منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 15 - 02 - 2014, 12:51 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

يعقوب أبو الآباء: رحلة العودة إلى بيت أبيه، وصراعه مع خاله لابان

متى؟ وكيف؟

قبل أن يبدأ الرحلة إلي بيت خاله لابان، وعده الله "ها أنا معك، أحفظك حيثما تذهب، وأردك إلي هذه الأرض" (تك 28: 15). فماذا كان معني ذلك المعد "أحفظك؟
ليس المعني: أحفظك من التجارب، وإنما أحفظك في التجارب.
فقد تعرض أبونا يعقوب لبعض التجارب، ولكن الله كان معه في التجارب وأنقذه: لقد تعرض لصراع بين زوجتيه. ولكنه خرج من هذا الصراع سليمًا، ولم يخسر محبة أية واحدة منهما، بل انضمت الاثنتان إليه ضد أبيهما حينما انفصل عنه (تك 31: 14، 15). وكان الله معه، حينما فتح رحم راحيل فولدت له إبنًا (تك 30: 22). وصار هذا الإبن أحب أبنائه إليه. كما منحه أيضًا أبناء من باقي نسائه. وتعرض يعقوب أيضًا لصراع مع خاله لابان، كما تعرض لخوف شديد من ملاقاة أخيه عيسو. وكان الله معه في كلا الأمرين، كما سنري فيما بعد..
الأمر الثاني: وعده الله بأن يعيده إلي أرضه. ولكن متي حدث هذا؟
لقد قضي عشرين بعيدًا عن بيت أبيه: منها سنوات اشتغل أثناءها كأجرة للحصول علي زوجتيه. والباقي منها فترة إنجاب البنين، وكانت العشرون سنه كلها فترة تعب، قال عنها: "كنت في النهار ياكلني الحر، وفي الليل الجليد. وطار نومي من عيني" (تك 31: 41). وفي كل هذا التعب كان الله معه. وخلال الست سنوات التي اشتغل فيها للحصول علي غنم، تدخل الله وساعده كثيرًا، فصار غنيًا جدًا "أتسع كثيرًا جدًا. وكان له غنم كثير، وجوار وعبيد وجمال وحمير" (تك 30: 43). لدرجة أن هذا الغني أثار عليه خاله لابان "ونظر يعقوب وجه لابان، وأذا هو ليس معه كأمس وأول من أمس" (تك 31: 2). وأيضًا كان الله معه.
موضوع الغنم المخططة وغير المخططة، يبدو أنه أسلوب بشري لجأ إليه يعقوب. ولكن الله وافق عليه، ليرد إليه ما سلبه منه لابان (تك 30: 32- 40).
أنه الله الذي يحكم للمظلومين. كما سنراه فيما بعد يحكم لبني يعقوب ضد فرعون وشعبه، هذا الذي سخرهم في العمل بدون أجر (خر 12: 35، 36). وأمام هذا الغني، انطبقت علي يعقوب ولابان تلك العبارة المؤثرة التي قيلت عن إبرآم ولوط من قبل إنه "لم تحتملها الأرض أن يسكنًا معًا" (تك 13: 6). فكان لابد أن يعتزل أحدهما عن الآخر..
يعقوب أبو الآباء: رحلة العودة إلى بيت أبيه، وصراعه مع خاله لابان
العودة

"وقال الرب ليعقوب: ارجع إلي أرض آبائك وإلي عشيرتك، فاكون معك".
أخيرًا بعد عشرين سنة، حقق الله وعده الذي قال له فيه "وأردك إلي هذه الأرض (تك 28: 15). حقًا "ليس لكم أن تعرفوا الأزمنة والأوقات التي جعلها الآب في سلطانه" (أع 1: 8). وكانت لله حكمة معينة في تحديد وقت رجوع يعقوب إلي بيت أبيه، فماذا كانت؟
أولًا: لكي لا يرجع إلي بيت أبيه فارغًا. وإنما يكون معه أولاده ونساؤه وجواريه، وكل غناه.. وثانيًا يكون الله قد هيأ قلب عيسو من نحوه، فلا يؤذيه. وبدأ يعقوب يخطط لرحلة العودة. ونلاحظ في ذلك:
2 اتفاقه مع زوجتيه، والحصول علي رضاهما:
جميعهما وكلمهما في صراحة، وشرح لهما الأمر: كيف أنه بكل قوته قد خدم أباهم الذي غيرت أجرته عشر مرات، وغدر به، وتغير وجهه من نحوه. ولكن الله كان معه، وقال له ملاك الله في حلم "قد رأيت كل ما يصنع بك لابان (تك 31: 4- 12). ووافقت ليئة وراحيل وقالتا له "ليس لنا نصيب وميراث في بيت أبينا.. الآن كل ما قاله لك الله أفعل" (تك 31: 14، 16)
4 وحسب طبيعة يعقوب وخوف، رأي أن يكون رحيلة سرًا.
أخذت مغادرته بيت خاله لابان شكل الهروب.." وخدع يعقوب قلب لابان الأرامي، إذ لم يخبره أنه هارب" (تك 31: 20).
يعقوب أبو الآباء: رحلة العودة إلى بيت أبيه، وصراعه مع خاله لابان
صراع مع لابان

