رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
طبعاً مضمون قراءات يوم الثلاثاء من البَصخة المقدسة، فهو يدور حول موضوعين رئيسيين في هذا اليوم كما رأينا :
فقراءات الصباح تُمهد لموضوع المجيء الثاني، ثم شرحه في آخر إنجيلين – التاسعة والحادية عشر – بوضوح تام . ففيهما يعلن الرب عن مجيئه الثاني لدينونة العالم عندما يجلس على كرسي مجده ويُجازي كل واحد حسب أعماله. وعند هذا الإعلان يكون المزمور هو: [كرسيك يا الله إلى دهر الدهور. قضيب الاستقامة هو قضيب مُلكك]. وفي هذه الساعة الحادية عشر تُضاف تسبحة البَصخة عبارة [مُخلصي الصالح في ثوك تاتي جوم – لك القوة والمجد ... الخ]، وذلك لأنه في تلك الساعة قد عيَّن الرب ميعاد صلبه بقوله: [بعد يومين يكون الفصح، وابن الإنسان يُسلَّم ليُصلب] أما قراءات المساء فهي توضح أهمية السهر والاستعداد انتظاراً لمجيء الرب. وأما آخر إنجيل – وهو الساعة الحادية عشرة من ليلة الأربعاء – ففيه أصدر رؤساء الكهنة والفريسيُون أمراً، أنه إن عرف أحد أين هو فليُدل عليه ليمسكوه (يوحنا 11: 57) .
ويقول القديس مقاريوس الكبير: [ فإذا كنت قد صرت عرشاً لله، وجلس فوقك الراكب السماوي، ونفسك كلها قد صارت عيناً روحانية، وصارت نفسك كلها نوراً، وإذا كنت قد تغذيت بذلك الغذاء، غذاء الروح القدس، وإن كنت قد سُقيت من ماء الحياة، وإن كنت قد لبست ملابس النور الذي لا يوصف، وثَبت إنسانك الداخلي في اختبار هذه الأمور بملء الثقة واليقين، فإنك بذلك تكون حياً، إنك تحيا الحياة الأبدية بالحقيقة، وإن نفسك هي في الراحة مع الرب منذ الآن فصاعداً. أنظر فها أنت قد قَبِلت هذه الأشياء من الرب وامتلكتها بالحق، لكي ما تحيا الحياة الحقيقية. ولكن إذا وعيت نفسك ووجدت أنه ليس عندك شيء من هذه الأشياء (التي سبق ذكرها) فحينئذٍ يلزم أن تبكي وتنوح وتحزن لأنك حتى الآن لم تجد الغنى السماوي الأبدي. لذلك ينبغي أن تتوجع بسبب فقرك المُدقع، وتتضرع إلى الرب ليلاً ونهاراً لأنك قد سقطت في فقر الخطية المرعب. يا ليت كل إنسان يصير لهُ إحساس سريع وتوَجُّع بسبب فقره، ولا نسير في الحياة بلا مبالاة، مُكتفين كأننا قد امتلأنا !، لأن الذي يحس بشدة فقرة، ويأتي إلى الرب ويسأله بالصلاة باستمرار، فأنه حالاً يحصل على الفداء والكنوز السماوية. كما قال الرب في ختام حديثه عن القاضي الظالم والأرملة "أفلا ينصف الله الذين يصرخون إليه ليلاً ونهاراً، نعم أقول لكم أنه ينصفهم سريعاً" (لوقا 18: 7)، الذي لهُ المجد والقوة إلى الأبد آمين ] (من عظات القديس مقاريوس 1: 12) وليكن لسان حال نفوسنا كما قال القديس ميثوديوس الأوليمبي على لسان النفس: [إني مخطوبة للكلمة الإلهي، وجعالتي (مكافأتي – جائزتي) هي إكليل الأبدية والغنى الذي من عند الآب، وأنا أنتصر في الأبدية وأُتوَّج بزهور الحكمة المشرقة التي لا تذبُل.. إني واحدة في الخورس مع المسيح الذي يوزع مكافآته في السماء، ذلك الخورس الواقف حول الملك غير المبتدئ الأبدي.. لقد صرت حامله المصباح ذو أنوار لا يُدنى منها، واشترك في تسبيحه رؤساء الملائكة الجديدة. مُعلنة