أكد الدكتور محمد أبو الغار، رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، أن "التصالح مع الإخوان المسلمين خيار صعب ولكن لابد من حوار حقيقى مع شباب الجماعة"، موضحا أن " الولايات ارتبكت بعد فشل مخططها وتحتاج بعض الوقت لتعديل المسار ولا علاقة لها بمعركة الرئاسة".
وفي حوار خاص لـ"صدى البلد"، كشف أبو الغار عن تفاصيل الاجتماعات بينه والمجلس العسكري السابق، موضحا موقف المؤسسة العسكرية من مشروع توريث جمال مبارك قبل الثورة، وكذلك تفاصيل الاجتماع مع اللواء عبد الفتاح السيسي، مدير المخابرات الحربية وقتها، وإلى تفاصيل الحوار..
بداية كيف ترى معركة الانتخابات الرئاسية المقبلة وما فرص المرشحين الذين أعلنوا مواقفهم من العملية الانتخابية؟
أؤيد وجود أكثر من مرشح للمعركة، ولو كان المشير عبد الفتاح السيسى ترشح بمفرده كانت ستتحول إلى مجرد استفتاء عليه، وكان الأمر سيتحول إلى نكسة شديدة للديمقراطية، سعيد أن حمدين صباحى ترشح حتى تكون هناك حيوية.. وفى تقديرى حمدين "هيعمل معركة جيدة" والمشير سوف ينجح بفارق كبير لكن لن يكون هناك اكتساح شديد.
لماذا لن يكون هناك اكتساح؟
الاكتساح يعنى الحصول على 98% مثلا، والوصول لـ75% نجاح ساحق وليس اكتساحا.
ماذا عن الفريق سامى عنان؟
لو نزل فعلا سيحصل على أصوات قليلة وليس لها أهمية لأنه لا يملك شعبية ولا تواجد حقيقى له فى الشارع، وعندما كان فى المجلس العسكرى السابق كان أداؤه سيئا ولا أعتقد أن أحدا سينتخبه.
بمناسبة المجلس العسكرى السابق.. لماذا كنت تتحفظ على حضور الاجتماعات وكنت تتجه إلى المقاطعة فى أحيان أخرى؟
سبق وأن اجتمعت مع المجلس العسكرى السابق أكثر من مرة وكانت اجتماعات مفيدة فى الأول، ولكن بعد الحوادث التى حدثت خلال حكمه مثل حادث ماسبيرو وغيره توقفت عن حضور الاجتماعات مع المجلس العسكرى.
وما علاقة المجلس العسكرى بهذا الكلام؟
كان وقتها فى الحكم أو بمعنى آخر يقوم بدور رئيس الجمهورية.
جلست وقتها مع الفريق سامى عنان.. بماذا كان يحدثكم؟
لم أجلس معه بمفردى ولكن مع باقى قيادات الأحزاب، وكان يدور الحديث عن مشاكل الانتخابات والدستور.
ما انطباعاتك عنه؟
الانطباعات لم تكن إيجابية، ولم يعطنى انطباعا جيدا أو متميزا، ولم أشعر أنه الشخصية التى لديها رؤية أو فكر ويمكن أن تحكم مصر.
البعض يصفه بمرشح الإخوان.. ما تعليقك؟
ليس لدى معلومات، ولا أعتقد أن الإخوان سيشاركون فى المعركة الرئاسية وسيقاطعون كما قاطعوا الاستفتاء على الدستور.
كيف ترى الحديث عن دعم الولايات المتحدة لسامى عنان؟
سامى عنان أضعف المرشحين وفرصته معدومة، والولايات المتحدة لن تنجح مخلوقا ولا تسقطه.
هل حدث تنسيق فى وجهة نظرك بين الإخوان والمجلس العسكرى السابق؟
نعم ولكنه انهار لأنه تحالف بين ناس مختلفين جدا.
هل جلست خلال الاجتماعات السابقة مع اللواء عبد الفتاح السيسي؟
نعم حضرت اجتماعا واحدا مع اللواء عبد الفتاح السيسى وقت أن كان مدير المخابرات الحربية، وجلست معنا 3 قيادات حزبية أخرى وشرح لنا تصور الجيش للعام السابق على الثورة، وتقدير الجيش أنهم لن يتقبلوا توريث الحكم لجمال مبارك.
حتى ولو لم تقم ثورة 25 يناير؟
نعم كانوا سيمنعون التوريث.
