كيف نقيم الأنشطة؟
أن المسئولية جد خطيرة، حتى لا يغيب عن أذهاننا دومًا أن الأنشطة أنشطة الكنيسة وأننا مدعوون، ليس لتكوين فرق ومجموعات ونشاطات، إنما مدعوون إلى معرفة الله وخدمة خلاص كل نفس.
لقد أتى المسيح ربنا لا ليغذى فرديتنا وعزلتنا وإنما ليجمع الكل فيه ويوحدنا بنفسه، ليجمع المشتتين والمتفرقين إلى واحد، والخادم الأمين هو الذي يحمل أخوته في قلبه باستمرار بكل الحب والاهتمام، يعرفهم (كمواهب واحتياج) ويوجههم إلى ما فيه نضج حياتهم وثراؤها، ليلمسوا عطية الله لهم وسخاء الرب خلال الأنشطة المصاحبة للخدمة، والتي ينبغي أن تُقدم بالحب والاتضاع والبساطة البعيدة عن التكلف والاصطناع.
وفى النهاية يأتي التقييم الذي يكون فه الخادم هو رأس مال الخدمة مهما تحدثنا عن النشاط ومحتواه وعن التحديات والإلحاحات يبقى أيمان الخادم وقوة عشرته وروحانيته وإحساسه بالضرورة هو المحرك الأول والأخير للنشاط كله.
ولأن هذه الأنشطة تمارس من خلال الكنيسة وداخلها لذا من اللازم تقييمها باستمرار لكي يكون لا غبار عليها ولا تتقهقر إلى الوراء بل تتقدم إلى الأمام في نمو وامتداد لا يتوقف، لأنه للحرب الروحية، للسهر والحراسة، للتسلح والتسربل.
وهذا السعي لن يكون إلا بالتقييم المستمر فمعنى (التقييم= استمرار) ويبدو لي أن التقييم يقدم لنا نصيحة نافعة لاستمرار النشاط بحيوية روحية وثمر متبارك، واثقين أن مشيئة الله قادرة على كل شيء، وان كل تعب لن يكون بلا مكافئة، وكل غيرة نشاط سيكون لها ثمر.
والنشاط الذي لا يقيم لن يكتب له الاستمرار، فأي عمل شبابي أو نشاط سيقيم بصورة تلقائية عند الشباب خلال أنطباعتهم وحماسهم ومشاركتهم واستمراريتهم في النشاط.
لذلك لا بد أن نقيم كل نشاط (خدمة الناي - الخلوات - المخيمات - اللقاءات - المهرجان...)
لا من أجل توجيه اللوم وتبادل الاتهامات لكن من أجل النمو والاستمرار والامتداد، نقيم النشاط، كيف يسير، وإلى أين؟ وأهدافه؟ وسائله؟ ما تحقق؟ المستهدف؟ المحتوى؟ الالتزام والثمار.. على مستوى العلاقات والتفاعل والاستفادة والنمو في القامة والنعمة...
ورغم ما في الأنشطة من إيجابيات، إلا أن قصور بعضها ناشئ عن عدم التقييم الذي بدوره يقوم بدور التوجيه والتهديف لكل نشاط،فالإدارة الروحية هي المسئولة عن نجاح أو أخفاق أي نشاط كنسي، حاملة مسئولية التخطيط والعمل المشترك بعيدًا عن الفوضوية.
فالأنشطة فن له خصائص وهو أيضًا فلسفة على أساس أنها مزيج من العلوم والاستعدادات والإدارة تتطلب استعداد قيادي روحي، يخطط وينظم ثم يقيم النشاط، أذ تواجد أنشطة ليست أنشطة مثلى لكنها فقط مجرد أنشطة متاحة تحتاج إلى نظرة تقييم شمولية، ليتحقق الهدف.
أن خبرة الكنيسة في الأنشطة مصنفة.. فهناك أنشطة بدأت ولم تستمر وهناك أنشطة بدأت بأسلوب خاطئ واحتاجت لتصويبها، وكان التصويب مكلفًا في الوقت والدراسة والأشراف والتوعية، وهناك أنشطة بدأت متأخرًا، ولم يفكر فيها الخدام في الوقت المناسب، وعندما اقتنعوا بها، كان الوقت متأخرًا، وتمنوا لو أنهم بدأوا العمل في هذه الأنشطة منذ أعوام، إلى غير ذلك من تجارب الممارسة...
تعالوا معًا بروح الصلاة والغيرة المقدسة، نفكر بهدوء ونحدد السلبيات ونقيم كل نشاط نتلافى السلبيات ونعمم الإيجابيات، فلا يهزأ الناظرين لأننا بدأنا ولم نقدر أن نكمل (لو 14: 28).