رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لماذا التطرف - فلنحذر جداً
المشكلة التي تقابلنا دائماً في الطريق الروحي هو التطرف في الأفكار التي تقذف بنا بعيداً عن الطريق المستقيم حسب مسرة مشيئة الله بتدبير صالح في خطوات صحيحة حسب الإنجيل، فكثيرين حينما يرون مبالغات كثيرة مع تضارب في بعض الموضوعات مثل الصوم وغيرها من الممارسات الموروثة والمترسخة بالتعليم الخاطئ عند البعض، فعوض عن موازنة الأمور وتصحيحها - في هدوء المحبة - يحدث تطرف ورفض كل شيء بيقدم بقلب طاهر في بساطة المحبة.... فمثلاً بسبب بعض المبالغات والدفاع المستميت في موضوع الصوم بالبقول وكأنها هي التي تُدخل الملكوت وتُصلح الحياة، والتركيز على أن حياة التقشف والتبتل أفضل وأمجد من الزواج، والتأكيد على أن الزواج لم يحدث إلا بسبب السقوط، فَقَدَ الناس قُدسية الزواج وركزوا على أن البتولية أو الرهبنة حالة أمجد وأفضل وأحسن للسير في الطريق الروحي، حتى أن بعض الناس في ذهنهم يرون أن الزواج ضعف إنساني وسقوط تحت الشهوة، وهذا تعليم أفسد بعض الأذهان عن البساطة التي في المسيح ودخلوا في لوثة عقلية مضطربة أفسدت القصد الإلهي في الخليقة، وبدأ البعض ينظر للزواج على أنه مرتبة ثانية أو يقلل من شأنه كأنه خطية أو ضعف إنساني وينظر للرهبنة والتكريس على أساس أنهما الطريق الحقيقي المؤدي للحياة الأبدية، وهذا كله نشأ بسبب التركيز على حياة الرهبنة، وأن كل واحد عاش مع الله ترك العالم وترهبن وتقشف وعاش بالشح القليل والزهد في كل شيء من مأكل وملبس ومأوى.. الخ، مع أن هذه كانت حالات خاصة تخص أصحابها فقط ولا تنفع للجميع، لأن الرسل أنفسهم لم يترهبنوا وليس كل واحد عاش مع الله ترهبن أو تبتل، ولا الله أمر أحد بهذا ولا وضعه وصية عامة على وجه الإطلاق... والبعض حينما انفتح على الإنجيل وفهم الأمور بشكل صحيح، بدأ يرفض كل ما هو موروث تماماً واعتبر أن أي كلام فيه ما هو إلا وثنية وارتداد عن الحق، حتى أنه رفض الصوم والبتولية بل والرهبنة أيضاً لحد التطرف، وبدأ ينظر إليهم على أنهم شيء بغيض وضد الحق ومن أشكال الوثنية... طبعاً هذا يعتبر تطرف غير مقبول بالطبع بل مرفوض شكلاً وموضوعاً، لأن من كرس قلبه ووضع في قلبه أن يكرس حياته لله الحي ببساطة المعيشة بإيمان حي في المحبة هو شخص باع حياته لخالقه فصار جديراً بأن يكون هيكل حي مملوء حب لله الحي ويشع منه نوره وحياته صارت شهادة أمام الكل عن عمل الله فيه.... أولاً لنرى رأي الرسول نفسه في موضوع الأكل بالبقول وعدم أكل بعض الطعام نفسه: [ ومن هو ضعيف في الإيمان فاقبلوه، لا لمحاكمة الأفكار. واحد يؤمن أن يأكل كل شيء، وأما الضعيف فيأكل بقولاً. لا يزدرِ من يأكل بمن لا يأكل، ولا يدن من لا يأكل من يأكل، لأن الله قبله. من أنت الذي تُدين عبد غيرك، هو لمولاه يثبت أو يسقط، ولكنه سيثبت لأن الله قادر أن يُثبته ] (رومية 14: 1 - 4)فمكتوب يا إخوتي "لأن ليس ملكوت الله أكلاً وشرباً. بل هو برّ وسلام وفرح في الروح القدس" (رومية 14: 17)، "ولكن الطعام لا يقدمنا إلى الله. لأننا أن أكلنا لا نزيد وإن لم نأكل لا ننقص" (1كورنثوس 8: 8)، "ألا تفهمون بعد أن كل ما يدخل الفم يمضي إلى الجوف ويندفع إلى المخرج" (متى 15: 17)، "الأطعمة للجوف والجوف للأطعمة والله سيبيد هذا وتلك ...." (1كورنثوس 6: 13)، "لا تنقض لأجل الطعام عمل الله. كل