منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 09 - 02 - 2016, 09:33 AM
الصورة الرمزية magy
 
magy Female
..::| العضوية الذهبية |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  magy غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122887
تـاريخ التسجيـل : Jan 2016
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 6,797

المـــرض
----------


كانت سعاد إخصائية إجتماعية... نشيطة... محبوبة... وكانت شعلة نشاط في بيتها وفي المدرسة التي تعمل بها، ولم يكن لها إلا ابنه واحدة وزوج طيب... وبيت هادئ... ولم تكن علاقتها بالكنيسة قوية.
كانت سعاد علي خلاف قديم مع أختها... من وقت إنتقال والدتهما ودخل الشيطان بينهما... ولم تعد تكلمها بالسنين، وكلما تذكرتها أحست بغضب داخلي... وتذكرت كل الكلام الصعب الذي دار بينهما... وكانت تردد بداخلها "منها لله...".


تزوجت ابنتها وسافرت مع زوجها للبلاد العربية... وتحوّلت علاقتهما إلي تليفونات يومية ودعوات حارة.
أحست سعاد بتعب غريب في قدميها... وثقل في الحركة... وبدأت رحلة العلاج... وإنزعجت جداً من تشخيص الأطباء، الذي فاجئها أنه مرض في الأعصاب، سيصيبها بشلل قريب وليس له علاج.
بكت سعاد بشدة وتذمرت... واعترضت... وقالت "ليــه؟" واستطاع زوجها أن يُحضر أبونا الكاهن ليشجعها... ولكنها كانت جافة جداً معه... وكانت دائماً تقول "أنا كنت عملت إيه وحش علشان يحصل كدة" وحاول أبونا أن يقنعها بحب الله... أبونا السماوي... وبركات الألم والتجربة... ولكنها كانت تسمع غير مقتنعة... وبعصبية شديدة كانت ترفض كل تشجيع.
زاد المرض... ولم تعد قادرة علي الحركة بقدميها... وكانت أول يوم تجلس فيه علي الكرسي المتحرك... يوماً حزيناً لا تنساه.
وجاءت ابنتها بضعة شهور لتخدمها... ولكنها لم تستطع أن تمكث معها أكثر من ذلك، من أجل زوجها وطفلتها.
وظل زوجها صالح... زوجاً صالحاً... يخدمها ويصبَّرها ويحاول معها حتي أن تتناول في البيت، ولكنها بغضب كانت ترفض كل شيء.


جاءت لزيارتها إيمان –خادمة من الكنيسة- كانت تعمل معها في نفس المدرسة، وكانت تحبها... وبكت معها وهي تسمع شكواها... وإحباطاتها... وكانت إيمان قد صلّت كثيراً قبل هذه الزيارة... لكي يعطيها الله نعمة في الكلام مع سعاد المُجرّبة... وإستأذنت إيمان سعاد في أن تقرأ لها جزء من الإنجيل، كما تعوّدت في زيارة الإفتقاد... فأذنت لها سعاد علي مضض. واختارت إيمان رسالة يعقوب الإصحاح الأول لتقرأه لصديقتها القديمة... "احسبوه كل فرّح يا إخوتي حين تقعون في تجارب متنوعة... إن امتحان إيمانكم ينشئ صبراً... ليكن لكم عمل تام لكي تكونوا تامين..., وإن كان أحد تعوزه حكمة فليطلب من الله الذي يعطي الجميع بسخاء... ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب...."
وبدأت إيمان تشرح كيف يمكن للتجربة أن تصير سبب فرح بالإيمان وبالصلاة والصبر... والعمل التام...
وفتح الله قلب سعاد لتسمع هذه المرّة، وقالت لها "طيب أنا ممكن أعمل إيه دلوقتي؟!"
أجابتها إيمان وقالت لها "كفاية تذمر... إيه رأيك تقولي يا ربي يسوع المسيح أشكرك... يا ربي سامحني علي كل حاجة... يا ربي ساعدني علي إحتمال المرض".
قالت سعاد لأول مرّة حاضر... هأحاول ... وإيه كمان؟
قالت لها إيمان "وتحاولي كل يوم تقرأي إصحاح بتمعن وتصلي بالأجبية باكر ونوم وتسمعي شريط وعظة".
ضحكت سعاد وقالت لها "بالراحة عليّ يا إيمان"، فقالت إيمان بإيمان "صدقيني جربي وهتشوفي إن نفسيتك هتكون أحسن... وأنا هأطلب من أبونا يجي يناولك في البيت".

