رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الصيف ( 30 يوم ) قالها صديقي ريمون وهو يتنهد في حزن ، لم أفهم في البداية : لماذا هذا الحزن ؟ فسألته : ماذا تعني يا صديقي ؟ قال لي ( 30 يوم ) يا بيتر استفزني الجواب أكثر ، إنه يردد هذه الكلمة بطريقة تجعلك تشعر إنه سينتهي أو سيموت أو سيشنق بعد 30 يوم ، كدت أصيح في وجهه: ماذا تعني ؟ لولا إنه أردف قائلا : 30 يوما و نبدأ دروس الثانوية العامة يا بيتر ! أدركت واستوعبت سر حزنه ، فبعد 30 يوما سنبدأ رحلة الجحيم مع الثانوية العامة ، سنقضي أسوأ سنتين في عمرنا كله..... قال لي ريمون : والأسوأ أني أريد أن أعيش حياتي في المدة الباقية ، أريد أن أتفسح وأخرج وألهو ، فأنا أشعر بالضيق الشديد و لكن من سيعطيني الفرصة لذلك ، فالخدام في كنيستنا لا يتركون لنا الفرصة لالتقاط أنفسنا ، فالأسبوع عندهم مقسم كالتالي يوم السبت عشية و تسبحة ، يوم الأحد قداس و دراسات روحية ، يوم الاثنين والثلاثاء إعداد خدام ( إعدام خدام ) ، يوم الأربعاء و الجمعة دروس ألحان ، يوم الخميس الاجتماع الأسبوعي و ممنوع التناول إلا بعد الاعتراف و يجب أن أقول لأبونا على كل خطية ، ولا تنس إن أبي و أمي يهددونني بالحرمان من المصروف لو لم أحصل في كل مادة على 60 من 50 على الأقل ، وأنت تسألني لماذا الضيق ؟ قلت له : ما رأيك أن نذهب لأمين الخدمة أستاذ موريس ، لأن أستاذ فلان دمه ثقيل والآخر متفلسف والثالث منغلق ولن يفهمنا. فذهبنا لأستاذ موريس و سألناه : ما أهمية إصرار الخدام على ضرورة حضور الاجتماعات والدراسات والقداس ؟ فأجابنا أستاذ موريس برفق : خادم يعنى محبة وبذل وعطاء ، خادم يعنى إنسان امتلأ بمحبة ربنا و انسكبت محبته من الله للمخدومين ، فالخدام يحبونكم ويريدون لكم الخير وهدفهم الأوحد هو أن يربحونكم للملكوت ، وليس هدفهم التضييق عليكم أو حرمناكم من التمتع بالصيف قبل دخول ثانوية عامة ، هذه نقطة مهمة يجب أن تدركوها ، محبة الخدام لكم ، ولكن ليست المحبة هي التدليل ، ليست المحبة هي أن نوافقكم على الخطأ ، فالخادم المحب ينبه أحباءه ويحذرهم و لا ينافقهم ، وإذا أخطأوا ينبهم لذلك بكل محبة و لكن بكل حسم أيضا كما قال بولس لتلميذه تيموثاوس : وبخ انتهر عظ بكل أناة وتعليم ( 2تي 2:4) أما بالنسبة للثانوية العامة ورغبتكم في الترفيه قبل الدخول إلى معركة طاحنة ، فأنا متفهم تماما لوجهة نظركم ومقتنع بها وسنراعي في الشهر القادم رغبتكم ، ولكن هناك نقطة ينبغي أن نوضحها لكم : فترة الثانوية العامة فترة عصيبة ، و تلقائيا سيقل ذهابكم للكنيسة و سيقل حضوركم للاجتماعات و بالتالي ستعانون من نوع من النقص في الروحيات ، فما نفعله الآن هو فترة خزين للفترة التي سيحدث فيها الجوع الروحي ، مثلما فعل يوسف الصديق عندما كان حاكما لمصر ، فقد خزن الطعام طوال سبع سنوات الشبع حتى يستعد لسنوات الجوع ، فنحن نفعل مثله ، نستغل الفترة القادمة ليكون لنا خزين روحي نستطيع أن نرجع إليه في فترة الجوع و..... و لكن يجب أن نحاول أن نستمتع بالوسائط الروحية الجميلة ، فأنت يا ريمون إذا تعلمت لحن و وقفت لتقوله مع الشمامسة ستشعر بمتعة كبيرة ، وأنت يا بيتر لو درست سفر في إعداد خدام و أتيت لتقرأه ستشعر بفارق كبير عن القراءات السابقة ، لو صليت صلاة النوم مع أصدقائك أو مع الخدام ستدرك طعم الصلاة الجماعية قال له ريمون : أشكرك يا أستاذ موريس ، ولكن هل كل الخدام عندهم استعداد للمناقشة ؟ قال أستاذ موريس : بالطبع ، افتح لهم قلبك و قل لهم على اقتراحاتك و تناقش معهم بلطف حول آرائك لتطوير الاجتماع وستجد أنهم متفهمون تماما كنا نرضي أن نعطيكم لا إنجيل الله فقط بل أنفسنا أيضا لأنكم صرتم محبوبين إلينا (1تس8:3 ) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
رجيم الصيف للتخسيس ٩ كيلو وتثبيت الوزن طيلة الصيف |
السيف |
الصيف |
رجع الصيف |
السيف بيد من أحب |