08 - 05 - 2014, 05:24 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
كنيسة فرح المسيحي
يغلب على طابع الكنيسة القبطية سمة الفرح، حتى في نسكياتها، فحين وصف القديس يوحنا كاسيان رهبان مصر المنتشرين من الإسكندرية حتى آخر حدود طيبة (أسوان)، قال بأن صوت التسبيح يصدر عن الأديرة والمغاير بلا انقطاع، كأن أرض مصر تحولت إلى فردوس مبهج. وقد دعى رهبانها أناسا سمائيين أو ملائكة أرضيين.
يخبرنا القديس جيروم (1) عن رئيس دير يدعى أبوللو، كان دائم البشاشة، مجتذبًا بذلك كثيرين إلى الحياة النسكية كحياة مفرحة في الداخل، ومشبعة للقلب بربنا يسوع، كثيرًا ما كان يردد القول: "لماذا نجاهد ووجوهنا عابسة؟! ألسنا ورثة الحياة الأبدية؟ أتركوا العبوس والوجوم للوثنيين، والعويل للخطاة، أما الأبرار والقديسين فحري بهم أن يفرحوا ويبتسموا لأنهم يستمتعون بالروحيات".
ينعكس هذا الروح على عبادة الكنيسة وفنونها وكل جوانب حياتها، حتى تبدو حياتنا الكنسية عيدًا دائمًا لا ينقطع. وكما يخبرنا القديس البابا أثناسيوس الرسولي في إحدى رسائله الفصحية "إن "المسيح" هو عيدنا. فمع وجود أعياد غير منقطعة يكتشف الإنسان أن عيده في أعماقه، أي في سكنى السيد المسيح واهب الحياة والقيامة في داخله.
ترتبط الكنيسة الأعياد بالحياة النسكية، فيمارس المؤمنون فترة من الصوم تبلغ قرابة شهرين أحيانا (الصوم الكبير) استعداد للعيد، ليدركوا أن فرحهم يقوم على حياة الشركة مع الله، وليس على أكل وشرب وملبس جديد.
للأعياد القبطية ألحانها العميقة العذبة وطقوسها الرائعة الملهبة للروح، غايتهم تقديم الفكر الإنجيلي السماوي الحي والكشف عن الثالوث القدوس وعمل الله الخلاصي في حياة الكنيسة بطريقة بسيطة يعيشها الطفل، وعميقة تروى اللاهوتي.
|