رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ولد بجسد معوق ... وعقل لا ينمو ... بلغ ال12 من عمره وهو مازال فى السنة ال2 من المرحلة الابتدائية . وجوده تسبب في ضيق المعلمة .... فهو مخبول.... دائم الحركة.... دائم الشغب تصدر عنه من آن لآخر اغرب الاصوات... إلا ان ذلك لم يمنعه ان يتكلم بوضوح وبتركيز في بعض الاحيان وكأن شعاعاً من نور قد اخترق ظلمة افكاره ، ولكنها كانت فترات قصيرة في حياة كاملة اتسمت بالفوضى وعدم الادراك . ومن هنا قررت ادارة المدرسة استدعاء والديه للتشاور معهم وقالت لهم : "ان ابنكما يحتاج الى مدرسة خاصة ... فمكانه ليس هنا ... فالفرق بينه وبين زملائه شاسع" انسابت الدموع غزيرة من عيني الام ... بينما قال الاب : في الحقيقة انني لم اجد له مدرسة خاصة بالقرب من هنا ثم ان نقله من هذه المدرسة سيكون صدمة عظيمة له ... فهو حقاً يحب هذه المدرسة اذن فهو باق فيها ... سرت فى جسم المدرسة وروحها برودة شديدة لا تقارن ببرودة الجو بالخارج والمطر المنهمر الذي يقرع بشدة على نوافذها فعلى الرغم من محاولتها لتفهم موقف الوالدين ... إلا ان المعلمة فشلت في التكيف مع تصرفات ابنهما المعاق بل ولم تعد تحتمل وجوده معها في الفصل وفيما كانت تستعرض هذا الموقف الكئيب .... شعرت بتأنيب ضميرها فأن كان معاقاً فلا ذنب له انه طفل مسكين حرمته الحياه من صحته الجسدية والعقلية.... هنا صرخت المعلمة: " يا رب ساعدني لأتحمل تصرفاته " ومن تلك اللحظة بذلت المعلمة كل جهدها لتتجاهل هذا التلميذ وتصرفاته المستفزة غير ان محاولاتها بائت بالفشل عندما فوجئت به ذات يوم ... يقترب من مكتبها ... وهو يجر خلفه رجله اليسرى ويقول لها بأعلى صوته : " اني احبك " ذهل التلاميذ بينما كست الحمرة الشديدة وجه المعلمة وهي تقول له: " اشكرك على محبتك ...... والان ارجع الى مكانك "ومع حلول عيد القيامة الذي تصدرت اخباره احاديث التلاميذ ... فقد شرحت لهم المعلمة قصة عيد القيامة .... واعطت لكل منهم بيضة من البلاستيك وهي تقول : فليأخذ كل منكم هذه البيضة الى منزله ويضع شيئاً في داخلها يمثل الحياة الجديدة ثم يأتي بها في الغد هل فهمتم.... اجاب التلاميذ في فرح " بالطبع قد فهمنا "وبنظرة خاطفة نحو التلميذ المعاق رأته المعلمة ينظر اليها بتركيز شديد دون ان يتحرك وتساءلت ترى هل فهم قصتي ؟ هل فهم القصة عن موت المسيح وقيامته ؟...هل ادرك معناها ؟ وفي اليوم التالي جاء التلاميذ... وفي فرح وضع كل منهم بيضته على مكتب المعلمة ..... وبدأت تفتح كل بيضة وترى ما بداخلها فوجدت في الاولى زهرة .... اشارة للحياة التي خرجت من البذرة المدفونة . وفي الثانية وجدت فراشة .... فخروج الفراشة من الشرنقة تمثل الحياة الجديدة ... وفي بيضة اخرى وجدت قطعة من الصخر وقد نبت فيها بعض الاعشاب الخضراء كناية ايضاً عن الحياة . فتحت المعلمة البيضة التالية .... وعقدت الدهشة فمها ... لقد كانت البيضة فارغة لا بد انها له .... فهو كالعادة لم يفهم ... وحتى لا تتسبب في احراجه وضعت البيضة جانباً ومضت تبحث عن اخرى لتفتحها.... وهنا ناداها الصبي : لماذا لم تشرحي المعنى الذي تضمنته بيضتي ؟!.... اجابت المعلمة : ولكنها فارغة يا ابني فثبت نظره اليها وهو يقول " انها تمثل قبر المسيح الفارغ "...انعقد لسان المعلمة ... ولما استطاعت الكلام سألته : " وهل تعرف لماذا كان القبر فارغاً ؟ " اجابها في ثقة :- لأن يسوع قد مات وقبر ولكنه قام .... وضرب جرس الفسحة... وبينما تسابق التلاميذ الى الحوش ليلعبوا تساقطت دموع المعلمة بغزارة ..... بعد ان اذاب هذا التلميذ المعاق كتل الجليد التي حالت دون انفتاح قلبها لمحبته. وبعد ثلاثة شهور ... مات التلميذ ... والذين ذهبوا لزيارة قبره فوجئوا برؤية كمية كبيرة من البيض وقد رصت بعناية فائقة فوق قبره وكلها فارغة في اشارة واضحة تقول ... لابد انه قائم الان مع يسوع الذي قام ... وترك لنا قبره فارغاً . |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
صورة البيضة |
البيضة |
البيضة الغريبة |
حكاية...البيضة...الفارغة |
قصة مهمة جدا لكل خادم وخادمة ( البيضة الفارغة ) |