رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مقدّمة
لا ينمو الإنسان صفحة بيضاء أوعجينة لينة بل يحمل معه كل ما زرع فيه في سنواته الأولى من طاقات وقدرات ومواهب (يقول بعض العلماء إن الـ3 سنوات الأولى هي التي تحدّد شخصيّة الإنسان، والبعض الآخر يقفز بها إلى الـ14 سنة). النمو النفسي عند البشر ليس متجانساً ومتوازناً بل يختلف حسب شخصيّة الفرد ("الأنا")، والمعادلة تتوازن بين: 1. الحاجات والدوافع (الـ"هو") 2. التنازع بين غريزتي "الحب" (الـ Eros) و"الكره" (الـThanatos). 3. البيئة والمحيط والتربية والأخلاق ("الأنا الأعلى")، وبالمقابل ليس العمر الجسدي مرافق دائماً للعمر النفسي. علينا إذاً معاملة كل إنسان انطلاقاً من ذاته لأنه شخص مستقلله حريته وإمكانياته وردود فعله الخاصة. وهذه المعاملة تساعد الإنسان على النمو.. ولكن هذا لا يعفينا من استنباط بعض الخصائص لكل مرحلة من مراحل النمو التي يمكن مرحلتها وتقسيمها في سبيل دراستها: 1- فترة الحمل : هي فترة هامة جداً لأنها تطبع شخصية الإنسان من خلال إحساس شامل نتيجة نفسية الأم. فإذا كانت الأم سعيدة قابلة للطفل شعر الطفل بأنه محبوب ومرغوب فيه. وقد قال أحدهم: إذا أردنا جيلاً سليماً علينا ن نربي الأم وهي لا تزال شابة. 2- المرحلة الفمويّة (السنة الأولى) : يعيش الطفل في الأشهر الأولى حالة خلط بينه وبين الأشياء ولا يميز بين ذاته وبين العالم الخارجي وكل ما يهمه هو ما يلبي حاجته إلى الأكل والنظافة وتسمى هذه المرحلة بالفمويّة لأن كل شيء يتركز حول الفم. في هذه المرحلة ينمو الطفل من خلال حنان ومحبة أمه. الرضاعة الطبيعية هامة لأنها تشعر الطفل بهذا الحنان وهذه المحبة وإذا تعذرت الرضاعة الطبيعية يطلب إلى الأم أن تحضن الطفل أثناء الرضاعة الاصطناعية ليشعر الطفل بدفء جسدها وحنانها وحبها. على الأم في هذه المرحلة التحدث إلى طفلها أثناء الرضاعة والحياة اليوميّة، لأن الأم هي أول شخص يتعرف إليه الطفل وهي تطبع شخصيته من خلال علاقتها به من خلال نظرتها ونبرة صوتها فإذا كانت العلاقة سليمة يمكن لهذا الطفل أن يعيش في المستقبل علاقة سليمة فيها الثقة بالنفس والآخرين. ولكن هناك علاقات سلبية: الأم أنانية تمتلك طفلها وتفرط في دلاله والأم تعتبر الطفل حاجة مادية تلعب فيها كما تشاء، تعطيه الحليب دون أي شعور بالمحبة والحنان، واستعجال أثناء الحمام والتنظيف.. لا وقت لديها للعب معه والتحدث إليه فيشعر الطفل بالحرمان وأنه غير مرغوب فيه. إن دور الأب في هذه المرحلة لا يقل أهمية عن دور الأم فحضوره ضروري وفعال في نمو الطفل، وإن لم يعِ الطفل بشكل مباشر دور الأب. علينا كآباء وأمهات المستقبل أن نربي أنفسنا على قبول ومحبة أطفالنا. على التجرد والتخلي عن أنانيتنا. علينا محاربة نزعة الامتلاك فينا والتحلي بالصبر وضبط النفس. 