رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الشفاء الإلهي في العهد القديم عندما خلق الله الإنسان لم يكن هناك شيء إسمه "الموت" لكن الله أعطى للإنسان وصية واحدة وقال له أنه إذا لم يحفظها فسوف يموت فوراً "وأوصى الرب الإله آدم قائلاً من جميع شجر الجنة تأكل أكلاً، وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها لأنك يوم تأكل منها موتاً تموت". تك 2\16-17 عندما انخدعت حواء من الحية أخذت من الثمر المحرم وأكلت وأعطت زوجها أيضاً فأكل معها، وهكذا خالف الإنسان الوصية التي أخذها من الله، وبالتالي أصبح مستحقاً لدينونة الموت: "بعرق وجهك تأكل خبزاً حتى تعود إلى الأرض التي أخذت منها، لأنك تراب وإلى التراب تعود". تك 3\19 وكانت هذه العبارة هي بداية مأساة الإنسانية بسبب مخالفة وصية الله مات الإنسان موتاً روحياً في الحال، بمعنى أن شركته مع الله قد انقطعت، فالموت الروحي هو الإنفصال عن الله مصدر كل حياة، وهذا الإنفصال هو بداية إنحلال وفساد حياة الإنسان حتى تنتهي بالموت الجسدي كان الله مهتماً بمصير الإنسان عندما طرده من جنة عدن لئلا يأكل من شجرة الحياة فيحيا جسده للأبد بينما تبقى روحه في موتها الأبدي: " لعله يمد يده ويأخذ من شجرة الحياة أيضاً ويأكل ويحيا إلى الأبد". تك 3\22. لذلك كان من الأفضل أن يخرج من الجنة لكي يكون لشقائه في هذه الأرض نهاية بالموت الجسدي عندما خرج آدم من الجنة بدأ ناموس الخطية والموت يسود عليه، وأصبحت حياة الإنسان مستهدفة لكل عوامل الموت والفساد، وأصبح الموت الجسدي هو خاتمة المطاف لهذه الحياة إذا فالموت الجسدي يتبع الموت الروحي، وهذا ما يقوله سفر أيوب" يأكل أعضاء جسده يأكل أعضاءه بكر الموت". أي 18\13. إن بكر الموت هو الموت الروحي الذي نشأ أولاً، وهذا الموت الروحي هو الذي فتح الباب للمرض لكي يأكل جسد الإنسان، فبعد أن مات آدم روحياً بدأ جسده ينحل ببطء بواسطة بكر الموت (موت الروح) ونشأت الشيخوخة والمرض والموت الجسدي إن أرواحنا ذلك الكيان الداخلي الذي يدفعنا للحياة مع الله قد ماتت فينا، وموت أرواحنا يتبعه موت الأجساد. إن الموت الروحي والجسدي للإنسان كان بسبب الخطية، لذلك فاسترجاع الحياة الروحية والجسدية لا يكون إلا بخلاص الإنسان من الخطية والرجوع إلى الله. أما إذا لم يعرف الإنسان أن مشكلته روحية في المقام الأول، وإذا لم يعد إلى الله صانعه، فسوف يستمر تائهاً وتقتنصه قوى المرض والموت ولأن موت أرواحنا وأجسادنا كان بسبب الخطية فالخلاص من سلطان الموت كان بواسطة نعمة الفداء التي فيها رفع يسوع خطية العالم. ولو كنا نقبل تجديد أرواحنا كأول ثمر من ثمار عمل الروح القدس فينا، فمن الطبيعي أن نقبل منه شفاء الجسد كأول ثمر من ثمار القيامة قال بولس:" إن كان روح الذي أقام يسوع من الأموات ساكنا فيكم فالذي أقام المسيح من الأموات سيحيي أجسادكم المائتة أيضاً بروحه الساكن فيكم" رو 8\11. إن عبارة "سيحيي أجسادكم المائتة " لا تعني قيامة الأجساد لقال: " سيحيي الأجساد التي