نزاع المحبة

[Ramez5]

أُخبر أحد الآباء الأساقفة أن خلافًا قد دبَّ بين شيخين . لم یُصدق الأب الأسقف ذلك، فقد عُرف أن هذین
الشيخين یعيشان في سلام حقيقي، وتربطهما المحبة القویة منذ زواجهما.
تساءل لعل من أبلَغَه بالخبر أخطأ في الأسماء، لكنه تأآد أن خلافًا حقيقيًا قد دبَّ بين الزوجين الشيخين.
ذهب الأب الأسقف إلى منزلهما، فوجدهما على غير العادة متخاصمين، وإذ سأل عن سبب الخصام،
قال الزوج الشيخ : "إني حزین یا أبي الأسقف، فإن زوجتي لا ترید أن تطيع ". تعجب الأسقف من هذا وقال : "أنا
أعرف عنها أنها متواضعة وودیعة، وأنت نفسك تشهد بذلك، فكيف تتهمها بعدم الطاعة".
قال الزوج : "أقول الصدق ولا أآذب، فإنها لا ترید أن تطيع، لقد أرسل اللَّه لنا برآة، مبلغًا من المال،
وقد طلبت منها أن تشتري لها فستانًا، لكنها مصممة أن تشتري به معطفًا لي... أنا لست محتاجًا إلى معطفٍ".
تدخلت ا لزوجة العجوز وقالت : "أُحكم بيننا یا أبي الأسقف، فإن زوجي لا یرید أن یسمع لي، فأنا لست
محتاجة إلى فستانٍ، إنما أودّ أن یشتري له معطفًا".
آان الأسقف یتطلع إلى الزوجين في دهشة، فإن الخلاف بينهما دافعه ليس الأنانية أو الطمع أو المطالب
الخاصة، بل الحب. آل منهما یقدم الآخر عنه، فتهللت نفس الأسقف جدًا.
قيل إن القديس باخوميوس إذ رأى محبة شعب إسنا للجنود الغرباء وسخاءهم دخل المدینة وشاهد
خلافات من هذا النوع. رأى الكل یتسابق على العطاء والبذل.

لقد حان وقت الصراع.
لن أدخل إلى ميدان السباق بدونك.
أحملك في قلبي، فأجري، لأبذل وأعطي.
تتهلل نفسي عندما أُبذل لأجل اخوتي.

لأموت معك، وليحيا الكل!
لأحمل الصليب معك، وليسترح الكل!
لأنطلق معك إلى آخر الصفوف،
وأبسط یدي معك لأحتضن الكل بالحب.