاً ثم أجسادهم وكل أعوازهم. إن محبة المسيح تحصرنا في الصليب حتى نسلِّم أنفسنا بجملتها لذاك الذي أحبنا وأسلم نفسه لأجلنا ... وتجعلنا نصغر في أعين أنفسنا أمام تلك المحبة إذ نرى أننا لسنا لأنفسنا، بل قد اشتُرينا بثمن. وشعورنا بأننا لسنا لأنفسنا يعمّق الإحساس بمطاليب المسيح في قلوبنا، وفي الوقت نفسه لا يجعل لنا فضلاً في التكريس. إنه بالنظر إلى الرب يسوع يمكننا أن نتخلّى عن كل شيء. وإذا ما تبعنا المسيح تماماً، فلا يكون هناك مكان للعالم. وعلينا أن نعيش في روابطنا الطبيعية كما لو لم نكن فيها، وأن نتصرف فيها من مركزنا في المسيح. وكم سنتحقق في ذلك اليوم أن كل ما لم نسلمه إليه من قلوبنا كان خسارة بل تعاسة!! جُد وكرسني، لكَ خصصني خادماً أُجري رضاك كلَ بُرهةٍ، كلَ لحظةٍ دائماً أمشي معك |
|