منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 07 - 11 - 2013, 08:32 PM
الصورة الرمزية Magdy Monir
 
Magdy Monir
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Magdy Monir غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 58
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 51,017

" لا تلمس صنمى "

(7) الوثنية المعاصرة

" لا تلمس صنمى "  (7) الوثنية المعاصرة





بعد إنتهاء العشاء….
الكل جالس حول الحجرة على وسادات على الأرض….
مائدة في المنتصف عليها بعض الفواكة الطازجة….


فهمان (محدثاً الغريب): من فضلك نريد أن نفهم أكثر
ما هي صور الوثنية التي كنت تتحدث معي عنها؟
كنت أظن أن صناعة تمثال وعبادته
هي أسوأ ما يمكن أن يكون.

الغريب: فهمان. أخوتي جميعاً دعوني أشرح لكم.
كما قلت من قبل لفهمان.
يوجد عند الإنسان صوت داخلي في ضميره
نسميه الحاسة الدينية أو الإحتياج الديني.
هذا الإحتياج لا يمكن إشباعه
إلا بعلاقة حية مع الله الحي الحقيقي.
ولكن الإنسان لأنه يرفض الله،
لأن الله له مطاليب من جهة سلوك الإنسان
في القداسة وحياته في إنكار الذات
ورفض الشهوات العالمية والفجور،
لما عرف الله عن طريق خليقته
ومن خلال الصوت الداخلي في الضمير،
لم يعجبه هذا الإله ولم يستحسن أن يبقي الله في معرفته
بل أصبح ينكر هذه المعرفة.

فهمانة: نعم نحن جميعاً نعلم أن هناك إله قد خلقنا.
وهناك صوت في داخلنا يجعلنا نشعر بإحتياج أن نكون في حالة صحيحة أمامه،
وضميري كان يشكو علي دائماً ويقول لي إن الآلهة،
كما كنت أظن وقتها، غاضبة علي.

الغريب: بكل تأكيد هذا كلام صادق جداً. ففي شر الإنسان إستبدل حق الله المعلن له في الخليقة وفي الضمير بالباطل، وعمل لنفسه إلهاً من صنعه. كل واحد صنع إله مناسب له، بحسب فكره. يوجد من صنع إله يبيح الفجور والدنس والخطايا الجنسية وأعاد تسميتها بأسماء جيدة، ويوجد من صنع إله يبيح العنف وإبادة الآخرين. ويوجد من صنع إله يحب التأمل والسمو عن الجسديات وقهر الجسد وتعذيب الذات. لاحظوا أن إلهنا يدعونا ليس لتعذيب الذات ولكن لإنكارها، وليس لقهر الجسد ولكن لتقديمه لله كتقدمة مقدسة تستخدم لمجد الله.

فهمان: ولكن ما هي صور الوثنية الأخرى الغير مباشرة التي حكيت لي عنها؟

الغريب: نعم فأنا لم أجاوبك حتى الآن.

الغريب: هناك من عبدوا المادة، عبدوا المال أواللذة، وعاشوا من أجل المال، أو المادة، او اللذة، أو المتعة. وهناك من عبدوا الطموح الطبيعي والإنجازات الشخصية الذاتية. وهناك من يعبدون الممارسات التدينية. يحبون الطقوس والفرائض ويتممونها بمنتهى البراعة ولكن ليست لديهم علاقة حية بالله الحي الحقيقي. يتممون الصلوات والطقوس في مواعيدها وبإنتظام وبكفاءة تامة ولكنها ممارسات ميتة.

فهمان: يا لها من خدعة. أيكون صنمهم ممارسات تعبدية؟ هل هذا ممكن؟

الغريب: بكل تأكيد إذ تصير الممارسات التعبدية هدفاً في حد ذاته وليست وسيلة في التواصل مع الإله الحي. بل دعوني أقول لكم أنه حتى الأحاسيس العاطفية والصراعات الفكرية قد تصبح صنماً في حد ذاتها.

فهمانة: لست أفهم هذا الأمر.

الغريب: دعيني أشرح لك. يندرج الشخص في ممارسات تجلب له أحاسيس الإنفعال العاطفي فيستلذها، وشخص آخر عقلاني ينخرط في التفكير والمشاحنات الفكرية والأفكار الفلسفية ويستلذ النشاط العقلي بشكل قوي جداً. وتصير هذه الأمور في حد ذاتها وثناً يعبده. ويبدأ في أن يبحث عن هذه الخبرات وليس عن الله وعبادته.

الغريب: حتى العمل الإجتماعي وتحسين المجتمع والبحث عن حرية الإنسان والتخلص من المظالم والوصول للعدالة الإجتماعية وإطعام الجياع ومساعدة المرضى وكل الأعمال الخيرة أيضاً يمكن أن تصير هدفاً في حد ذاتها وتصير صنماً رغم أنها أشياء حسنة.

فهمان: الآن فهمت أشياء كثيرة، ولكن شكراً لله، فنحن الآن من جماعة المؤمنين الذين لا يمكن أن يكونوا هكذا.

الغريب: دعني أحذرك يا فهمان. إن المؤمنين معرضين للسقوط في هذه الفخاخ بكل سهولة.

فهمان: كيف يكون هذا؟ لقد أخفتني جداً أيها الأخ الحبيب.

