الخطية حرمان من الله
إن الإنسان، إنما يحرم نفسه من الله، يفصله ذاته وقبله عن الله.. فالخطية قبل كل شيء هي عدم محبة لله.. لأنه واضح قول الرب "من يحبني، يحفظ وصايا" (يو 14: 23، 24). وواضح أيضًا قول الرسول "إن أحب أحد العالم، فليست فيه محبة الآب" (1 يو 2: 15). الذي يحب الله يلتصق به، وبكل ما يقربه إليه.. أما الذي يميل بقلبه إلي الخطية فإنه يبعد عن محبة الله لأنه لا يستطيع أن يحب الله والخطية في وقت واحد.
و الخطية هي أيضًا عصيان الله، وثورة علي الله، وتمرد عليه:
هي عدم مخافة الله، تطورت إلي استهانة بوصاياه، وإلي كسر لها، أمام الله الذي يري الإنسان أثناء ارتكابه للخطية، في سهولة. فهي إذن عدم حياء من الله...
أما الإبرار فليسوا كذلك. هوذا الصديق عندما عرضت له الخطية يقول في إباء وخشية "كيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلي الله" (تك 39: 9).. لقد كان الله أمامه حينما عرضت الخطية عليه.وهكذا اعتبر أن الخطية هي ضد الله ذاته، وانه بها "يخطئ إلي الله".. وليس فقط إلي المرأة وإلي زوجها.. وبهذا المعني نفسه قال داود النبي لله "إليك أخطأت، والشر قدامك صنعت (مز 50: 4). مادامت الخطية إذن موجهة إلي الله، وقدام الله، فهي إذن تمرد عليه.. إنها ثورة علي ملكوته، ثورة علي قداسته وصلاحه، ومحاولة لطرده من القلب، وتمليك غيره مكانه..
ولمال كان الله غير محدودة مثله. وأن قدمت عنها كفارة لابد أن تكون كفارة غير محدودة. وبهذا أصبح غفرانها لا يتم إلا بذبيحة المسيح، ويوضع هذه الخطية علي كتفيه ليحملها عنا، بكل ما فيها من نجاسة وعار.. الخطية تمرد علي الله، وهي أيضًا معانده لروحة القدوس.