الأشياء طاهرة لكنه شرّ للإنسان الذي يأكل بعثرة" (رومية 14: 20) عموماً شكل وطريقة الصوم لا تعيب الإنسان قط، ولا أحد اليوم يصوم لأن الأكل شرّ، فلا الصوم بالبقول هايدخل الملكوت ولا من غيرة حتى، الموضوع موضوع قلب مش طريقة أكل، فلا يصح الدفاع عن أي شكل للصوم بأي حال ولا مقاومته، ولا يصح اتهام من يصوم بالبقول أو بأي طريقة ان كانت على أنه ضعيف في الإيمان أو أن الرسول يقصده في الكلام السابق ذكره، لأن هذا يتعلق بالضمير وقبول الله للنفس فقط لا غير، لأنه لا يصح أن نحكم على بعضنا البعض قط، لأنه لم ولن يوجد فينا من هو فاحص الكلى والقلوب ويعرف خفايا القلب سوى الله وحده فقط لا غير.... "ولكن الروح يقول صريحاً أنه في الأزمنة الأخيرة يرتد قوم عن الإيمان تابعين أرواحاً مضلة وتعاليم شياطين، في رياء أقوال كاذبة موسومة ضمائرهم مانعين عن الزواج، وآمرين أن يُمتنع عن أطعمة قد خلقها الله لتُتَناول بالشكر من المؤمنين وعارفي الحق، لأن كل خليقة الله جيده ولا يُرفض شيء إذا أُخذ مع الشكر لأنه يُقدس بكلمة الله والصلاة" (1تيموثاوس 4: 9 - 4) طبعاً أرجو التمييز بين كلام الرسول هنا وبين من يصوم بأي طريقة ان كانت، أو يقدم حياته لله في صورة البتولية، لأنها حالات خاصة وشخصية بين الإنسان والله، فلا يصح لمن يتبتل (لأنها دعوة خاصة لهُ من الله لغرض وهدفٍ ما) أن يدين أو يُعلِّم أن هذا هو الطريق الأمثل للحياة مع الله، ولا الذي يتزوج ويخدم الله يدين من يتبتل ويعتبر أن الزواج هو الحالة الوحيدة المقدمة لله للجميع، فكل واحد له دعوته وحياته الشخصية التي لا تتفق مع آخر، فكل واحد له منهج وطريق، فلا يصح أن ندين بعضنا البعض أو نُعلِّم تعاليم في أي اتجاه ونحتقر أو نهين الاتجاه الآخر... لذلك فلنطلب روح تمييز وإفراز لكي نميز الأمور ونضعها في نِصابها الصحيح فلا يحدث تطرف أو إدانة لأحد الله قد قَبِله، لأن الله يقبل كل ما يقدمه الإنسان شرط أن يكون من قلب تائب يحيا بالإيمان العامل بالمحبة، ويشتاق ويطوق لله الحي لأنه يريد أن يدخل في شركة معه.... باعتذر للتطويل لكن أحببت أن أنوه كإرشاد روحي مقدم للجميع لكي ننتبه لخطواتنا فلا نتعثر ولا نصير محل عثرة لأحد قط، فلا ينبغي أن نُعلِّم بلا تمييز أو إفراز، لأنه ينبغي أن نراعي أن لا نضع حجر عثرة لأحد قط، وهذا هو قصد الرسول من كل الكلام الذي ذكرناه، ولابد من أن نعلم أن هناك فرق بين واحد بيصوم بالبقول - عن وعي ومحبة في شركة الكنيسة - ولم يُعلِّم برفض بعض الأطعمة، وبين واحد بيعلِّم برفض أطعمة معينة أو يبشر أن لأبناء الله أكل معين، أو واحد بيدافع عن البتولية كأنها هي الطريق للمكلوت وواحد عايشها بقلب وضمير صالح مقدماً حياته لله غير محتقراً للزواج بل يقدسه جداً... الرهبنة مش فيها خطأ، ولا البتولية فيها خطأ، ولا حتى الزواج فيه أي عيب أو خطأ أو ضعف، ولا في الطعام خطأ ولا في الصوم خطأ، ولا في البقول خطأ ولا في اللحم خطأ، الخطأ كله في ظلمة الفكر والجهل بالتدبير الإلهي في الخليقة وفي حياتنا الشخصية... كونوا معافين باسم الرب إلهنا آمين |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لماذا قام باكراً جداً؟ |
لماذا تعتبر الملائكة مهمة جداً في زمن جائحة كورونا؟ |
فلنحذر جداً وننتبه للغاية |
فلنحذر اذا من النهاية ، |
لماذا قال الله نهاية كل بشر قد أتت ومع ذلك إستثنى نوح حياً؟ |