النعمة الجديدة التي للكنيسة ] ويقول أيضاً ولنا هذا الكلام بالضرورة: [ أمضين إذاً أيتها العذارى واملأن آنيتكن بالبرّ، لأن الساعة آتية عندما يجب أن تقومن وتقابلن العريس، أذهبن واتركن بخفة ملذات ومسرات الحياة التي تُربك النفس وبذلك يُمكنكن أن تحصلن على الوعود الإلهية ] وفي النهاية وبذلك الاستعداد يكون مدح العريس لنا: [لقد سبيت قلبي يا أختي العروس، قد سبيت قلبي بإحدى عينيك بقلادة واحدة من عنقك، ما أحسن حبك يا أختي العروس، كم محبتك أطيب من الخمر، وكم رائحة أدهانك أطيب من كل الأطياب ( لأنها تطيبت برائحة العريس الزكية - واسلكوا في المحبة كما أحبنا المسيح أيضاً وأسلَمَ نفسه لأجلنا قرباناً وذبيحة لله رائحة طيبة (أفسس 5: 2)؛ لأننا رائحة المسيح الذكية لله في الذين يخلصون وفي الذين يهلكون - 2 كورنثوس 2 : 15)، شفتاك يا عروس تقطران شهداً، تحت لسانك عسل ولبن (كلام تسبيح وصلوات مقدمة بمحبة للعريس السماوي) ورائحة ثيابك كرائحة لبنان (الشجر العطر من بخور وكل رائحة الزهر المنتشر على الجبال وفي الأودية) أختي العروس جنه مغلقة عين مقفلة، ينبوع مختوم (منغلق على كل غريب ولا تفتح إلا لعريسها فقط)] (نشيد 4: 6 – 12) ونقول في الختام مع القديس أمبروسيوس: [يلزمنا أن نكون دوماً يقظين ساهرين، لأن كلمة الله يقفز كغزال أو كالإيل (نشيد 2: 9)، يليق بالنفس التي تطلبه وتتوق إلى امتلاكه أن تكون في يقظة دائمة، وتحافظ على وسائل دفاعها . "في الليل على فراشي طلبت من تحبه نفسي" (نشيد 3: 1).. يلزم أن من يطلب باهتمام، يطلب وهو في فراشه، يطلب في المساء، فلا يكون لهُ ليالٍ ولا إجازات، لا يخلو وقته من خدمة صالحة. وإن لم يجده في بادئ الأمر فليُثابر في البحث عنه. لهذا تقوم النفس: "إني اقوم وأطوف في المدينة، في الأسواق، وفي الشوارع" نشيد 3: 2 ] فلنطلب إذن باهتمام بسعي واجتهاد دائم لا يتوقف، عريس نفوسنا يسوع لأن الرسول يقول: [فاني أغار عليكم غيرة الله لأني خطبتكم لرجل واحد لأقدم عذراء عفيفة للمسيح] (2 كورنثوس 11: 2)، فلنجتهد بسعي دائم يا إخوتي نحو العريس السماوي شخص ربنا المسيح يسوع الحي الذي هو معنا حسب وعده حاضر بمجده ومجد ابيه والروح القدس، لنتحد به ونتشرب من محبة الثالوث القدوس فيه، لأنه وسيطنا الوحيد [لأن به لنا كلينا قدوما في روح واحد إلى الآب] (أفسس 2 : 18)، [الذي به لنا جراءة وقدوم بإيمانه عن ثقة] (أفسس 3: 12)، [ ومهما سألنا ننال منه لأننا نحفظ وصاياه ونعمل الأعمال المرضية أمامه] (1 يوحنا 3: 22)، [فلنتقدم بثقة إلى عرش النعمة لكي ننال رحمة ونجد نعمة عوناً في حينه] (عبرانيين 4: 16)
نعمة ربنا يسوع تحفظ نفسي ونفوسكم في خوف اسمه القدوس أنتم الذين بقوة الله محروسون بإيمان لخلاص مستعد أن يُعلن في الزمان الأخير (1 بطرس 1: 5) |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
طرح باكر من يوم الثلاثاء من البصخة المقدسة |
قراءات يوم الأربعاء من البصخة المقدسة |
قراءات ليلة الاثنين من البصخة المقدسة |
طقس يوم الثلاثاء من البصخة المقدسة |
طقس ليلة الثلاثاء من البصخة المقدسة |