رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كل شخص يرفض أن يُعلن عن أخطاؤه هو شخص متكبر، لأنه من منَّا لا يُخطئ! دعوة للكل! لطالما أحب الله، بل وأسس، فكرة الزواج، ففي صفحات الكتاب المقدس تجد تلك الفكرة تسيطر على الأحداث، وتدخل في جميع التشبيهات. فأدم وحواء هما أول عروسين، والله هو الذي كلل عُرسهم، وخلال العهد القديم تجد الله يشبّه علاقته بالشعب والكنيسة، بعلاقة عريس بعروسه. ولعل وجود سفر نشيد الأنشاد – رمز حب الله للكنيسة- هو دليل دامغ على حب الله لتلك العلاقة الطاهرة. نهيك عن أن أول معجزة صنعها يسوع كانت في عُرس. وها مرة أخرى يشبّه يسوع الملكوت على إنه عُرس أقامه ملكٌ لأبنه (مت٢٢:١-١٤). رفض المدعوين .. تهاونًا: وعندما بدأ حفل الُعرس دعى الملك أولئك المدعوين للحضور؛ هؤلاء الذي لديهم معرفة مسبقة بهذا الحفل. ولكنهم بادروا بالرفض. ولعلك لاحظت أن الأسباب التي منعتهم من حضور العُرس ترتبط بأشغالهم “مضوا، واحد إلى حقله، وآخر إلى تجارته”. وبالمثل أناس منَّا، وهم على دراية جيدة بالملكوت، قد يرفضوا تلك الدعوة لأنهم يروا فيها تعطيلاً لأوقاتهم. يشابههم في هذا فيلكس الوالي الذي عرف من بولس الملكوت والدينونة المزمعة، لكنه أستعفى أن يقبل تلك الدعوة قائلاً: “أما الآن فاذهب، ومتى حصلت على وقت أستدعيك”. 2. كبريائًا ولكن بعضًا من هؤلاء المدعوين “أمسكوا عبيده وشتموهم وقتلوهم.” فخوفًا من أن يكون هؤلاء العبيد الرسل شهادة على رفضهم، ونورًا يفضح عدم قبولهم للدعوة، قتلوهم. فقد كان يشهد استفانوس للكهنة – أولئك الذي لديهم علم بدعوة الملكوت – عن ملكوت يسوع. وعندما رآى الكهنة أن كلامه يدينهم يقول الكتاب “حنقوا بقلوبهم وصروا بأسنانهم عليه ….. ورجموه”. وهكذا يفعل كل من يسلك في الظلام يخاف من النور لئلا تكشف وتفضح أعماله. غضب الملك.. “فلما سمع الملك غضب، وأرسل جنوده وأهلك أولئك القاتلين وأحرق مدينتهم” وتلك قطعًا هي النتيجة المحتومة على كل من يرفض دعوة العُرس؛ دعوة الملكوت. فالمدعوون تهانوا و رآوا أن العمر مديد أمامهم، ليرعوا أشغالهم، ولم يدركوا أن الحياة “بخار، يظهر قليلا ثم يضمحل”. بينما الباقي من المدعوين تكبروا. فكل شخص يرفض أن يُعلن له عن أخطائه هو شخص متكبر؛ لأنه من منّا لا يخطئ. لهذا قال عنهم يوحنا “إن قلنا: إنه ليس لنا خطية نضل أنفسنا وليس الحق فينا”. فليتنا لا نؤجل قبول تلك الدعوة بحُجج وقتية فانية، ولا بكبرياء قلب نرفض أن نعترف بخطايانا. ونسارع بقبول حضور عُرس إبن الملك؛ لأنه قد قيل “قبلوا الابن لئلا يغضب فتبيدوا من الطريق” |
|