الغريب: بكل بساطة لا يمكن للمؤمن أن ينخرط في عبادة الأوثان المباشرة مرة أخرى، فيلجأ الشيطان العدو في إجتذابه لأحد صورها المتعددة الماكرة التي لا يمكن إكتشافها بسهولة بل وقد تبدو ممارسات روحية جداً في ظاهرها.

فهمان: وماذا يحدث بالضبط؟

الغريب: أن يصير الشخص يعبد الممارسات الروحية في حد ذاتها، يمارسها، ولكنه لايتواصل مع الله من خلالها. يجيدها، فيجيد الصلاة، ويردد ألحان التسابيح، ويردد العظات، ويقول أفضل الكلمات، ولكنه لا يتواصل مع الله، بل تصير الممارسات الروحية شكلاً والإنفعالات المصاحبة لها، والأفكار المطروحة فيها هي هدفاً في حد ذاته حتى لو كانت بدون فاعلية على الإطلاق.

الغريب: وينطبق عليه قول رب المجد. هذا الشعب يقترب إلي بشفتيه، أما قلبه فمبتعد عني بعيداً.

فهمان: آه… فهمت… إنه أمر خادع وخطير.

الغريب: بل وحتى في بعض الجماعات المسيحية التي أنشأتها، حدث أن وجدت أن الأخوة فيها قد عظموا أحدهم وبدأوا يعبدونه بشكل غير مباشر أو صريح. وقال بعضهم أنا لبولس وأنا لأبولوس وانا لصفا.

فهمان: ولماذا؟ لماذا يحدث هذا؟ هل يجرؤ مؤمن على عبادة إنسان كما يعبد الرومان القيصر؟

الغريب: هذا لأن الإنسان دائماً يميل لأن يصنع إلهاً من صنعه، ويختار شخصاً على مزاجه، ويقرر أن يعبده دون أن يعترف بهذا وحتى لو بينه وبين نفسه، فهو يعجب به ويتكرس له، أي ينشغل به وبتمجيده والدعاية له، ويؤمن بكل ما يقوله ويمحور حياته حوله وحول أقواله وحياته. ولكن لاحظ أن الشخص نفسه يكون مخدوعاً. فهو لا يقول أبداً أنه إتخذ إنساناً إلهاً له. ولكنه يقول أنه يريد أن يسير على خطاه. فهو دون أن يدري يخدع نفسه ويزيل الرب المسيح من المركز ويضع شخص آخر ويقول لنفسه سوى أصل للرب من خلال إتباعي لهذا الشخص.

فهمان: ولكن لماذا تصير الأمور بهذا الشكل؟ لماذا لا يسير كل شيء بسهولة وبساطة في الإتجاه الصحيح؟

الغريب: هذا هو الإنسان يلجأ دائماً للمنظور فحتى جماعات المؤمنين رجع بعضها لليهودية وإلتجأوا للطقوس والفروض وصارت ممارساتهم الروحية هي وثنهم الذي لا يمكن أن تلمسه وصارت هدفاً في حد ذاتها.

فهمان: هذه أخطار عظيمة.

الغريب: نعم يا إخوتي، فكلما إزدادت الصورة الخارجية للأمر وصارت أكثر روحانية من جهة الشكل، صارت عبادة الأمر أو الشيء أو الشخص أكثر جاذبية للشخص. ولكن دائماً ما يميز الوثنية التي يقع فيها المؤمنون هي أنها تقودهم للإحساس بالتميز عن الآخرين، فيشعرون دائماً أنهم أفضل من غيرهم. ويفتخرون بالطريق الذي يتخذونه.

فهمانة: ولكن هل يصير المؤمن الحقيقي مرفوضاً من الرب إن وقع في هذه الخطايا؟

الغريب: أخت فهمانة. أنت بالطبع الآن تعلمين أن الرب يقبلنا بالنعمة على حساب ما صنعه المسيح على الصليب. فلذا فحتى إخوتنا الذين يقعون في هذه الفخاخ يقبلهم الرب. ولكنه يعمل في حياتهم سواء بالفشل الروحي الذي يتركهم فيه أو بالضيقات والتجارب. ويرسل لهم التعاليم لكي يغير منهم.

فهمان: إذاً إن أحسسنا بالإفتخار بأي شيء أو شخص أو ممارسة علينا أن نفحص أنفسنا.

الغريب: نعم وبكل تأكيد. فالروحانية الحقيقية تجعل الشخص لا يفتخر بأشخاص يتبعها، ولا بطريقة في العبادة او طقس ولا بحجم الكلمات وسمو العبارات التي يتكلم بها، ولا بأي شيء سوى الله الحي الحقيقي وحده.

مرت الأيام… وكان الغريب يجتمع يومياً كل ليلة مع كل من قبلوا الإيمان في بيت فهمان ويشرح للجميع ويكرز بإنجيل الله حتى ساعة متأخرة من الليل.

رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
" لا تلمس صنمى " (11) يبذل نفسه لأجل أحبائه
" لا تلمس صنمى " (10) جندى صالح ليسوع المسيح
" لا تلمس صنمى " (6) الحاسة الدينية
" لا تلمس صنمى " (4) صانع السلام
" لا تلمس صنمى " (3) الصراع المقدس


الساعة الآن 11:38 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024