بدأ التغيير يظهر علي سعاد... وظلت إيمان تعاودها بالزيارة كل أسبوع... وتقرأ معها الإنجيل... ظلّت سعاد متمسكة بالشفاء في كل صلواتها... وظل الوقت طويلاً مملاً.

وفي زيارة بعد شهرين... سألت سعاد إيمان... الآية اللي بتقول "ليكن له عمل تام" إيه اللي ممكن أعمله وأنا كدة؟ مش بأتحرك برجليّ؟.
ترددت إيمان وقالت بحكمة، خلينا نصلي الأسبوع ده وربنا يفتح لنا باب للخدمة يناسبك.
وذهبت إيمان تسأل أب إعترافها... بماذا ينصحها؟!!!
فأجاب أبونا "التليفونات ممكن تبقي خدمة... خليها تسأل علي الناس التعبانة وتقول لهم كلمة حلوة... آية أو حكمة... وبالذات الذين في وحدة أو مسنين أو حتي المرضي اللي زيها".


رجعت إيمان بالإجابة لسعاد... التي فاجأتها وقالت لها "أنا كمان لقيت فكرة مشابهة... أنا مسجلة علي الموبيل حوالي 100 تليفون ناس معرفة... هأبعت لهم كل كام يوم آية من اللي بأقرأها لأني هأكسف أكلم الناس كتير لحسن يزهقوا مني.
فردت إيمان "رائع... فكرة هايلة، ومش لازم تبقي نفس الآية، فرصة تكتبي الآيات وتحفظيها.


بدأت سعاد هذه الخدمة... وتقدمت بسرعة غريبة وكانت ردود الأفعال رائعة... رجعت لها تليفونات كثيرة بالشكر والتقدير... والبعض ممكن يتكلم يسألها عن معني الآية وهي تحاول تشرح بعد أن تبحث في التفاسير والعظات... والبعض كان يقول لها "الآية جت في وقتها"... وأصبحت هذه الخدمة تأخذ منها ساعات كل يوم... وتغيّر وجهها... ورجعت إبتسامتها وسعادتها... وأصبح كل من يزورها يتمتع بكلمات النعمة الغزيرة وبروحها الحلوة.

وبعد سماع عظة مؤثرة عن التسامح... ومع النمو الروحي الملحوظ... تحرك قلبها تجاه أختها التي فارقتها من سنين بسبب الخصام والقطيعة... وتجاسرت سعاد بعد صلاة حارة وكلمتها بالتليفون... وبكت الإثنتان تأثراً وتسارعت أختها بزيارتها في اليوم التالي... وكان لقاءً حاراً... فيه إعتذار وندم متبادل... ورجعت المحبة القديمة أقوي من زمان.


قالت سعاد لزوجها يوماً... عارف يا صالح أنا دلوقتي بس بأشكر ربنا بجد علي المرض... أنا حياتي النهاردة أحلي جداً من زمان... وحاسة إن ليَّ لزوم ورسالة... عمري ما حسيت بالإحساس ده زي دلوقتي. تصور إني بطلّت أقول "يارب إشفيني" من غير ما أحس. كل صلاتي دلوقتي "يارب يسوع سامحني... يارب إهدي الناس كلها".
أجاب صالح "أنا كمان إتعلمت منك أحب الإنجيل والكنيسة... إنتِ مرضك جه بركة لينا كلنا".


"نشكر ربنا علي كل حال"

رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الخدمة هي الحل
الوحــدة / الخدمة هي الحل
الخدمة هي الحل
الخدمة هي الحل (1)
الخدمة هى الحل


الساعة الآن 04:01 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024