رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ابني يدخن اكتشفت أخيراً أن ابني( 13 سنة) يدخن مما أثار غضبي فهو لا يزال في سن صغيرة وسوف يعتاد عليها مما يؤثر في صحته. أردت مواجهته ومنعه بالقوّة ولكن خشيت ردة فعله فقد يزيده المنع تعنتاً وتمسكاً بها. هل من نصيحة؟ سيدي مشكلتك هذه يواجهها معظم الآباء مع أبنائهم المراهقين. فمن المعلوم أن المراهق يرغب في الاستقلال عن أهله ويحاول أحياناً تحديهم ليختبر قدرتهم على تقويم سلوكه وتصرفاته ومدى اهتمامهم به، ويعكس التدخين بين المراهقين رغبتهم في تقليد الراشدين وفي لا وعيهم يكون ذلك نوعاً من الإعلان انهم أصبحوا راشدين خصوصاً المراهق الذكر الذي يجد في السيجارة أحياناً وسيلة ليلفت بها انتباه فتاة تعجبه فكأنه يقول لها انظري أنا رجل وأستطيع أن أقرر ماذا أحب وماذا لا أحب. ومشكلتك تذكرني بابن أخي جوّاد الذي كان ينصح والده بعدم التدخين ويعدد له مضاره إلى أن اكتشف أخي أن جوّاد يدخن فواجهه بالأمر ورغم إنكار الأخير قال له أخي:" إذا أردت أن تدخن فليكن في حضوري ألست شاباً! وأنا لا أريد أن أكون والداً مخدوعاً. وعموماً يعود إليك قرار التدخين، فإما أن تمضي حياتك محاولاً الإقلاع عنه لأنك تعرف مضاره على صحتك، وإما أن تقرر من الآن عدم التدخين. وأنا أعرف أن أصدقاءك قد يؤثرون فيك إذا كانوا يدخنون، ولكن تذكر أن لك شخصيتك المستقلة عنهم والتدخين لن يزيدك رجولة بل العكس يؤثر سلباً في صحتك وأنت تعرف هذا، ويمكنك أن تلعب دوراً في نصح أصدقائك بعدم التدخين وتكون نموذجاً لهم يحتذون به". وبالفعل كان لهذا النقاش مع ابنه وقع السحر لأنه شعر بأن والده إلى جانبه في السراء والضراء وأن اهتمامه به يرافقه احترام لميله نحو الاستقلالية. وانطلاقاً من هذه التجربة أنصحك بالتحاور مع ابنك وإعلامه بأنك تعرف ولا تحاول أن تمنعه بالقوة لأنه سيجد مئة طريقة وطريقة لإخفاء الأمر عنك. لذا عليك أن تؤكد له أن صحته تهمك كثيراً، وأنك تثق به. واعرف منه السبب الذي دفعه إلى التدخين فإذا كانت شلة الأصدقاء يمكنك أن تقول ما قاله أخي لابنه، أما إذا كان التدخين ناتجاً عن شعوره بالقلق والتوتر من مشكلة ما انصحه بالتمارين الرياضية فهي تساعده على التخلص منهما وبالتالي يحافظ على صحته. |
|