التعب والإجهاد وانقضاض الشيطان

[nasser]

آتى عليه وهو مُتعَب ومُرتخى اليدين فأزعجُهُ
2 صموئيل(2:17)
التعب والإجهاد

ذكر أحدهم أن الذئب أشد ضراوة من الأسد وذلك للفارق بين طريقتى الانقضاض على الفريسة
الأسد ينقّض على فريسته فوراً وهى فى أشد قوتها وقد تنجح فى مصارعتها معه وتنجو من الافتراس.أما الذئب فهو لا يهاجم الفريسة من أول حركة بل يطاردها كثيراً وحين يرى أنها أصيبت بالإعياء والتعب ينقّض عليها بسرعة دون أية مقاومة منها فتكون بذلك لُقمة سائغة له.
هذا عين ما يفعله أبليس مع الخطاة والمؤمنين على حد السواء.ولطالما كثّف الشيطان-عدو كل بر-هجومه ورمى بسهامه المُلتهبة وقت التعب والاكتئاب.فالسهم الذى لا يصُيب فى وقت الراحة والهدوء
كثيراً ما ينجح-وقت التعب والإرهاق-فى الإصابة بالفشل واليأس والإحباط.ولطالما أخبرنا الكتاب المقدس عمّا فعله التعب والإعياء ومن ورائهما الشيطان.
فعيسو باع بكوريته واحتقرها حين أتى من الحقل وهو قد أعيا قائلاً:"ها أنا ماضِ إلى الموت فلماذا لى بكُورية؟"(تك32:25).
وعماليق فى حربه مع إسرائيل
قطع من المؤخرة كل المُستضعفين
"كيف لاقاك فى الطريق وقطع من مؤخّرك كل المُستضعفين وراءك
وأنت كليل ومُتعَب(تث18:25).
وإيليا ذلك البطل العملاق حين
استبد به التعب والإعياء الجسدى والنفسى"سارَ فى البرية مسيرة
يوم حتى أتى وجلس تحت رَتمة
وطلب الموت لنفسه"1مل(4:19)
وداود رجل الإيمان حين أعيا من مطاردة شاول المستمرة له التجأ
هارباً إلى أرض الأعداء قائلاً
فى قلبه:"إنى سأهلك يوماً بيد شاول فلا شىء خير لى من أفلت إلى أرض الفلسطينيين"1صم
(1:27).وأخيتوفل حين أعطى مشورة لأبشالوم ليقضى على داود كانت مشورته:"دعنى أنتخب اثنى عشر ألف رجل وأقوم وأسعى وراء داود هذه الليلة
فأتى عليه وهو مُتعَب ومُرتخى اليدين فأزعجُهُ فيهرب كل الشعب الذى معه وأضرب الملك وحدَهُ"
2صم17(1-3).
بسبب هذا أرسل الرسول ابنه تيموثاوس إلى المؤمنين فى تسالونيكى لكى يُثبّتهم ويعظهم كى لا يتزعزعوا فى ضيقتهم قائلاً
"أرسلنا تيموثاوس..حتى يُثبّتكم ويعظكم لأجل إيمانكم كى لا يتزعزع أحد فى هذه الضيقات..
أرسلت لكى أعرف إيمانكم لعلّ
المُجرّب يكون قد جرّبكم فيصير تعبنا باطلاً"1تس3(2-5).
لنتحذّر كثيراً جداً أيها الأحباء من أى قرار يُتّخذ وقت التعب والإعياء فالأرجح أن هذا القرار لن يكون صواباً.