رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
# هل تعلم أن هذا النهر أصله قطرات من الماء، نزلت مطرا وتجمعت فصارت نهرا؟ ألا نتعلم منه أن أي عمل ضخم قد يبدأ بشيء بسيط، ربما بفكرة. وعلى رأى المثل: "إن أطول مشوار أوله خطوة". أول خطية بدأت بمجرد جلسة بسيطة مع الحية. وربما أكبر مشاجرة تبدأ بكلمة. # نتعلم من النيل أن نقطة الماء اللينة الناعمة، إذا سقطت بمتابعة واستمرار على صخر أو جبل، أمكنها أن تحفر فيه طريقًا: فنأخذ درسًا هامًا عن المثابرة. # هذا الماء يحمل الطين من جبال الحبشة، يبدو لأول وهلة معكرًا، ولكنه يحمل الغرين الذي هو سبب خصوبة مصر، وهو الذي كسا رملها بالطين. # هذه المياه المعكرة بالطين، تغنى مع عذراء النشيد وتقول (أنا سوداء وجميلة) وعلى الرغم من هذا التعكر، فإن هذه المياه تحمل في داخلها عذوبة جميلة، لشاربها، تظهر فيما بعد بعوامل من التنقية، كما ظهرت عذوبة حياة أوغسطينوس وموسى الأسود بعد التوبة. # قبل حفر مجرى النيل، كانت المياه تنسكب على الجانبين وتكون مستنقعات. ولكنها ما لبثت أن تعمق مجراها شيئًا فشيئًا على مدى زمن طويل، حتى استقرت. يعطينا هذا الأمر فكرة عن التدرج في الحياة الروحية، والصبر على النفس حتى تصل إلى استقرارها بعد حين. كما أنه لا يجوز لنا أن ندين من هم في مرحلة المستنقعات، ولم يصلوا إلى المجرى العميق المستقر. # كما أننا يجب أن نمدح جانبي النهر، اللذين يجرى الماء بينهما، ويحجزانه من الانسكاب هنا وهناك. إنهما ليسا حاجزين يحدان من حريته، وإنما هما حافظان من الضياع. إنهما كالوصايا: ليست قيودًا للحرية، بل حوافظ. # إنها رحلة طويلة قد قطعها النيل، حتى وصل إلينا، وهو في أثنائها يوزع من خيره على كل بلد تصادفه: فأعطى أثيوبيا، والنوبة، والسودان، ومصر وكل الصحراوات المحيطة.. يعلمنا أن نعطى الخير لكل من نصادفه. |
|