ماتت"، لكن عبارة "سيحيي أجسادكم المائتة" تعني الشفاء الإلهي والتحرر من قوى المرض تمهيداً للتحرر من آخر عدو وهو الموت. وهو نفس المعنى الذي كرره في 2كور 4\11 عندما قال : لأننا نحن الأحياء نسلم دائماً للموت من أجل يسوع لكي تظهر حياة يسوع أيضاً في جسدنا المائت إن المرض دخل إلى عالمنا نتيجة للخطية، وليس كعطية من الله. الله لا يريد لنا المرض والموت، بل الصحة والحياة. وهذا نراه جليا في حياة شعب إسرائيل : عندما كان الشعب يتوب عن خطاياه ويطيع الله ويحفظ وصاياه كان الله يشفي أمراضهم وينزع السقم من وسطهم رغم كونهم بحسب طبيعتهم الساقطة تحت "عبودية الفساد" رو 8\21 إلا أن الله كان يمنحهم نعمة شافية. إن إرادة الله الحقيقية للجنس البشري ليست هي الألم، بل الفرح والشفاء. لقد قاد موسى أكثر من مليونين من شعب إسرائيل للخروج من أرض مصر، أرض العبودية، وأخرجهم إلى برية "شور"، وهناك أعطاه الرب هذا الوعد: " إن كنت تسمع لصوت الرب إلهك وتصنع الحق في عينيه وتصغي إلى وصاياه وتحفظ جميع فرائضه فمرضاً ما مما وضعته على المصريين لا أضع عليك، فإني أنا الرب شافيك". خر 15\26 كانت ظروف شعب إسرائيل في البرية قاسية للغاية، وكثيرون منهم كانوا ساقطين تحت وطأة المرض والضعف بسبب ظروف الترحال في الصحراء حيث لا وسائل للراحة ولا مساكن نظيفة والقليل جداً من الملابس والطعام، لكن بحسب وعد الله هذا فقد شفاهم ولم يكن بينهم مريض أو سقيم، لأن الله نفسه كان في وسطهم شافياً، ولقد سبح المرنم الله من أجل هذا قائلاً: " أخرجهم بفضة وذهب ولم يكن في أسباطهم عاثر" .. مز 105\37 كلمة عاثر في أصلها العبري هي Kashal وتعني مريضاً أو ضعيفاً .. لقد أخرجهم الرب من أرض مصر وجميعهم نحو ثلاثة ملايين نفس بلا شخص ضعيف أو مريض إن إسرائيل المتحرر من عبودية أرض مصر هو صورة للمؤمن الذي تحرر من عبودية الخطيئة، وعبور البحر الأحمر يشير إشارة جميلة لتجديد المؤمن وميلاده الثاني، بينما تشير الرحلة في البرية إلى حياة المؤمن كغريب ونزيل في هذه الأرض وحتى يصل إلى السماء، التي هي أرض كنعان بالنسبة لنا بل أن مؤمني العهد الجديد لهم عهد أفضل مما كان لشعب إسرائيل، " عهد أعظم قد تثبت على مواعيد أفضل" عب 8\6 . إننا لا نتبع موسى بل يسوع المسيح نفسه الضامن للعهد الأفضل. 7\22، ويسوع المسيح، راعي حياتنا، يعطينا الشفاء الكامل، الروحي والجسدي، طالما نحن في هذه البرية وكما أعطى الله شعب إسرائيل وعدا بالشفاء بواسطة موسى، هكذا أعطى يسوع لتلاميذه وعداً بالشفاء قبيل صعوده للسماء: " وهذه الآيات تتبع المؤمنين، يخرجون الشياطين باسمي ويتكلمون بألسنة جديدة. يحملون حيات وإن شربوا شيئاً مميتا لا يضرهم ويضعون أيديهم على المرضى فيبرأون" . مر 16\17. هذا هو وعد الشفاء الإلهي الذي نتمسك به، والذي يتحقق بالإيمان وفيما بعد أكد الروح القدس قوة الشفاء هذه عندما قال على فم الرسول يعقوب:" أمريض أحد بينكم فليدع شيوخ الكنيسة فيصلوا عليه ويدهنوه بزيت باسم الرب، وصلاة الإيمان تشفي المريض والرب