طهارة القلب والفكر مسيرة روحية نحو الله
&&*********************&&
طهارة القلب والفكر أو المحافظة على نقاء القلب والفكر من الأفكار ضد المحبة وضد العفة، ضد التكبر والتعالي هي غاية أساسية لكل مسيحي. فمن القلب ينبع الخير أو الشر، فهو مصدر الإرادة وقوة الفعل.
النسّاك والذين تركوا العالم وذهبوا للبحث عن المسيح والإتحاد به.. وبه اتحدوا مع كل إنسان في العالم، يعطوا أهمية كبرى لهذه الروحانية وهي تطهير القلب والفكر وتنقيتهما المستمرة.
القديس أنطونيوس الكبير:
من ترك العالم وذهب مع الرب تحرر من ثلاثة صراعات: الكلام الغير مفيد وسمع المهاترات ورؤية الأكاذيب. لكن يبقى له صراع أساسي وهو تطهير قلبه وفكره وتنقيتهما من الأفكار الشريرة (PJ II, 2). ما أعمق هذا التعبير! الصراع الكبير الذي ينتظر كل من كرّس نفسه للرب هو صراع ضد الأفكار. فالفكر الذي يدخل القلب ويتقبله الإنسان ويتحد به. هذا الفكر بعد ذلك يثمر فعل خير أو خطيئة. فقوة الإنسان وصراعه لا تكمن في محاربة فعل الخطيئة لكن في جذر فكرة قد تسبب له الوقوع في الخطيئة. فصراعنا ضد أرواح شريرة والتي تدخل للإنسان من الأفكار.
طهارة القلب والفكر طريق ومسيرة روحية نحو الله
شخص يشعر بالوحدة ويشعر أن لا أحد يفهمه أو أن قرينه لا يحبه ويقبل هذا الفكر ويتحد به معرض للسقوط في خطيئة الخيانة وإشباع احتياجاته ورغباته بطريقة أو بأخرى. فالفكر هو الأساس ومن بعده فعل الخطيئة.
لذا يؤكدوا الآباء على صراع الفكر فيقول أغاثون أحد رهبان الصحراء: صراع الجسد وقمعه مثل أوراق الشجر هامة لأنها تحضر للثمار لكنها لا تشبع أحد من النعمة لكن تنقية القلب والفكر مثل الثمرة الشهية التي تشبع الجائع وتطعمه.
نعم تنقية القلب مثل تنقية البئر والذي منه يستقي الشخص ويروي آخرين.
يرنيوس وهو أحد آباء القرن الخامس يقول: ما فائدته من أن أكون طاهر الجسد وبلا خطيئة ملموسة وقلبي ملئ بالشهوة والأفكار الدنيئة. ما الفائدة من أن يكون جسدي عفيف وبكر وقلبي مأوى لكل فكر شرير ونجس.
طهارة القلب والفكر هو طريق ومسيرة روحية كي نحيا بالعمق دعوتنا كأبناء الله، قلبنا يتشبه بقلبه يسعي إلى خلاص النفس وخلاص آخرين. وهذا ما أتمناه لي ولكم.