الأعياد اليهودية لها أهمية خاصة جداً في الحياة الدينية عند شعب إسرائيل، فلم تمكن أبداً مجرد احتفالات ترفيهية. وهذه الأعياد قد حُددت مواعيدها من قِبَل السيد الرب الذي دعاها ” مواسمي ” = ” محافل مقدسة “. وقد سجل سفر اللاويين ” سبعة أعياد “، بالإضافة إلى العيد الأسبوعي وهو السبت ( أنظر لاويين 23 ). ولم تكن الأعياد في العهد القديم بالمفهوم الحديث للعيد، من جهة الاستمتاع بالطعام والنزهة أو المرح، ولكنها كانت مؤسسة على مذبح التقدمات وعبادة الله بخوف ورعدة أي بتقوى شديدة. وذلك لأن العيد من وضع الله القدوس المهوب والمخوف المملوء مجداً …
والأعياد اليهودية السبعة الكبرى، مرتبطة بمواسم الزراعة والحصاد في الربيع والخريف، وعندما وُضعت كان شعب إسرائيل شعباً زراعياً بالدرجة الأولى.
كما أنها مرتبطة بالسنة القمرية وليست الشمسية. ومما هو جدير بالملاحظة، أن عدد هذه الأعياد سبعة، ورقم ” سبعة ” بمفهوم التوراة يرمز إلى الكمال والتمام: فبعد خلق العالم، استراح ألله في اليوم السابع ( تكوين2: 2 – 3 )، وبناء على ذلك يحتفل الشعب اليهودي براحة السبت من كل أسبوع، ويكون ذلك اليوم مخصص للعبادة ( خر16: 23 و 30 ).
+ ونلاحظ أيضاً أن الشهر السابع من السنة، حسب العهد القديم، له قداسة خاصة، إذ يقع في هذا الشهر ثلاثة أعياد هامة ( لاويين 23: 24و27 و 34 ).
- تٌمنع زراعة الأرض في السنة السابعة كي تستريح الأرض ( لاويين25: 4 ) .
- سبع سنين سبع مرات ( 49 سنة )، ثم في السنة الخمسين، تكون سنة يوبيل، تُترك الديون ويُعتق العبيد ( لاويين25: 8 – 12 )
عموماً والأهم أننا نجد أن الله أوصى موسى النبي بكيفية الاحتفال بكل عيد، ونجد إن في كل عيد إشارة واضحة للرب المسيح كلمة الله في ملء الزمان وقد انطبقت الأعياد تمام الانطباق عليه إذ تممها بدقة وصار هو العيد الحقيقي …
ومن الملاحظ أن الأعياد اليهودية في العهد القديم وقبل مجيء الرب يسوع بقترة طويلة جداً كانت مؤسسة على الأسفار المقدسة وبخاصة التوراة، وقد أصبحت بعد مجيء الرب يسوع وبخاصة الآن مؤسسة على مدارس مختلفة كثيرة من التفاسير والتعاليم !!!
أسماء الأعياد اليهودية :
+ الفصـــــح 14 نيسان (أو أبيب – ويقابله مارس وإبريل) = العبور = البصخة = الخلاص من عبودية مصر، ويحتفل به بذكرى عبور الملاك المهلك ونجاة الشعب بدم الخروف على القائمة والعتبتين
+ الفطيــــــر من 15 حتى 21 نيسان = الربيع = حياة جديدة = التخلص من الخميرة، تذكار السبعة أيام الأولى من الخروج عندما ترك العبرانيون مصر في عجالة حيث لم يكن لديهم وقت لإضافة الخميرة لعجينهم
+ الباكورات 16 نيسان = الربيع = بداية الحصاد = تقديم باكورة الزروع لله،
+ الأسابيع أو الخماسين 6 سيفان ( يقابله شهري مايو ويونيو) = الربيع المتأخر = حصاد جميع محاصيل الربيع، فهو يميز بنهاية الحصاد وتقديم بكورات الأثمار
+ الأبواق أو رأس السنة 1 تشري (أو أَيْثَانيِم – ويقابله شهري سبتمبر وأكتوبر) = بداية الخريف = النفخ في الأبواق للمحفل المقدس وفيه تذكار ذبح إسحق، يتم فيه نفخ أبواق قرون الأيل أو الأبواق لدعوة الشعب للإستعداد ليوم الكفارة أي يوم كيبور، وقد أصبح مؤخرا رأس السنة اليهودية أي روش هاشنا
+ يوم الكفارة 10 تشري = الخريف = عيد مقدس لتقديم ذبائح يوم الكفارة ( يوم كيبور )، وهو ويوم الغفران (يوم كيبور)، هو أكثر أيام السنة قداسة عند اليهود. ففيه يقدم رئيس الكهنة ذبائح خطية للتكفير عن خطايا كل الشعب ويدخل لقدس الأقداس ليقدم البخور
+ المظــــــال من 15 إلى 21 تشري = الخريف = نهاية حصاد محاصيل الخريف = تذكار الخيام التي سكن فيها شعب إسرائيل في البرية لمدة 40 سنة .