يقيمه، وإن كان قد فعل خطيئة تغفر له. اعترفوا بعضكم لأجل بعض لكي تشفوا. طلبة البار تقتدر كثيراً في فعلها" . يع 5\14 وهكذا في كل من العهدين القديم والجديد نرى أن موقف الله ثابت، وهو أن إرادته تجاه الإنسان ليست المرض بل الشفاء، فهو لا يريد لنا الموت بل الحياة. ان اسمه "يهوه رفا" ، أي " الرب الشافي" خر 15\26. ينبغي أن نسبح اسمه من أجل هذا الشفاء والقوة المحررة من سلطان المرض ومرة أخرى قال الله لشعب إسرائيل: " وتعبدون الرب إلهكم فيبارك خبزك وماءك وأزيل المرض من بينكم، لا تكون مسقطة ولا عاقر في أرضك، وأكمل عدد أيامك". خر 23\25-26 لم يرد الله للإسرائيليين أن يعانوا من المرض أو يموتوا قبل انقضاء أيامهم، فكم بالحري يريد لنا نحن مؤمني عهد النعمة؟! نلاحظ من البداية حتى لا يذوق الموت، وحتى بعد أن خضعنا للموت بسقوطنا في العصيان ما زال الله يريد لنا أن نطيعه فنشفى من أمراضنا إسأل نفسك هذا السؤال: " هل مشيئة الله لي هي أن أحيا بحسب وصاياه وأشفى"؟ والإجابة بدون تردد هي : " بالتأكيد إنها إرادة الله". لماذا إذا نتشكك في هذا الأمر، لماذا نحن بطيئو القلوب في الإيمان؟ من الضروري أولا أن نعترف بكل أخطاء الماضي عندما كنا نعيش تحت اللعنة نعاند الله ونقاومه بحسب مشيئة إبليس، وبعدئذ يمكننا التقدم بجرأة إلى عرش النعمة ونطلب الشفاء في إسم يسوع المسيح، والكتاب يقول:" وهذه هي الثقة التي لنا عنده أنه إن طلبنا شيئاً حسب مشيئته يسمع لنا، وإن كنا نعلم أنه مهما طلبنا يسمع لنا نعلم أن لنا الطلبات التي طلبناه منه".1يو 5\14 وحتى لو لم تر عيوننا الجسدية أي تحسن ولم تشعر أحاسيسنا بأي تقدم، لكن بتمسكنا بمواعيد الله ومشيئته سننال الشفاء من أمراضنا. دعونا ننهض من أمراضنا بإيمان عالمين أن الشفاء قد صار لنا فعلاً. صدق كلمة الله سبح إسم يسوع الذي هو فوق كل إسم، يسوع المسيح شافينا الذي هو فوق كل مرض وموت. ملاحظة هامة: في كثير من الأحيان تأتي أيات توحي وكأن الله هو الذي يصيب (مثل أصابه الرب بالوبأ....) ويستند عليها الكثيرون في أثبات أن الرب يمكن أن يمرض أو يلعن في حين الذي يدقق سيجد أن الكتاب لا يتضارب بأنه يقول كل عطية صالحة Good هي من عند الله واللغة الأصلية للكتاب المقدس (اليونانية والعبرية) أعمق من العربية والأنجليزية حيث أن كل أية يأتي بها ذكر بأن الله يفعل شيء سلبي مثل اللعنات, تأتي كصيغة سماحية Permissive وليست مسببية Causative هذه الصيغ لا يمكن أن تترجم حرفيا لأنها صيغة وليست كلام حرفي, هي معنوية أكثر من ما هي حرفية, هي روح الكلام وليس حرف الكلام لذا عجزت الترجمات عن وضعها في كلمات *الصيغة السماحيةPermissive أي الله سمح بها ولكنها ليست أرادته الصاحة الكاملة المرضية رومية 12 : 1 – 2 , ونحن علمنا أن الله يسمح بها لأن الأنسان سمح قبلها. بلا شك عندما نقرأ قبل الأية وبعدها سنجد أن الأنسان هو الذي فتح ثغرة لأبليس *الصيغة المسببيةCausative أي الله يريدها وهي دائما تأتي مع الأيات التي فيها خير ومحبة الله |
|