رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الإنـسان الروحي (3) لنيافة الأنبا أثناسيوس أســقف بني مــزار والبهنـــسا ٢٠ أكتوبر ٢٠١٥ الإنسان الروحي يؤمن باللهالموجود ولا يخلومنه الوجود أبداً ، و أنه واهب الحياة للعالم بروحه القدوس ، ومقدس الوجود بذاته بقداسته وبه نحيا ونتحرك ونوجد ( أع 17 : 28 ) . نحيا شاكرين إياه ، راجين منه الحياة النقية والتوبة الزكية واليقظة الروحية ، والغيرة المقدسة و السهر الدائم ، والسلوك بتواضع وودعاة ولطف بمحبة في خوف الله لنثمر ثمار الروح ثلاثين وستين و مائة . فعندما خلق الله الإنسان من تراب الأرض و نفخ في فيه ، فصار آدم نفساً حية ( تك 2 : 7 ) . وهذه النفخة صيّرت آدم شبهها فهي من الله القدوس فأصبح آدم مقدس منه . الله حـــيّ فأصبح آدم نفساً حية لا تموت. الله بسيط في طبيعته وكان آدم بسيطاً أيضاً . أي أصبح آدم هو صورة الله خالقه في البر و القداسة ، و عاش في الفردوس والله كان معه أيضاً في الفردوس . وهذه هي صورة آدم التي هي صورة الله غير المنظور في البر وقداسة الحق . وعندما سقط في الخطية والعصيان وأصبح محصوراً بين الخير و الشر ، و الروح و الجسد ، و الحلال و الحرام ، و الحياة و الموت . و لكن الله نصحه قائلاً : ” جعلت اليوم قدامك الحياة و الخير و الموت و الشر . أُشهِد عليكم اليوم السماء و الأرض قد جعلت قدامك الحياة و الموت البركة و اللعنة فإختَر الحياة لكي تحيا أنت و نسلك إذ تحب الرب إلهك و تسمع لصوته و تلتصق به لأنه هو حياتك ” ( تث 30 : 15 و 19 و 20 ) . لذا يقول الرب أن الإنسان خُلِـق على صورته أي في البر و قداسة الحق . و لمّا لم يُطع الإنسانُ اللهَ فَـقَـد الصورة الإلهية ، و فقد الحياة والتصق بالموت و اللعنة و الشرّ . و لم يرَ أحدٌ صورة آدم قبل السقوط . لذا في ملء الزمان ظهر الله بصورة منظورة ليعلن فيها إنسانيته ( صورة آدم التي خُلِـق عليها ) في المسيح يسوع – صورة الله غير المنظور – ( كو 1 : 15 ) . فنظر أجيال آدم صورة أبيهم في صورة الله المنظور أي يسوع المسيح ، الذي جاء ليس فقط ليعلن صورة آدم بل صورة الله الغير المنظور، بل أيضاً يفدي البشرية بموته ويعطيها الحياة مرة أخرى ، وقيامته ويجلسها معه في السموات ( أف 2 : 6 ) مع أبيه الصالح وذلك بمسح الخطية بدمه المسفوك على عود الصليب . أنتظرونا في الجزء الرابع… |
|