لم يكن لابان مخلصًا في علاقته مع يعقوب.
علي الرغم من أنه قبله فرحًا في بادئ الأمر باعتباره ابن أخته، إذ "ركض للقائه وعانقه، وأتي به إلي بيته.. وقال له "أنما أنت عظمي ولحمي" (تك 29: 13، 14). وعلي الرغم من أنه لما اشتغل يعقوب في رعي غنم لابان، قال لابان "ألانك آخى تخدمني مجانًا؟! أخبرني ما هي أجرتك؟! (تك 29: 15). إلا أن لابان لم يكن مخلصًا ليعقوب كما قلنا. والأدلة كثيرة منها:
1 خدعه في زواجه من راحيل.
فبعد ان خدمه بها سبع سنوات، أدخل إليه ليئة بدلًا منها. ولما احتج علي ذلك يعقوب وقال له "لماذا خدعتني؟! أجابه "لا يفعل هكذا في مكاننا أن تعطي الصغيرة قبل البكر". وألزمه أن يخدمه سبع سنوات آخر، في مقابل الابنة الثانية (تك 29: 27، 30) أي أن لابان قام بالخداع، وقام يعقوب بدفع الثمن.
2 ولم يكن مخلصًا من جهة الأجرة وطبيعة العمل.
فمن جهة الأجرة قال عنه يعقوب "غدر بي، وغير أجرتي عشر مرات" (تك 31: 7، 41). ومن جهة العمل، كان يحسب علي يعقوب وحده كل خسارة مشتركة. فعلي الرغم من أن غنم الاثنين كانت ترعي معًا، إلا أنه كان يحسب علي يعقوب كل الأغنام المسروقة التي افترستها الوحوش. وهكذا قال له يعقوب في عتابه معه "نعاجك وعنازك لم تسقط.. فريسة لم أحضر إليك. أنا كنت أخسرها. من يدي كنت تطلبها: مسروقة النهار، ومسروقة الليل.. لولا أن إله أبي إله إبراهيم وهيبة إسحق، كان معي، لكنت الآن قد صرفتني فارغًا" (تك 31: 38- 42).

يعقوب أبو الآباء: رحلة العودة إلى بيت أبيه، وصراعه مع خاله لابان
3 وكان لابان أنانيًا في معاملته ليعقوب.
يكفي أنه قال له، وهو مزمع علي العودة إلي بيت أبيه "البنات بناتي، والبنون بني وكل ما أنت تري فيهو لي (تك 31: 43). عجيب أن يصدر هذا من خال نحو ابن أخته. من شخص قال له قبلًا "إنما أنت عظمي ولحمي" (تك 29: 14). ولكن يبدو أنه حينما تتدخل الذات ومحبة المال والقنية تسقط القيم والمبادئ، وحتى رابطة القرابة أيضًا..
4 ولم يكن لابان مخلصًا في مطاردته ليعقوب.
" أخذ أخوته (أي أقرباءه) معه، وسعي وراءه مسيرة سبعة أيام. فأدركه في جبل جلعاد" (تك 31: 23). لحق به وقد ضرب يعقوب خيامه في الجبل. فضرب لابان خيامه في جلعاد، وواجهه واتهمه.. اتهمه بالخداع وبالغباوة، وبأنه ساق بناته كسبايا السيف، وبأن حرمه من توديعه بنيه وبناته وتقبيلهم، وتشييعه هو أيضًا بالفرح والأغاني، وبالدف والعود!!(تك 31: 26- 28). ولم يكن صادقًا في كل ذلك
علي أن الرب الإله تدخل لإنقاذ يعقوب من لابان:
نعم الله الذي ينقذ الضعيف ممن هو أقوي منه. "أتي الله إلي لابان الأرامي في حلم الليل. وقال له: احترز من أن تكلم يعقوب بخير أو شر" (تك 31: 24). وأحدث هذا الإنذار تأثيره، إذ أن لابان -في مواجهته ليعقوب- قال له "في قدرة يدي أن أصنع بكم شرًا. ولكن إله أبيكم كلمني البارحة قائلًا: احترز من أن تكلم يعقوب بخير أو شر" (تك 31: 29). نلاحظ هنا انه يقول "إله أبيكم كلمني". ولم يقل "الله "أو إلهنا "!!
هل عجيب أن الله يكلم لابان، علي الرغم من شره وعبادته للأصنام؟
كلا. فإن الله قد يكلم الخطاة والأشرار: يعاقبهم أو ينذرهم أو ينصحهم لكي يتركوا ما هم فيه.. لقد كلم آدم وحواء في خطيئتهما، كما كلم الحية أيضًا: وفي كلامه عاقبهم جميعًا (تك 3: 9- 19). وكلم الرب قايين مرتين: قبل قتله لأخيه لكي ينذره، وبعد قتله لكي يعاقبه (تك 24: 6- 12). بل إن الله قد تكلم مع الشيطان نفسه في قصة تجربة أيوب الصديق (أي 1: 2). ليس العجيب إذن في أن يكلم الله مخلوقًا شريرًا،إنما المهم هو نوعية الكلام وهدفة ما أكثر الذين كلمهم الله وهلكوا. أو كلمهم ثم سقطوا.
يعقوب أبو الآباء: رحلة العودة إلى بيت أبيه، وصراعه مع خاله لابان
سرقت آلهتي!

