كتاب لاهوت المسيح
للبابا شنوده الثالث
مقدمة
لاهوت المسيح موضوع من أهم الموضوعات الحيوية في العقيدة المسيحية. وقد قامت بخصوصه هرطقات كثيرة في شتى العصور، تصدت لها الكنيسة وردت عليها. ولعل من أخطر الهرطقات البدعة الأريوسية التي اشتدت في القرن الرابع الميلادي، وانعقدت بسببها مجامع مكانية وأيضًا أول مجمع مسكوني في التاريخ، انعقد سنة 325 م.، وحضره 318 أسقفًا يمثلون كل كنائس العالم، وشجبوا آريوس وبدعته، ووضعوا قانون الإيمان المسيحي. ومع ذلك ظلت بقايا الأريوسية منتشرة إلى يومنا هذا... وقام ضد لاهوت المسيح فلاسفة وعلماء ملحدون...
وقامت ضده بدعة شهود يهوه الرئيسي إلى نيويورك سنة 1909 بأمريكا جمعية "برج المراقبة والكراريس" ولهم العديد من الكتب، أهمها ليكن الله صادقًا، والحق يحرركم وقيثارة الله، والخلاص، والخليقة، والغنى والاستعداد والحكومة، والعالم الجديد، والمصالحة، والوقاية ونظام الدهور الإلهي... ومجموعة عديدة من النبذات يسمونها الكراريس. وسنحاول في هذا الكتاب أن نتكلم عن لاهوت المسيح ببحث إيجابي نثبت فيه هذه العقيدة الأساسية من الكتاب المقدس. ولعلنا في كتاب آخر نتناول كل الاعتراضات مع الرد عليها. وقد تعرض للاعتراضات كثير من قديسين عاصروا الحركة الآريوسية ومنهم:
1 القديس أثناسيوس الرسولي في كتابه ضد الأريوسيين Contra Arianos.
2 القديس ايلارى أسقف بواتييه في كتابه عن الثالوث De trinitate..
3 القديس باسيليوس الكبير.
4 القديس غريغوريوس أسقف نيصص.
5 القديس غريغوريوس الثيولوغوس في مقالاته اللاهوتية.
6 القديس كيرلس الأورشليمي في محاضراته للموعوظين (المعدين للعماد).