3- مرحلة اكتشاف الجسد (السنة الثانيّة): بعد السنة الأولى يبدأ الطفل باكتشاف ذاته الفيزيولوجية فيكتشف أعضاءه وكل جسمه. ويبدأ بتمييز ما هو منه وما هو خارج عنه. وهو سعيد وفخور بهذا الاكتشاف. في هذه المرحلة تقوم الأم على تنظيم "نظافة الطفل"، هذه المرحلة تمنحه فعل الثقة بالنفس والمصالحة مع الجيد والغير جيّد، وميزة الكرم أو البخل، والبذور الأولى للتنظيم نفسه. علينا أن نعامل الصبي والبنت نفس المعاملة وألا نزرع فيهم مفهوم العيب والغلط بل نساعدهم على الفرح بأجسادهم وعلى التوصل إلى النظافة دون الإكراه. في هذه المرحلة يحب الطفل اللعب في الطعام والتراب والوحل ليكتشف قدراته الحركية فعلينا توجيهه دون قسوة لأن اللعب بالنسبة له هو طريق المعرفة والنمو... 4- مرحلة الفطام واكتشاف "الأنا" النفسي، والنرجسيّة (2-4 سنوات: الروضة): في هذه المرحلة يشعر الطفل بحاجة ملحة للمحبة، ويكتشف أهميّة حبّه لنفسه (النرجسيّة).. كما يشعر بالخوف من أن يُترك. إنه بحاجة إلى الأمن والطمأنينة. وشعوره هذا قد يكون ملحاً بقدر ما شعر بالحرمان في السنوات الماضية، حرمان شعر به في فترة الفطام المادي في السنة الأولى، وقد كان من واجب الأمأن تعوض هذا الحرمان بالمحبة والحنان. وفي هذه المرحلة فطام نفسي هو فطام الابتعاد عن الأم والذهاب إلى ا لروضة فعلى الأم أن تهيأ طفلها لهذه المرحلة فتحدثه عن الروضة والرفاق والألعاب وإذا اقتضى الأمر أن تزور الروضة مع طفلها وتعرفه إلى الأماكن والمربية فلا تكون الروضة عقوبة للتخلص منه. تتميز هذه المرحلة أيضا ًبظاهرة الخوف: الخوف من الظلام، من الأشياء الغريبة مع الحاجة للمعرفة لذلك نراه يكثر من الأسئلة: ماذا؟.. لماذا؟ علينا الإجابة على هذه الأسئلة بصدق وهدوء دون عصبية. وظاهرة الخوف هذه تزداد إذا تغير عليه الجو والمحيط فهو يسعى لأن يكون له محله وكرسيه في المدرسة والبيت، إنه يحب الترتيب وعدم تغيير الأشياء لأن هذا يشعره بالأمان. في هذا العمر أيضا ًيكتشف الطفل الأنا النفسي ويحاول أن يتحقق من هذا الأنا عن طريق الرفض والممانعة فهو لا يعرف إلا كلمة أنا.. وكلمة لا.. ً يرفض مثلا ترديد ما تعلم في الروضة عند الطلب.. يشعر أنه بحاجة إلى مساعدة الآخرين ولكنه لايريد أن يعمل الكبار بدلاً عنه. هذه المرحلة هامة جدا ًبالنسبة للطفل فعلينا أن نساعده ونحترمه ونقدر طاقاته ونطلب منه العمل ضمن هذه الطاقات. علينا أن نحبه ونلبي حاجاته وليس نزواته مع شيءٍ من الحزم. تفكير الطفل عملي وحسي. يرى العالم الخارجي بشكل إحيائي. لكل شيء إرادة وإحساس مثلا ً اللعبة تأكل وتبكي، وربما يشخصن الأشياء (الكرة، الصندويش،..). نساعد الطفل أن يعبر عن نفسه واكتشافاته بالرسم واللعب والأشغال اليدويّة البسيطة. هذا الموضوع منقول .... وللموضوع بقية !! |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|