إمكانية الوحدة
إن هذه الوحدة بين الطبيعة الإلهية والطبيعة الناسوتية أمر ممكن، وإلا ما كان ممكنًا أن تتم. إنها أمر كان في علم الله منذ الأزل. كان يعرفه ويدبره بسابق عمله بما يحتاجه الإنسان من خلاص. ولذلك قال القديس بولس الرسول عن تجسد الرب يسوع: " السر الذي كان مكتومًا في الأزمنة الأزلية. ولكن ظهر الآن وأعلم به جميع الأمم " (رو25:16).
بل إن أحد الآباء فيما تأمل في قول الكتاب " ما لم تره عين ولم تسمع به أذن ولم يخطر على بال إنسان، ما أعده الله للذين يحبونه" (1 كو9:2). وهى عبارة تقال عن النعيم الأبدي.. هذا الأب قال هذا الذي لم يخطر على قلب بشر، أن يصير الله إنسانًا ويصلب ويموت، لكي يفتدينا ويشترينا بدمه.
وقال أب آخر إن حضور الله في خليقته يكون بثلاثة أنواع: إما حضور عام بحكم وجوده الإلهي في كل مكان، أو حضور بنعمته في قديسيه. أما النوع الثالث الفريد الذي لم يحدث سوى مرة واحدة، فهو وحدته بأقنومه في المسيح، حينما اتحدت طبيعته الإلهية بطبيعة بشرية في رحم العذراء.