اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nasser
يونان والتمرد الشخصى:
كيف تملم الله إلى يونان وبأية صورة جاء هذا الكلام نحن لا نعلم غير أننا ندرك أن يونان تحول إلى بركان من الثورة وتمرد على الرسالة هل يرجع تمرده إلى شىء فيه أم شىء فى المدينة نفسها؟
يعتقد البعض أن الرسالة فى حد ذاتها كانت لا تتجاوب مع طبيعة يونان فيونان واسمه"حمامة"
وهو أدنى إلى طباع الحمام ووداعته ليس من السهل عليه أن يتحدث بلغة الزجر والشدة والانقلاب...والبعض الآخر يعتقد أن يونان تمرد على الرسالة لأنه بطبعه يكره هذه المدينة وهى مدينة وثنية تتربص ببلاده وشعبه بالغزو والفتح
ويرى غيرهم أن الأمر يرجع أكثر من ذلك إلى يقين يونان فى الله إذ أبصر من وراء ندائه القاسى على المدينة بالانقلاب نداء آخر بالرجوع والتوبة وخاف هو أن تتوب المدينة وترجع فيعفو الله ويسامح إذ هو"إله رؤوف ورحيم بطىء الغضب وكثير الرحمة ونادم على الشر"...
(يونان2:4)وهو لايريد لنينوى هذا...
يونان والهروب العكسى:
إن قصة يونان لا تتحدث عن نينوى فحسب لكنها-أكثر من ذلك-تكشف عن إحسان الله ومعاملته لخدامه حتى فى لحظات الضعف والتمرد وقصة الرجل فى هروبه تكشف عن بعض الوقائع المثيرة..لعل أولهاأن الأجرة الجاهزة أو السفينة المقلعة ليست بالضرورة دليل العناية أو الموافقة الإلهية ولا يجوز لإنسان أن يندفع فى رغبة ما تتمشى مع هواه ويبصر بعض خطواتها سهلة فيعتقد أن هذا هو الجواب المؤكد من الله بالموافقة على العمل بصرف النظر عن طبيعته وفحواه...
على أن الأمر الثانى..أن الهروب العكسى قد لايضر بنا وحدنا بل قد يضر أيضاً بالآخرين الذين قد تجمعنا معهم سفينة الحياة وذلك لأن هروب يونان كاد أن يؤدى(لابحياته هو)بل بحياة الملاحين الذين كانوا فى السفينة معه أيضاً...
ومع أن الله عادة يحاسب كل إنسان على حدة وبخطاياه دون أن يمتد هذا إلى غيره لكن السفينة التى تحملنا معاً تتعرض للضياع لأن فرداً فيها قد يكون فى الاتجاه العكسى لطريق الله...فإننا نعلم أن وجود بولس فى السفينة التى أقلعت إلى روما كان السبب فى إنقاذ جميع الركاب وعددهم مائتان وستة وسبعون"لأنه وقف بى هذه الليلة ملاك الإله الذى أنا له والذى أعبده قائلاً:لاتخف يا بولس ينبغى لك أن تقف أمام قيصر.وهوذا قد وهبك الله جميع المسافرين معك.لذلك سروا أيها الرجاللأنى أؤمن بالله أنه يكون هكذا كما قيل لى"
أع27(23-25)...
وثالثاً:إننا قد نصل فى الهروب إلى درجة التثقل بالنوم العميق حتى يأتينا التوبيخ من أهل العالم كما وبخ رئيس النوتية يونان...وأنها لمأساة محزنة لكثيرين من أبناء الله فى سقطاتهم عندما يفعلون مالايفعله أبناء العالم أنفسهم ويقف المرء متعجباً:كيف يمكن أن ينحدر المؤمن فى بعض لحظات الزمن إلى مالايسقط فيه العالمى..ألا نتعجب إذ يأخذ إبراهيم درسه من فرعون أولاً وأبيمالك ثانياً؟ويأخذ اسحق نفس الدرس لأن الأب أو الإبن لم يعط الصورة الصحيحة الكاملة عن سارة أو رفقة باعتبارها زوجته ولولا حماية الله لحدث الضرر الذى كان لايمكن تجنبه...
|
مُشاركة حضرتك جميلة
صحيح ..
كثيراً ما يتأثر ركاب سفينة حياتنا بقرارات او اخطاء لنا
وليس كل شئ سهل في خطواته يكون حسب مشيئة الرب أو موافقته
... ليتنا نسمع لتوبيخ الأكبر ما سناً .. او الأب الكاهن
لأن أكيد كلامهم ونصائخهم علي صواب
اشكرك استاذ ناصر لمحبتك الكبيرة ... ربنا يعوض تعبك