تعتبر ثلاثة أعياد مما سبق الأعياد الكبرى في إسرائيل وهي:عيد الفصح بصخة ، عيد الأسابيع (بنتقسطي)، عيد المظال (ساكوت)، وهذه الثلاثة أعياد الكبرى يُطلق عليها غالباً أعياد الحج لأن فيها مطلوب من كل الذكور أن يسافروا لأورشليم في الهيكل ليشاركوا فيها: [سبعة أيام تعيد للرب الهك في المكان الذي يختاره الرب لأن الرب إلهك يبارك في كل محصولك وفي كل عمل يديك فلا تكون إلا فرحاً. ثلاث مرات في السنة يحضر جميع ذكورك أمام الرب إلهك في المكان الذي يختاره في عيد الفطير وعيد الأسابيع وعيد المظال، ولا يحضروا أمام الرب فارغين، كل واحد حسبما تعطي يده كبركة الرب إلهك التي أعطاك ] (تثنية 16: 15 – 17)
أيام مقدسة أخرى
بالإضافة إلى الأعياد السابقة تم حفظ الأعياد الأتية:
1- السبت(خر 20 : 8- 11 ؛ عدد 28 : 9- 10 ؛ تث 5 : 12 – 15)- وهو اليوم السابع، وهو يُعتبر أقدم وأقدس الأيام المقدسة فهو يذكر براحة الله في اليوم السابع بعد الخليقة وكذلك انقاذه لبني إسرائيل من عبودية المصريين. فقد كان يحفظ بالراحة وتوقف العمل من الغروب إلى الغروب . وفيه أيضا يتم تقديم حملين إضافيين للذبائح. وهو يوم يعتبر للتفرغ للعابدة ويقابله يوم الأحد يوم القيامة، أي يوم الراحة الجديد بقيامة يسوع من بين الأموات.
2- القمر الجديد (عد 10 : 10؛ 28 : 11 – 15)- يتم الاحتفال بكل شهر جديد بالنفخ في الأبواق وتقديم ذبائح إضافية.
3- السنة السابعة (خر 23 : 10 -11 ؛لا 25 :16 -25 ؛ تث 15 : 1 -11 )- بعد دخول العبرانيين أرض كنعان كان عليهم أن يتركوا الأرض بدون زرع والكروم بدون جمع كل سبع سنوات. ففي السنة السابعة يتم مشاركة نتاج الأرض والكروم مع الفقراء، والخدم، والغرباء، ويتم التنازل عن جميع الديون وعتق جميع العبيد العبرانيين.
4- سنة اليوبيل (لا25 :8 -55 ؛27 :16 -25) – بعد حفظ احتفالات للسنة السابعة أي بعد 49 سنة، وفي السنة الخمسين تأتي سنة اليوبيل، تترك فيها الأرض بدون زراعة لمدة سنتين متتاليتين ( السنة 49 ، 50). فقد وعد الله بأن محصول الستة سنوات الأخيرة سوف يكفي احتياجات الشعب لمدة ثلاث سنوات لحين انتاج المحصول مرة أخرى. وفيه أيضا يتم إرجاع الممتلكات لأصحابها الأصليين أو للورثة الشرعيين، وأعتاق جميع العبيد العبرانيون.