18 - 06 - 2012, 11:48 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
عصا هارون التي أفرخت
وفي الغد دخل موسى إلى خيمة الشهادة وإذا عصا هارون لبيت لاوي قد أفرخت: أخرجت فروخاً وأزهرت زهراً وأنضجت لوزا (عد17: 8)
اثنتا عشرة عصا كانت موضوعة أمام الرب، وكلها كانت ميتة على السواء، ولا توجد أية علامة للحياة فيها. ولكن عندما أتى الصباح، حدثت معجزة عجيبة: عصا واحدة، وهي التي نُقش عليها اسم هارون، أصبحت ممتلئة بالحياة، وقد أخرجت فروخاً وأزهرت زهراً وأنضجت لوزاً، للدلالة على أن هارون هو الشخص الذي اختاره الله وقتئذ للخدمة الكهنوتية. لم ترَ عين ما، التغيير الذي حدث، ولكن عندما جاء موسى في الصباح، كانت توجد شهادة نابضة بالحياة الفائضة. وهذا يذكرنا بذلك الصباح الذي أتت فيه النساء إلى القبر أول الفجر، ووجدن الذي يبحثن عنه مُقاماً وليس ميتاً. فإن يسوع المُقام من الأموات هو التعبير الحقيقي للعصا التي أفرخت. ويا لروعة انطباق الرمز على الحقيقة، فإن معجزة إفراخ العصا حدثت في « اليوم الثالث » الأمر الذي يمكن لنا استنتاجه من تكرار كلمة « الغد » في عدد16: 5، 41؛ 17: 8.
ومن ثم فإن هذه العصا التي دبت فيها الحياة بعد جفافها أو بالحري بعد موتها، كانت رمزاً إلى أن المسيح لم يكن ليبقى في القبر ميتاً، بل أن يحيا ويقوم من الأموات، ودليلاً أيضاً على أنه هو الشخص الذي اختاره الله للكهنوت الحقيقي، ليقود شعبه الضعيف والخائر أثناء مسيرة البرية. وقد أشار الوحي إلى هذه الحقيقة فقال للمؤمنين عن المسيح إنه قام بقوة حياة لا تزول صائراً رئيس كهنة (عب7: 16).
والعصا المُفرخة والمُزهرة أُظهرت بعد ذلك للناس لمشاهدتها (عد17: 9). فالمعجزة تقررت بشهود كثيرين، وكذلك نحن نقرأ في سفر الأعمال عن ربنا المُقام « هذا أقامه الله في اليوم الثالث وأُعطى أن يصير ظاهراً ليس لجميع الشعب، بل لشهود سبق الله فانتخبهم » (أع10: 40،41 قارن أع1: 3؛ 1كو15: 4-8). ولقد « تعين ابن الله بقوة من جهة روح القداسة بالقيامة من الأموات » (رو1: 4).
وبعدما أُظهرت العصا للشعب، وُضعت في حضرة الرب، هكذا عندما أقام الله المسيح من الأموات « ظهر أياماً كثيرة للذين صعدوا معه من الجليل إلى أورشليم الذين هم شهوده عند الشعب » (أع13: 31)، ثم « جلس في يمين العظمة في الأعالي » (عب1: 3).
فايز فؤاد
|