هل قال هذا الكلام بشكل صريح؟
نعم
هل دار حوار عن جماعة الإخوان المسلمين؟
لا
إذًا ترى أن السيسى هو الأنسب للمرحلة؟
نعم هو من أفضل الشخصيات، فهو شخص براجماتى لديه كاريزما، وهناك شبه إجماع عليه والناس ستستمع إليه لنتخطى المشاكل التى نواجهها.
هل تتوقع أن نسمح مجددا بعبارة "يسقط حكم العسكر" والتى تعد أحد المصطلحات الإخوانية؟
هذا الشعار لن يظهر مرة أخرى طالما أن القوات المسلحة تؤدى دورها الأساسى، أما إذا دخلت فى حكم البلاد فهى عرضة للنقد.
ماذا إذا فاز المشير؟
إذا ترشح المشير فلن تكون هناك علاقة بين القوات المسلحة والرئيس، وسيطبق مبدأ التوازن والاستقلالية بين السلطات، فهو شخصية مدنية لها خلفية عسكرية.
الحكومة.. كيف تقيم أداءها؟
الحكومة تبذل أقصى جهد لتحقيق الاستقرار سواء على مستوى الأمن أو غيره من المستويات.
البعض يراها لا تتناسب مع المرحلة التى تشهدها البلاد؟
الحكومة لديها كفاءة والظروف صعبة و"مافيش حد عنده عصا سحرية لحل المشاكل".
معنى هذا أن الرئيس سيواجه تحديات كبيرة؟
نعم سيواجه تحديات رهيبة ولابد أن يتحمل الشعب والوطن، فالظروف صعبة ولابد من أن يتكاتف الجميع لمواجهتها.
كيف ترى الحديث عن إجراء مناظرة بين حمدين صباحى والمشير؟
بالنسبة للدعاية الانتخابية الأمن سيضيق الخناق على المشير خوفا عليه وبسبب الاوضاع الأمنية، و"قلقان" من أن الوضع الأمنى لن يعطى السيسى فرصة للتحرك وسيضيق الخناق خوفا عليه.
هل يحتاج المشير السيسى لدعاية انتخابية؟
نعلم أن الجماهير تؤيده وتدعمه لأنه وقف بجانبهم أثناء الثورة، لكنها تحتاج فى الوقت ذاته للاستماع لبرامج المرشحين، ولابد أن تشعر هذه الجماهير بأن أوضاعها ستتطور بعد 30 يونيو.
تقصد أن دعمه مرهون بتطوير وتحسين أوضاع الناس؟
بالطبع لو لم يحقق أحلامهم سيفقد التأييد.
ماذا عن استقالة الدكتور زياد بهاء الدين.. هل استطلع رأيكم قبل الاستقالة؟
هذا قراره.. أى مسئول يشعر بأنه لا يستطيع أن يفعل أكثر مما فعله فى مجال محدد فعليه أن يقدم استقالته.
هل أداء الحكومة يحسب على الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى؟
الدكتور حازم الببلاوى والدكتور زياد بهاء الدين كانا عضوين بارزين بالحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى جمدا العضوية وتم اختيارهما فى موقعهما الحكومى بصفتيهما الشخصية وليس بصفتيهما الحزبية.
هل قمتم بإعادة النظر فى فكرة تجميد عضوية بهاء الدين؟
زياد حصل على إجازة شهرين بعد تقديم استقالته من الوزارة وأغلق مكتبه، وهى فترة للراحة.
هل دار بينكم حديث عن ظروف تولى الوزارة؟
دار جدل حول الأوضاع الاقتصادية.
البعض كان يحسبه على فريق البرادعى وأنه كان ينوى الاستقالة بعد استقالة البرادعى؟
البرادعى استقال بعد فترة قليلة من تولى الوزارة، وزياد استقال قبل انتهاء عمل الحكومة بشهور قليلة.
التسريبات قالت إنه كان سيقدمها منذ فترة؟
هذا كلام غير دقيق.
الجدل الكبير حول البرادعى.. كيف تعلق عليه؟
البرادعى يمكن أن يكون رمزا ويقول أفكارا وخطوطا عامة ويلهم الناس ولا يستطيع أن يقود حزبا أو حكومة أو مصر.
هل تتوقع أن يترشح للرئاسة؟
"مش هيترشح" ولن يأتى لمصر.
لماذا؟
لأنه "قطع آخر شعرة ممكن تربطه بالناس"، ولا أعتقد أنه سيكون له دور آخر.
هل تدعم الولايات المتحدة الإرهاب فى مصر؟
الولايات المتحدة تدعم التيار السياسى الإسلامى، وهذه فكرة استقرت فى وجدانهم لسنوات طويلة، ويعتقدون أن حل مشكلة المسلمين فى تشكيل دولة إسلامية وهم يشجعون هذا الأمر الذى ثبت فشله بعد 30 يونيو ويحتاجون بعض الوقت ليتفهموا حقيقة ما حدث وما سيحدث.
