رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المسيح غالبًا ما كان يشفي يوم السبت. والله منع شعبه من العمل يوم السبت حتى يتفرغوا للعبادة ويذكروا انتمائهم لله. وقال لهم الله أنه ارتاح يوم السبت. فما معنى راحة الله؟ وهل الله يتعب؟! الله لا يتعب حتى يستريح. ولكن راحة الله هي في خلاص الإنسان. فحين يقول استراح الله في اليوم السابع فهذا معناه أن الله استراح حينما تمم خلاص البشر في اليوم السابع فراحة الله في كمال عمله. فالراحة هي راحة الله في الإنسان وراحة الإنسان في الله. فما كان يفصل بين الله والإنسان هو الخطية التي مات المسيح ليرفعها عنا ويصالحنا على الله. والله في (حز20) نجده يقول ليدلل على محبته لشعبه أنه أعطاهم الوصية والسبت. فالله لم يذكر خروجهم من مصر ولا شق البحر.. الخ. الله رأى أن أعظم ما قدمه لشعبه هو الوصية (ليحيوا سعداء على الأرض) والسبت (ليذكروا انتمائهم للسماء فيكون لهم نصيب في السماء). لكن اليهود خرجوا من المعنى الروحي، وفهموا الوصية أو طبقوها بمعنى حرفي فقط فمنعوا أن يحمل إنسان حتى إبرة خياطة يوم السبت. والمسيح أتى ليصحح هذه المفاهيم، ليعيد المعنى الروحي، ففي المسيحية العبادة ستكون بالروح والحق. وهنا المسيح يشرح الآتي: الآب يعمل حتى الآن فلماذا تعتبرون الشفاء خطأ يوم السبت. ولو توقف الآب عن العمل لحظة لهلك العالم. الابن يعمل في حفظ العالم فلماذا تعتبرون الشفاء خطأ يوم السبت. ولاحظ أن الابن لا يعمل بالانفصال عن أبيه فهما واحد، بل هو عامل مع أبيه. حينما يشفي المسيح فهو يشفي الإنسان كله (يو23:7) والمعنى أن المسيح شفاه نفسًا وجسدًا وروحًا. وطالما شفي روحه بأن غفر خطاياه، استراح هذا الإنسان في الله، والله استراح فيه، فتحقق مفهوم السبت، فما الخطأ في ذلك؟ إذا تصادف اليوم الثامن لطفل أن كان يوم سبت، كان يختنون الطفل، فالختان في نظرهم عمل مقدس (يو22:7-23) وذلك لأن الختان يجعل الطفل من شعب الله أي ابنًا لله. فالختان هو قطع كل رباط للشر ومريض بيت حسدا كان مختونًا ولكنه أخطأ، والمسيح شفاه وغفر خطاياه، فأعاده للعهد مع الله، أعاده كابن لله. فما الخطأ الذي صنعه المسيح إذ أراح الله بأن غفر خطية المريض وشفى له روحه وأراح الإنسان إذ شفى إنسان يوم السبت. المسيح في كل عمل يعمله يحقق إرادة الآب فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَقْدِرُ الابْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئًا إِلاَّ مَا يَنْظُرُ الآبَ يَعْمَلُ. لأَنْ مَهْمَا عَمِلَ ذَاكَ فَهذَا يَعْمَلُهُ الابْنُ كَذلِكَ." (يوحنا 19:5)، فهو لا يقدر أن يعمل شيئًا إلاّ ويكون الآب موافقًا عليه (وهذا لتطابق إرادتهما ومشيئتهما). ببساطة المسيح يشفي في السبت ليشفي اليهود من المفهوم الحرفي وينقلهم إلى العبادة بالروح والحق. هم فهموا السبت راحة ونوم للجسد. بينما أن أشعياء يشير لأن السبت تلذذ بالرب (13:58-14). إذًا هو فرح بالرب. ولاحظ أن هذا المريض يعبر عن حال البشر المنحط الذي وصلوا إليه قبل المسيح. مرسض بيت حسدا كان محطم جسديًا بسبب مرضه الذي طال (38سنة) مدة توهان الشعب في البرية وهي ترمز لمدة غربتنا في العالم. محطم نفسيًا فهو شاعر بأن لا أحد يهتم به ليلقيه في البركة، ولا الملائكة التي تحرك الماء تهتم به. هو فاقد الثقة في السماء والأرض. محطم روحيًا بسبب خطيته. والخطية فيها انفصال عن الله. والمسيح شفاه من هذا كله هو أتى لشفاء البشرية المعذبة. في هذا تطبيق لما قاله إشعياء "فرأى أنه ليس إنسان وتَحيَّر من أنه ليس شفيع. فخلصت ذراعه (المسيح المتجسد) لنفسه" (أش16:59). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|