العجيب أن لابان-بعد أن كلمه الله- قال ليعقوب "لماذا سرقت آلهتي"؟! (تك 31: 20) أذن كانت له آلهة أخري. كانت له أصنام سبق أن سرقتها راحيل (تك 31: 19). كيف أمكن لهذا الرجل أن يعبد آلهة يمكن أن تسرق؟! ولكن يبدو أن لابان كان يؤمن بتعدد الآلهة. واضح هذا من قوله (آلهتي)، ومن قوله في اتفاقيته مع يعقوب "إله إبراهيم، وإلهة ناحور، آلهة أبيهما، يقضون بيننا" (تك 31: 53).
وقد ثار يعقوب علي خاله لابان، اتهامه بسرقة أصنامه.
لأن اتهامه بالسرقة عمومًا أمر مشين لكرامته. واتهامه بسرقة الأصنام أمر ضد كرامة الله، وضد علاقته الشخصية بالله التي كان يحرص عليها. لذلك قال له "الذي تجد آلهتك معه، لا يعيش. قدام أخوتنا (أي أقاربنا) أنظر ماذا معي وخذه لنفسك "ولم يكن يعقوب يعلم أن راحيل سرقتها" (تك 31: 32).
ففتش لابان كل الأمتعة ولم يجد شيئًا. وخدعته راحيل بأن وضعت الأصنام في حداجه الجمل وجلست عليها "وقالت لأبيها: لا يغتظ سيدي أني لا أستطيع أن أقوم أمامك لأن علي عادة النساء. ففتش ولم يجد الأصنام" (تك 31: 35).
يعقوب أبو الآباء: رحلة العودة إلى بيت أبيه، وصراعه مع خاله لابان
لا تعيش!

علي أن حكم يعقوب أبي الآباء -كنبي لله- لم يضع عبثًا.
لقد قال للابان "الذي تجد آلهتك معه لا يعيش". ومع ان لابان لم يجدها مع أحد، لكنها كانت موجودة مع راحيل.. ومع أن يعقوب لم يحكم علي راحيل بالذات، إذ أنه لم يكن يعلم أنها سرقت أصنام أبيها.. إلا أن حكمه وصل إلي سمع الله فاستجاب. وهكذا ماتت راحيل في طريق افراثه التي هي بيت لحم (تك 35: 19). ولم تكمل معهم الرحلة.
ما كان ممكنًا أن تدخل الأصنام إلي أرض الموعد.
وبخاصة عند بيت لحم التي كان سيولد فيها المسيح..
هذه الأصنام تدل علي أن راحيل قد تأثرت بالوثنية التي كانت في بيت أبيها. وكان لابد أن يخلص الله يعقوب منها عودته إلي بيت أبيه..
علي أن يعقوب عاتب خاله لابان، وقال له:
إنك قد جسست جميع أثاثي. ماذا وجدت من جميع أثاث بيتك؟! ضعه هنا بين أخوتي واخوتك لينصفوا بيننا" (تك 31: 37). ولم يكن ليعقوب اخوة في تلك المناسبة. ولم تكن له أخوة أيضًا في وقت إقامة شاهد بينهما من الحجارة، حينما "قال يعقوب لأخوته التقطوا حجارة" (تك 31: 45). ولكن عبارة أخوته كانت تعني الأقرباء ذوي القرابة الشديدة..
وإبرام يعقوب ولابان اتفاقية بينهما وعهدًا:
جمعوا حجارة وأقاموها رجمة وعمودًا. وقال لابان ليعقوب "شاهدة هذه الرجمة وشاهد العمود: أني لا أتجاوز هذه الرجمة إليك، وأنك لا تتجاوز هذه الرجمة، وهذا العمود إلي للشر" (تك 31: 52). وحلف يعقوب علي ذلك بهيبة أبيه إسحق. وتم هذا الفصل، الذي هو صراع يعقوب مع خاله لابان. وبقي أن ندخل في فصل آخر من صراعه في اللقاء مع أخيه عيسو ذلك من صراعه مع الله.
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
(تك 29: 10) فكان لما أبصر يعقوب راحيل بنت لابان خاله
هرب يعقوب من بيت أبيه متجهًا إلى بيت خاله لابان
إن رصيد داود لم يأته قط من أبيه، بل جاءه من مصدر آخر
يعقوب راح لربنا بعنده وعصبيته وصراعه
يعقوب أبو الآباء في رحلة العودة: خوف من أخيه عيسو


الساعة الآن 02:39 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024