كلمات للقديس سلوان الآثوسي
1- أما أفضل كنيسة لله فهي الروح. إن الذي يصلي في روحه يصبح الكون كله معبداً وهيكلاً له، لكن هذا غير معطى للجميع. كثيرون من البشر يصلون بشفاههم ويحبون الصلاة مستعينين بكتب الصلاة.
هذا حسن، فالرب يتقبل صلواتهم ويظللهم بنعمته. لكن إذا صلوا وفكرهم مشتت بأمور أخرى، فالسيد لا يستمع إلى صلاة كهذه. إن الذي يصلي عن عادة، لا يلقى تغييراً في صلاته لكن الذي يصلي من عمق القلب، فهو سيصادف تجارب كثيرة أثناء الصلاة: سيجد نفسه في حرب مع العدو وفي مصادمة مع نفسه ومع أهوائه وفي صراع مع البشر. وفي كل هذا، عليه أن يكون حذراً متيقظاً.
إن الآلام والأخطار علَّمت الكثيرين الصلاة. في يوم أتى جندي ليلتقيني في مخزن المأكولات، وكان راجعاً إلى تسالونيكي.
قلت له: "صل إلى الرب، أطلب منه وآلامك ستخف".
أجابني:"أنا أعرف أن أصلي. تعلمت هذا في الحرب، فعندما كنت في المعركة رجوت السيد أن يحفظني حياً، كانت القذائف تتساقط كزخات المطر، وتتفجر مضيئةً لامعةً، وقليل من الرجال بقوا أحياء. لقد اشتركت في معارك عديدة لكن السيد حفظني".
وبينما كان يتحدَّث أراني كيف كان يصلي، وبحسب حركة جسده تمكنت أن أحكم أنه بكليته كان غارقاً في الله.
2- كان في دير القديس بندلايمون في جبل آثوس مبتدئ عنده عادة الصلاة الدائمة كي يغفر له الله خطاياه، وإذ أخذ في تأمل ملكوت السماوات قال:"ربما أخلص إذا رجوت الله من كل قلبي، أن يغفر خطاياي، لكني إذا لم ألق أبوي في الفردوس فإني سأغتم متألماً لأجلهم لأني أحبهم. فما هو الفردوس بالنسبة لي، إذا كنت سأكون فيه حزيناً مغموماً بسبب والديَّ الذين يمكن أن يكونا في الجحيم؟".
واستمر هذا الفكر ستة أشهر ومرةً أثناء صلاة الغروب رفع المبتدىء نظره إلى أيقونة المخلص وصلى هذه الصلاة القصيرة:
"أيها الرب يسوع المسيح ارحمني أنا الخاطىء".
وها الأيقونة تصير السيد الحي. فامتلأت روح المبتدىء وجسده عذوبة فائقة، وعرفت نفسه السيد بالروح القدس، وعرف أيضاً أنه حين يملأ حب الله قلباً ما، فلن يعود بإمكانه تذكر أي إنسان، ومنذ تلك الحقبة، اشتعلت روحه حباً بالسيد
من كتاب القديس سلوان الآثوسي تعريب الأم مريم(زكا)