هل تقصد أن الولايات المتحدة خرجت عن السياق فى العلاقة مع الدولة المصرية بعد 30 يونيو؟
هى تحاول تصحيح المسار بعد اتخاذ الشعب المصرى قراره وتحتاج بعض الوقت لإنجاز هذا.
من الواضح أنها لا ترضى عن القرار الشعبى؟
هذا أمر طبيعى، فعندما تضع دولة عظمى مخططها منذ سنوات ويسقط فى 5 دقائق فمن الطبيعى أن ترتبك وتحتاج بعض الوقت لإعادة النظر فى الموقف.
ما تأثير الاتجاه لروسيا على العلاقات المصرية الأمريكية؟
الاتجاه لروسيا تفكير جيد ولابد من تحقيق مبدأ التوازن فى العلاقات الدولية.
الأعمال الإرهابية تحتاج حلولا سياسية.. هل المصالحة مع الإخوان هى المخرج من الأزمة؟
التصالح مع تنظيم الجماعة بجميع مؤسساته صعب، ولكن علينا البحث عن حوار حقيقى مع الشباب المتعاطف معه ليفهم ما يحدث وينخرط فى المجتمع.
ما تصورك للمعركة البرلمانية؟
قانون الانتخابات جزء هام فى هذه المعركة، فالقانون إما أن يعطى الأحزاب فرصة أو لا يعطيهم، والنظام المختلط هو الأفضل.
هل تتوقع أن يحصل "النور" السلفى على الأغلبية البرلمانية فى المعركة القادمة باعتباره كان الحزب الثانى من حيث الأغلبية فى البرلمان السابق؟
الحزب حصل على 24% من البرلمان السابق، وأتوقع أن يحصل على 10 أو 15%، وأتوقع أن نصل إلى برلمان مفتت.
ماذا عن القوى المدنية؟
تسعى للوصول للشارع، وأتوقع أن تحصل على نسبة لا بأس بها.
وماذا حول الحديث عن عودة رموز الأنظمة السابقة؟
المهم بالنسبة لنا إبعاد الفاسدين، أما المواطنون المحترمون فمن حقهم خوض المنافسة، ولا يمكن القول إن جميع أعضاء الحزب الوطنى فاسدون.
هل هناك أزمة بين الحزب المصرى الديمقراطى والمصريين الأحرار؟
لا توجد أزمة، نحن والمصريين الأحرار أصدقاء، والحزب ما زال يفكر فى التنسيق معنا وينتظر قانون الانتخابات.
هل ستواجهون أزمة تمويل فى مواجهة حزب كالمصريين الأحرار؟
لسنا حزبا غنيا ولا فقيرا ولكن متوسط الحال، ولن ننافس المصريين الأحرار بل سننسق معهم فى مواجهة الفلول.
ما تعليقك على ما يتردد عن تمويل أجنبى للأحزاب وذكر اسم حزبكم ضمنها؟
هذا كلام فارغ، ومراقبة هذا الكلام دور الدولة.
طالبتم بحل الأحزاب الدينية.. هل الدستور الجديد يسمح بذلك؟
بعض الأحزاب الإسلامية تأسست فى ظل نص دستورى يحظر الأحزاب الدينية، والعبرة بالممارسة، ونطالب لجنة الانتخابات بمراقبة الشعارات الدينية.
ما مستقبل جبهة الإنقاذ؟
مرهون بالظروف السياسية، فإذا تم إقرار نظام القائمة ستستمر وإذا لم يحدث فستقوم بحل نفسها.
هل من الممكن أن تتخذوا موقفا موحدا بخصوص الانتخابات الرئاسية؟
أستبعد، فهذا قرار يخص كل حزب وقد نصل إلى ترك الحرية للأعضاء فى اختيار المرشح المناسب لهم.
مصر إلى أين؟
مصر أفضل من السنة الماضية لكنها تحتاج أكثر من أجل استقرار الأمن.
كيف ترى محاولات شق الصف بتقسيم الشباب إلى ثوار 25 يناير و30 يونيو؟
"ده شغل الفلول" ولا فرق بينهما، فـ30 يونيو استكمال لـ25 يناير، الأولى شارك فيها الثوار والثانية شارك فيها كل الشعب بما فى ذلك "حزب الكنبة".
هل محاكمة رئيسين تضعف الرئيس القادم وتهز هيبته؟؟
لا فهذا أمر طبيعى بعد الثورات.