04 - 07 - 2016, 01:31 PM | رقم المشاركة : ( 21 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الجهاد الروحيّ من أجل سلام النفس
من أهمّ أشكال هذه الأنانيّة تكديس أشياء لا لزوم لها. فمجتمعنا اليوم لم يَبْقَ “مجتمعَ الاستهلاك”، بل “مجتمع الطّمع”، وهو لا ينفكُّ يختلق حاجات كاذبة تمسي لنا من ضروريّات الوجود. لهذا قالَ أحد الإعلانات: “أنا أشتري إذًا أنا موجود”. فبدءُ جهادنا يكمن في التخلُّص من أشياء تُكدِّرُ حياتَنا وهي غير لازمة، والاكتفاء بما هو ضروريّ.
فالطّمع لا يعني فقط أن نكدّس الأشياء، بل أيضًا أن نسعى إلى راحتنا الشخصيّة، أو أن نتوخّى اتّباع الموضة. كما يشمُل الطُّموح، والسَّعي إلى الكَرامات، والمَيل إلى الكلام في كلّ مناسبة تعبيرًا عن رأينا، والفضول المؤذي الّذي يدفعنا إلى الاستعلام عن كلّ شيء لنُبرِزَ أنفسَنا بين الناس. فهذه العادات كلّها أشكالٌ أخرى للطّمع. وإلى جانب القناعة في التعاطي والمادّيّات، يكمنُ خيرُ سبيلٍ إلى الجهاد الروحيّ في عدم الاتكال على قُوانا الخاصّة، ومعارفنا الذاتيّة، وخبرتنا، بل إدراج أنفسنا في صفّ المبتدئين، والمبادرة إلى طلب النصائح في كلّ أمر، حتى من أناس يصغروننا سنًّا. ويمكننا أيضًا أن نُعبّر عن عزمنا على محاربة ميولنا الأنانيّة من خلال تَقبُّل معاكسات الآخرين لنا سواءٌ في العمل أو ضمن العائلة. الجهاد الثالث يقتضي ألاّ نعزو إلى ذواتنا أيًّا من أعمالنا الصالحة، وألاّ نيأس من سقطاتنا، لأنّ هاتَين الحالّتين تكشفان كلاهما أنانيّةً تتخفّى وراءَ كلامٍ فيه تذلّل وتقوى. ولكنّ المتواضع ليس مَن يتذلّل بالكلام، بل مَن يسعى إلى التخفّي، والخَفَر، كما يقول أحد المؤلّفين المعاصرين (تيتو كولياندر). |
||||
|