في سنة 177 م أثناء حكم ماركوس أوريليوس Marcus Aurelius استشهد عدد من المسيحيين في مدينتي ليون Lyons وفيينا Vienne، وقد عرفنا قصة استشهادهم من خلال رسالة أرسلتها هاتان الكنيستان إلى الكنائس في آسيا وفريجية Phrygia، والتي ما زالت محفوظة في كتابات يوسابيوس، وتعتبر من أثمن الوثائق المسيحية القديمة. تذكر الرسالة أسماء ثمانية وأربعين من هؤلاء الشهداء، الكثير منهم يونانيون، وكان من بينهم الفتاة الأمَة (العبدة) بلاندينا Blandina، الأسقف بوثينوس Pothinus، الشمّاس سانكتوس Sanctus، ماتورُس Maturus، الذي كان قد تعَمَّد حديثًا، أتَّالُس Attalus، وصبي يبلغ الخامسة عشر من عمره اسمه بونتيكوس Ponticus. عُذِّب هؤلاء الشهداء، واستثار المُعَذِّبين الجموع الموجودة على المسيحيين باتهامات باطلة. فأتُهِم بعض المسيحيين وأُهينوا بواسطة عبيدهم وخدمهم. مات الكثير منهم في السجن من سوء المعاملة والأحوال، وأما ذوي الجنسية الرومانية فقُطِعت رؤوسهم، والباقون قُتِلوا بواسطة الحيوانات المتوحشة.