القديسة كلارا الأسيزيّة
Saint Clara Alocesep
أسّست كلارا، المرأة الايطالية النبيلة المتّسمة بالجمال الباهر، "أخويّة السيدات الفقراء"، وكانت رئيسة دير الراهبات في سان داميانو. واقتدت بالقديس فرنسيس الأسيزي في التجرّد والخدمة..
وُلدت في السادس عشر من تمّوز عام 1194 في أسيزي؛ وتوفيت في الحادي عشر من آب عام 1253. كانت الكبرى بين أخواتها من أب يعد واحداً من نبلاء ساسو روسو واسمه فافورينو سيفي، كما أنه الممثل الثري لعائلة رومانية قديمة و يمتلك قصراً كبيراً في أسيزي وقلعة على منحدر جبل سوباسيو.
كانت فتاةً حسّاسة ولطيفة مداومة على الصلاة في صغرها. وكانت تقوم بأخذ الطعام من طبقها وإخفاؤه لإعطائه للفقراء. وفي سن الخامسة عشرة قامت عائلتها بتدبير الزواج لها إلا أنها أبت ذلك.
في عام 1211، وبعد سماعها موعظة الراهب فرنسيس عن الصوم في سان روفينو. بدأت بمقابلته لتتناقش معه عن شعورها الذي يدعوها للقيام بعمل خاص دينيّ. في 28 من آذار عام 1211 تركت كلارا منزل والدها لتترهبن على يد فرانسيس في بورزيونكولا. فأصبحت بعدها تابعة للقديس فرانسيس قديس أسيزي وأسست مع أختها القديسة أغنس أخوية السيدات الفقراء في سان داميانو. أما أمها وأختها الأخرى فالتحقتا بهما بعد ذلك. وقعت الكثير من المعجزات بين القديسة كلارا وأخواتها. وقد عاشت القديسة كلارا حياةً صارمة مكرّسة للصلاة، والتوبة، والخدمة وتابعت الاعتناء بأخواتها خاصة الواهنات منهنّ وكلّ من هو بحاجة لذلك.
وفي الثامن عشر من آذار عام 1212 الموافق لليلة أحد الشعانين، خضعت كلارا لتجربة أدّت الى تغيير سريع في حياتها. في الحقيقة خلال تلك الليلة، التحقت كلارا بالسر بالقديس فرانسيسكو في بورزيونكولا. وهناك في كنيسة "مريم الملائكة" الصغيرة تركت كلارا ملابسها الفخمة بعد أن قصّت شعرها الطويل الذهبيّ ولبست ثياباً رثّة وغطاءً سميكاً للرأس.
لقد قبل فرنسيس اعتزال كلارا عن هذا العالم بطريقة غير تقليدية ومن دون موافقة السلطة القانونية، واضعاً إياها في دير الراهبات البندكتية. ومنذ تلك اللحظة قامت كلارا بتكريس حياتها لخدمة المسيح عريسها السماويّ.
توفيت القديسة كلارا في الحادي عشر من آب من عام 1253. ثم طوّبها البابا ألكسندر الثالث كقديسة لأسيزي. وفي السابع عشر من شباط من عام 1958 اختارها البابا بيوس الثاني عشر كشفيعة للإعلام.
وُجد قبرها في عام 1850. وفي الثالث والعشرين من أيلول في تلك السنة نُبش قبرها وفُتح الكفن ووُجد أن لحمها وثيابها تحوّلت الى رماد أما هيكلها العظمي فبقي على حاله. وأخيراً في التاسع والعشرين من أيلول من عام 1872 نُقلت عظامها بقدر من التبجيل بتوجيه من المطران بيشي وبعد ذلك من المطران ليو الثالث عشر إلى سرداب دير سانتا كيارا حيث يوجد ضريحها اليوم.
اسم كلارا يعني "الضياء" و"الصفاء".
صلاة للقديسة كلارا قديسة أسيزي
يا جلال القديسة كلارا المباركة والمدهشة
في حياتها أضاءت للقليلين،
وبعد مماتها أضاءت على العالم أجمع!
على الأرض كانت ضوءاً مشعاً،
أما الآن فهي شمس مشرقة في السماء.
ما أشد بهاء وعظمة جلالك!
لقد بقى هذا الضوء على الأرض
محاطاً بجدران الدير،
وما لبث أن نثر أشعّته بعد ذلك،
فقد كان محبوساً داخل غرفة،
ومن ثم حلّ على جميع بقاع الأرض.
آمين