القديس مارمرقس (كاروز الديار المصرية)- وأول باباوات الإسكندرية وأحد السبعين رسولاً
بقلم ألبير ثابت فهيم
في يوم الخميس الموافق 11سبتمبر 2008 تحتفل كنيستنا القبطية بعيد النيروز، عيد رأس السنة القبطية تذكاراً لشهدائنا الأعاظم الذين سجلوا بدمائهم أروع صفحة من صفحات تاريخنا النابض بروح القداسة والعطاء والبذل كما نتذكر في هذا اليوم المبارك (أستشهاد القديس العظيم مارمرقس كاروز الديار المصرية) هو يوحنا الملقب مرقس الذي تردد إسمه كثيراً في سفر الأعمال والرسائل.
هذا القديس العظيم الذى رأي السيد المسيح وجالسه وعاش معه بل إنه كان من ضمن السبعين رسولاً، ولذا لقبته الكنيسة "ناظر الإله" أسس الرب في بيته سر العشاء الرباني في "خميس العهد" حيث جمع الرب تلاميذه وأعطاهم جسده ودمه لغفران الخطايا وهو نفس البيت الذي حل الروح القدس على التلاميذ فيه في يوم الخمسين (أع 2 : 1). وإنجيله هو أقدم إنجيل في الأناجيل الأربعة، إذ بدأ كتابته في رومية وأكمله في مصر، والقديس مرقس الرسول كان في الأصل أفريقيا، وقد إستصحبه بولس وبرنابا للبشارة بالإنجيل في أنطاكية وسلوكية وقبرص...الخ .
وللقديس مرقس الرسول الفضل في إنشاء المدرسة اللاهوتية بالإسكندرية تلك المدرسة التي ذاع صيتها في العالم المسيحي كله شرقاًََ وغرباًََ، وأسدت للمسيحية خدمات جليلة بفضل علمائها وفلاسفتها الذين خرجتهم كما أنه أسس أول كنيسة أفريقية في مصر عام 50 بعد الميلاد، وفيها إستشهد عام 68 ميلادية في مدينة الإسكندرية بعد أن رسم القديس إنيانوس أسقفاً فأكمل المسيرة المقدسة
وعندما حاول الوثنيون حرق جثمانه الطاهر بعد فاضت روحه الطاهرة، حدثت زلازل ورعود وبروق وهطلت أمطار غزيرة، فإرتاع الوثنيون وولوا مذعورين وأخذ المؤمنون جسده المقدس وكفنوه، حيث دفن القديس في كنيسة بوكاليا بالإسكندرية (أي دار البقر).
في عام 644 م (وقت الفتح العربي) حاول أحد البحارة سرقة رأس القديس وأخذها في مركب إلا أن المركب لم تستطيع مغادرة الميناء إطلاقاً بالرغم من محاولة البحارة، وعند تفتيش المركب أخرجوا رأس القديس فإستلمها البابا بنيامين (38) وبنى كنيسة عظيمة بالإسكندرية المعروفة بالمعلقة، توضع فيها رأس مارمرقس وتنقلت رأس القديس مارمرقس من مكان إلى آخر حتى إستقرت أخيراً في القرن الثاني عشر بالكنيسة المرقسية بالإسكندرية وذلك أيام البابا بطرس السادس 104
أما بالنسبة للجسد فقد سرق بعض التجار البنادقة هذا الجسد سنة 827 م وبنوا عليه كنيسة في مدينتهم ورفضوا تسليمها للأقباط، وهكذا إنفصلت الرأس من الجسد وفي عهد المتنيح البابا كيرلس السادس في ذكرى الإحتفال بمرور تسعة عشر قرناً على إستشهاد القديس وصلت أرض مصر رفات القديس يوم الأثنين 24 يونيو 1968م .
وفي صباح الأربعاء الموافق 26 يونيو 1968م أحتفل بإقامة الصلاة على مذبح الكاتدرائية الجديدة، وفى نهاية القداس حمل قداسة البابا كيرلس رفات القديس مرقس حيث أودع في مزاره الحالي تحت الهيكل الكبير في شرقية الكاتدرائية بالعباسية .
صلاة هذا القديس العظيم والكاروز الكريم والشهيد تكون معنا .