إذن، يترابط العشاء السرّي ويوم الخمسين ترابطاً لا تنفصل عراه. لقد انحدر الروح المعزِّي بعد أن تمجَّد الابن في موته وقيامته. لكنهما ما يزالان سرين مختلفين إلى درجة أننا لا نقدر أن ندمجهما. بهذه الطريقة يختلف الكهنوت عن الأسقفية. وفي الأسقفية يصبح يوم الخمسين عاماً ومستمرّاً، وفي الأسقفية غير المنقسمة في الكنيسة (أو “الأسقفية الواحدة”. episcopatus unus – في تعبير كبريانوس) تُصان وحدة الكنيسة في المكان. تندرج كلّ كنيسة محلِّية في ملء الكنيسة الجامعة وترتبط بالماضي وبكلّ العصور من خلال أسقفها وفيه. فكلّ كنيسة تنمو في أسقفها وتتجاوز حدودها وتتَّحد عضوياً بكل الكنائس الأخرى. والتعاقب الرسولي لا يقوم على الأساس الشرعي لوحدة الكنيسة بمقدار ما يقوم على أساسها السرّي. فهو ليس ضمانة للاستمرار التاريخي أو التلاحم الإداري، بل الطريقة المثلى لحفظ الهوية السرّية لهذا الجسد على مدى العصور. لكنَّ الكهنوت لا ينفصل أبداً عن الجسد، لأنه موجود فيه ومرتبط ببنيته. ففي الكنيسة تُعطى المواهب الكهنوتية (راجع 1 كور 12).